Share Button

فى طريق النور ومع الرّجّال بن عنفوة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع الرّجّال بن عنفوة، ورفع زيد بن الخطاب ذراعيه الى السماء مبتهلا لربه، شاكرا نعمته، ثم عاد الى سيفه والى صمته، فلقد أقسم بالله من لحظات ألا يتكلم حتى يتم النصر أو ينال الشهادة، ولقد أخذت المعركة تمضي لصالح المسلمين، وراح نصرهم المحتوم يقترب ويسرع، هنالك وقد رأى زيد رياح النار مقبلة، لم يعرف لحياته ختاما أروع من هذا الختام، فتمنى لو يرزقه الله الشهادة في يوم اليمامة هذا، وهبّت رياح الجنة فملأت نفسه شوقا، ومآقيه دموعا، وعزمه اصرارا، وراح يضرب ضرب الباحث عن مصيره العظيم، وسقط البطل شهيدا، وعاد جيش الاسلام الى المدينة ظافرا، وبينما كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

 

يستقبل مع الخليفة أبي بكر الصديق، أولئك العائدين الظافرين، راح يرمق بعينين مشتاقين أخاه العائد، وكان زيد بن الخطاب رضى الله عنه، طويل بائن الطول، ولكن قبل أن يجهد عمر بن الخطاب، بصره، فقد اقترب اليه من المسلمين العائدين من عزّاه في زيد وأبلغه شهادته، فقال عمر ” رحم الله زيدا، سبقني الى الحسنيين، فقد أسلم قبلى، واستشهد قبلى وعلى كثرة الانتصارات التي راح الاسلام يظفر بها وينعم، فان زيدا لم يغب عن خاطر أخيه الفاروق عمر لحظة واحده، ودائما كان يقول” ما هبّت الصبا، الا وجدت منها ريح زيد ” وهكذا فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

 

“جلست مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رهط ومعنا الرجال بن عنفوة، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن فيكم لرجلا ضرسه في النار مثل أحد ” فهلك القوم وبقيت أنا والرحال فكنت متخوفا لها حتى خرج الرحال مع مسيلمة وشهد له بالنبوة وقتل يوم اليمامة” وقد لعب الرجال دور المستشار الشخصي لمسيلمة وكان ينقل له أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ليقلدها، كي يصدقه الناس، ولكن الله شاء أن يفضح كذبهما، حيث جاء في الكامل لابن الأثير أن امرأة جاءت لمسيلمة فقالت له إن نخلنا لسحيق، وإن آبارنا لجزر، فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، لأهل هزمان، فسأل رجل يدعى نهار، عن ذلك، فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه ومجه في الآبار ففاضت ماء وأنجيت كل نخلة وأطلعت فسيلا قصيرا مكمما، ففعل مسيلمة ذلك، فغار ماء الآبار ويبس النخل، وإنما ظهر ذلك بعد مهلكه، وقال له نهار، أمر يدك على أولاد بني حنيفة مثل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ كل صبي حنكه، وإنما استبان ذلك بعد مهلكه، وأما عن الرَّجَّال فكان بالرَّجَّال من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب، وقال عنه ابن عمر رضى الله عنهما كان من أفضل الوفد عندنا، وكان حافظا قوّاما صوّاما، وظل إخبار النبي صلى الله عليه وسلم، عالقا برأس أبي هريرة رضي الله عنه.

 

وكلما رأى الرَّجَّال بن عنفوة ومداومته على العبادة وزهده، ظن أن أبو هريرة عن نفسه أنه هو الهالك وأنه هو المقصود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه هو صاحب النبوءة وأصابه الرعب والفزع، فلما ظهر مُسيلمة الكذاب في اليمامة وادّعى النبوة واتبعه خلق من أهل اليمامة، فبعث أبو بكر الصديق الرَّجَّال بن عنفوة، لأهل اليمامة يدعوهم إلى الله، ويثبتهم على الإسلام ، فلما وصل الرَّجَّال اليمامة التقاه مسيلمة الكذاب، وأكرمه، وأغراه بالمال والذهب، وعرض عليه نصف ملكه إذا خرج إلى الناس وقال لهم إنه سمع محمد صلى الله عليه وسلم، يقول إن مسيلمة شريك له صلى الله عليه وسلم، في النبوة، ولما رأى الرَّجَّال ما فيه مسيلمة من النعيم وكان من فقراء العرب.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *