Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الإهتمام بالتربية والتعليم، وتقوم التربية الإسلامية على الاستمرارية فهي لا تنتهي بزمن معين أو تتوقف عنده، فهي تمتد من الولادة إلى الموت، وتوجه الإنسان إلى التفكر في الكون والعالم مما يساعد في تقدم الأمة، كما أنها تدعو إلى مواكبة التطور بإخراج الأجيال المؤمنة المتعلمة، وكما تقوم على الانفتاح والعالمية، حيث أن الإسلام دين عالمي وليس خاص بأمة دون أمة، فيرفض التعصب للطبقة أو العرق أو اللون وغير ذلك من أشكال التعصب، فالتفاضل فيها على أساس التقوى، ويقول الله تعالى” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وكما تجمع بين المحافظة والتجديد.
من خلال محافظتها على ثوابت الإسلام، كالعقائد والقيم الربانية، ولكنها في نفس الوقت تدعو المسلم إلى التجديد بمطالب الحياة التي تتغير في كل زمن، مع المحافظة على الثوابت والأصول العامة الإسلامية، فالتربية الإسلامية هي الطريق التي تربى بها الصحابة رضي الله عنهم بتنزل القرآن عليهم، كتربيتهم في يوم بدر على أن النصر من عند الله تعالى، وحله لتنازعهم في غزوة أحد، وفي غزوة الخندق نزلت بعض الآيات التي فضحت المنافقين، وثبتت المؤمنين، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يستغل الفرص مع صحابته لتعليمهم وتربيتهم، وسار بعده أصحابه رضي الله عنهم في نفس الطريق حيث قاموا بتعليم التابعين ما تعلموه من النبي عليه الصلاة والسلام.
وتربوا عليه، ليقوم الأشخاص بحمل الإسلام ونشره على علم وفقه، ودعوة الناس إلى التمسك به، وإن للتربية الإسلامية العديد من الأهداف، ومنها الأهداف العقيدية وهى من خلال توجيه الفرد للتمسك بعقيدته التي توجهه إلى العمل في ضوء هذه العقيدة، فتعمل على ربط الفرد بربه ومحبته، وتحرير العبد من العبودية لغيره سبحانه وتعالى مما يساعد على ترابط المجتمع وتماسكه، وهناك أيضا الأهداف العقلية، فالعقل هو مصدر الإدراك عند الفرد ومن خلاله يكون محاسبا على أعماله، وربط الله تعالى في كتابه بين انعدام الاحتكام إلى العقل والانحراف، إذ إن سبب الانحراف هو ترك العمل بمقتضى العقل، وقد ذم الله تعالى من يعطل عقله.
فقال تعالى ” إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون” وقد اعتنت التربية الإسلامية بالعقل فهو محل التكليف، وأداة التمييز بين الخير والشر، ومن أهم الطاقات عند الفرد، وعلى الإنسان أن ينميه الإنسان بالعلم والمعرفة، والاهتمام بما فيه استعمال له كالتفكير والإبداع، وكذلك تحريره من الأوهام والخرافات، وأيضا فإن هناك الأهداف الروحية، وهى من خلال تربية الأفراد على الإيمان، وتوجيه واستثمار الرغبة الداعية للتدين عندهم، وتربيتهم على القيم المستمدة من الإيمان الصحيح بأركان الإيمان، ومدهم بالطاقة الروحيّة والتي هي أسمى الطاقات وهي نفخة من روح الخالق، فيقول تعالى ” ونفخت فيه من روحى” وكما أن هناك الأهداف الخُلقية.
وهى من خلال تعليم الفرد الأخلاق الإسلامية والفضائل التي تساهم في نشر الخير والفضيلة في المجتمع، فالأخلاق هي روح الإسلام وجوهره، وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بخُلقه، فقال تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” وأيضا فإن هناك الأهداف الجسدية وهى من خلال ضبط ميول الإنسان للنشاط الحركي الجسدي بتحديد نوع النشاط وضبطه، وتحقيق التوازن بين هذا الميول وبين الحلال والحرام، وكذلك فإن هناك الأهداف الاجتماعية وهى بتحديد علاقة الفرد بالبيئة والكون، وبيان ضوابط علاقته بغيره، والأنشطة التي يمارسها بحيث يصبح فاعلا في مجتمعه بما يحمله من أفكار وقيم أخلاقيّة، فتحثه على صلة أرحامه، ومراعاة حقوق جاره وغير ذلك.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *