Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، وأما عن الأسرة الممتدة، فهي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها الإقامة المشتركة والقرابة الدموية، وهي النمط الشائع قديما في المجتمع ولكنها منتشرة في المجتمع الريفي، بسبب انهيار أهميتها في المجتمع نتيجة تحوله من الزراعة إلى الصناعة، وتتنوع إلى أسرة ممتدة بسيطة تضم الأجداد والزوجين والأبناء وزوجاتهم، وأسرة ممتدة مركبة تضم الأجداد والزوجين والأبناء والأبناء وزوجاتهم والأحفاد والأصهار والأعمام، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لما لا نهاية حيث تتكون من ثلاث أجيال وأكثر، وتتسم بمراقبة أنماط سلوك أفراد الأسرة والتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع.
وتعد وحدة اقتصادية متعاونة يرأسها مؤسس الأسرة، ويكتسب أفرادها الشعور بالأمن بسبب زيادة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة، وهناك أيضا الأسرة المشتركة، وهي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية ترتبط من خلال خط الأب أو الأم أوالأخ والأخت، وتجمعهم الإقامة المشتركة والالتزامات الاجتماعية والاقتصادية، وتوفر الأسرة الاحتياجات اليومية الأساسية لأفرادها فهي تعد العائل الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأفراد، وإن من أهمية الأسرة تجاه المجتمع أيضا، أنها تساعد المجتمع في القيام بالإحصاءات السكانية والمتعلقة بالمستوى المعيشي للأسر والنظام البيروقراطي المتواجد في المجتمع، ويمكن أخذ الأسرة كعينة لعمل المتوسطات الإحصائية والدراسة.
والتحقيق للتعرف على المشكلات التي تواجه الأسر في مجتمعهم والعمل على حلها، ومن خلال الأسرة يستطيع الإنسان تحقيق ما يرغب به من غرائز ودوافع طبيعية، وكذلك باستطاعة الأسرى أن تحارب الانحطاط الاجتماعي المنتشر في المجتمع، وذلك بتعليم أفراد الأسرة القيم الحميدة، وإن من أبرز أهميات الأسرة هو الدور الاجتماعي الذي تلعبه الأسرة في حياة أفرادها، فالأسرة هي الملجأ الأول للأفراد والمربي الأول في حياة كل فرد، لذا تلعب الأسر دور كبيرة في تنشئة وتربية الأبناء، فإذا صلح حال الآباء صلح حال الأبناء، وبناء على ذلك فإن الأسرة والتنشئة الاجتماعية المرتبطة بها هي من العوامل الأولى في تحديد مصير الأبناء وكذلك مصير المجتمع.
ومن الأدوار الأساسية للأسرة هي تكوين شخصية الأفراد، وبنائهم نفسيا واجتماعيا وأخلاقيا، ومن خلال الأسرة وما تقدمه للطفل منذ صغره تجعله قادرة على تحدي الصعوبات التي تواجهه في المستقبل وقادر على تحمل المسؤولية، وتقوي الأسرة وتعزز من روح أبنائها وتنمي فيهم مجموعة من القيم الأخلاقية مثل احترام الغير والتقدير لمجهود الآخرين، والصبر على الشدائد وتقديم العون والمساعدة لغيرة، فكل هذه الصفات تجعل الأفراد صالحين عند كبرهم وهمهم الأول هو العمل على تقدم مجتمعهم، وتنمي الأسرة من روح التفاعل والتعامل مع الآخرين داخل الطفل منذ صغرة وكذلك توطيد العلاقات الأسرية وما ينتج عنها من صلاح المجتمع ككل.
والأسرة هي الوسيلة الوحيدة لنقل ثقافة العائلة من جيل إلى أخر، وكما تعمل الأسرة على توطيد العادات والتقاليد التي تعبير عن المجتمع لباقي أفرادها الصغار مما يؤثر بالإيجابية على الأجيال الحديثة، وإن الأسرة هي المرجع الأول والأخير لأي فرد بداخلها للتعرف على قيم المجتمع ومعاييره، فأثناء السنوات الأولى من تنشئة الأطفال تعمل الأسرة كالمدرس الذي يلقن تلاميذه جميع خبراته السابقة ليأمن له مستقبله، وتبث الأسرة في نفوس أبنائها الأدوار المطلوبة منهم في مجتمعهم وما واجبهم نحوه طيلة حياته، وتقدم الأسرة لأفرادها الرعاية الصحية السليمة التي تضمن سلامة الأفراد، وإن من واجبات الأسرة نحو الأفراد أيضا هو تعليهم العقيدة وحثهم على إتباع أساليب الدين الإسلامي في التربية.
Peut être une image de 1 personne et position assise
Vu par 2 personnes
J’aime

Commenter
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *