Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع الإهتمام بالتربية والتعليم، والله سبحانة وتعالى ربط بين الإيمان والعمل في كثير من آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات” وكذلك البعد عن مخالفة الأقوال للأفعال، حيث قال تعالى “يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” وكذلك جمع التربية الإسلامية بين الطابع الفردي والجماعي، حيث تربي الإنسان على الفضائل، وتحمله مسؤولية أعماله، وكل ذلك لا يعني انفصاله عن المجتمع الذي يكفل له التكامل والتكافل والقوة، فبيّن الإسلام أن المسلم عون لأخيه المسلم، كما أنها تعزز أهمية القدوات في التأثير على الفرد، وتؤكد على دور الأسرة في هذه التربية.
وكما يجب تربية الفرد على مراقبة ربه عز وجل حيث تنمي فيه الدافع والرقيب الداخلي الذي يجعله مستقيما، مراقبا لربه في جميع أعماله، لقوله تعالى ” إن الله لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء” وعلموا أولادكم الصدق بالقول والفعل، فإذا حدثتموهم فلا تكذبوا عليهم وإذا وعدتموهم فلا تخلفوا وعدكم فيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم “أن من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة” وإن أولادكم إذا رأوكم تكذبون هان عليهم الكذب وإذا رأوكم تخلفون الموعد هان عليهم الإخلاف، عودوهم الإحسان إلى الخلق وفعل المروءة وحذروهم من الاعتداء والظلم، اغرسوا في قلوبهم محبة المؤمنين، وبينوا أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
وأن الواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة ليشبوا على الألفة والمحبة والاتحاد، ومن كان من أولادكم يستطيع القراءة فحثوه على قراءة الكتب النافعة مثل كتب التفسير القيمة لمعاني القرآن، ومثل كتب الحديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل كتب التاريخ الصحيحة البعيدة عن الأهواء، خصوصا تاريخ صدر الإسلام لأن قراءة تاريخ ذلك العصر يزيد القارئ علما بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومحبة لهم وفقها في الدين وأسرار أحكامه وتشريعاته، وحذورهم من قراءة الكتب الضارة التي تخل بعقيدة الإنسان أو عباداته أو أخلاقه، ومن قراءة الصحف والمجلات الضالة التي تتضمن الشك والتشكيك وإثارة الفتن.
أو تبحث في أمر من أمور الدين على وجه الخطأ، فالتسامح يعني أن نعطي فرصة ثانية لمن يستحق، لمن يستحق فقط، وإن الشخص الذي يسامح يدفع عنه وعن أحبته العداوات، فتخيل أن يصبح لك أعداء لأسباب صغيرة، كيف سيكون حالك وقتئذ؟ فإن الله تعالى خلقنا أنقياء، وجعل المودة أساس كل شيء بيننا، ولم يخلق معنا الكره أو الحقد، فالطبع يغلب التطبع، ولذلك الإنسان الطبيعي يميل إلى التسامح أكثر من ميله للانتقام، فإذا ادعى شخص حبك، ولكنه لم يسامحك فاعلم أنه كاذب، لأن الأساس الأول لأي علاقة هو التسامح، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال”إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحُسن الخلق”
فهذا الحديث فيه حث على التمتع بالأخلاق الحسنة، وأنه ينبغي على المؤمن أن يجاهد نفسه ويحرص على حسن الخلق، وخاصة مع أهله وأولاده، واخوانه، وجيرانه، وأصحابه، وفي ذلك أيضا قال الله تعالى ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” وقال معاذ بن جبل رضى الله عنه، يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم” أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟” وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها، يعني ما يتثبت فيها، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يتبين فيها، يكتب الله له بها رضاه”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *