Share Button
فى طريق النور ومع الصبر وإنتظار الفرج “جزء1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
إن من المعروف أن الدنيا دار البلاء والابتلاء، وأن حال الإنسان فيها متقلب الأحوال، سواء الصحة او المرض، أو الغنى والفقر، أو الشدة والفرج ولكن هذه الشدة لا تدوم فدوام الحال من المحال ويجب على كل مسلم أن يكون على يقين بالاية الكريمة “سيجعل الله بعد عسر يسرا” وإن الصبر يعين الإنسان على التزام الطاعة وهجر المعصية، وتحمل الأقدار، فقد قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر، وقال أيضا أفضل عيش أدركناه بالصبر ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما، وقال الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس بار الجسم، ثم رفع صوته فقال ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له.
وقال الصبر مطية لا تكبو، وقال الحسن الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده، وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه، وقال سليمان بن القاسم كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال الله تعالى ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” قال كالماء المنهمر” وتزداد الحاجة لهذه القيمة في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والمغريات، وأصبح الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر” رواه الترمذى، وقال صلى الله عليه وسلم.
“إن وراءكم أيام الصبر المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم” قالوا يا نبي الله أو منهم؟ قال “بل منكم” قالوا يا نبي الله أو منهم؟! قال “بل منكم” ثلاث مرات أو أربع، وأنتم معشر المسلمين المخلصين الذين تعملون لإعلاء دين الله وكلمته، لقد طال هذا الليل واسود جانبه، وأرقنا فعل الجاهليات بأهل الإسلام، لا تيأسوا فإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرا، فإن هذه سنة الله في الدعوات، أن الخطوب تشتد عليها، والأخطار من كل جانب، حتى يفعل جميعهم كل الإمكانيات فلا تفيد، وبعد أن يفقدوا الأمل ويصلوا إلى نقطة يحسون أن لا نصر عندها، إذا بنصر الله يأتي فيقول تعالى ” حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا”
ولكن متى أتى النصر؟ أتى النصر عندما اشتدت الأمور وظنوا أنه لم يأتى “جاءهم نصرنا” وهكذا لكي لا يكون النصر رخيصا، فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم دعي بدعوة لا تكلفه شيئا، ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثا ولعبا، فإنما هي قواعد في حياة البشر ومنهاج لهم، وهذه القصة التي نسوقها ذكرها القاضي بهاء الدين بن شداد رحمه الله، في كتابه النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، وهو كتاب يحكي تاريخ معارك المسلمين بقيادة صلاح الدين مع النصارى، فقال رحمه الله في وقعة الرمل الذي على جانب عكا، يقول “ومن نوادر هذه الوقعة أن مملوكا كان للسلطان يدعى سرا سنقر وهو من المسلمين، وكان شجاعا، قد قتل من أعداء الله خلقا عظيما، وفتك فيهم.
فأخذوا في قلوبهم من نكايته فيهم، فمكروا به، وتجمعوا له وكمنوا له، وخرج إليه بعضهم وتراءوا له يستدرجونه، ليخرج من عسكر المسلمين ليقاتلهم، فحمل عليهم، وكان شجاعا لا يخاف، حتى صار بينهم فوقع في الكمين، ووثبوا عليه من سائر جوانبه فأمسكوه، وأخذ واحد من النصارى بشعره، وضرب الآخر رقبته بسيفه، واحد من النصارى أمسك بشعر المسلم، وهم يحيطون به من كل جانب، والآخر رفع سيفه فضرب رقبة المسلم، فإنه كان قتل له قريبا لأن هذا المسلم كان قد قتل قريبا لهذا الكافر، فرفع سيفه ليضربه، يقول فوقعت الضربة في يد الماسك بشعره، فقطعت يده، وخلى عن شعر المسلم، فاشتد هاربا حتى عاد إلى أصحابه، وأعداء الله يشتدون عدوا خلفه، فلم يلحقه منهم أحد وعاد سالما ولله الحمد.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *