Share Button
فى طريق النور ومع النبى القدوة والإنسان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع النبى القدوة والإنسان، إنه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي صبر وصابر واجتهد وجاهد، ليقول للناس لا إله إلا الله، فيفوزوا بعز الدنيا ونعيم الآخرة، فمنزلته بين الناس أعلى المنازل، وحقه عليهم أعظم الحقوق صلى الله عليه وسلم، فمن حقوقه صلى الله عليه وسلم بل هو أول حقوقه على الناس وأولاها هو الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقا ونبيه صدقا وأن الدين الذي يقبله الله هو الدين الذي بعثه الله تعالى به، وأن من كفر به من النصارى واليهود وغيرهم، من أهل الملل والأديان فهو كافر بالله العظيم، وهو من أهل النار بمشيئة الله وعدله، كما قال تبارك وتعالى.
“ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار” رواه مسلم، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالأمة كلها أن تقف لنصرة المظلوم أيا كان مستواه ومكانته، حيث ربط بين هذه القضية وقضية كرامة الأمة نفسها، فقال صلى الله عليه وسلم، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع” رواه ابن ماجه، وكان الصالحون رضوان الله عنهم لهم حال مع الضعفاء والفقراء والمساكين، ولقد أثر عن علي زين العابدين رحمه الله.
أنه كان إذا جنّ عليه الليل حمل الطعام على ظهره إلى بيوت الأرامل والأيتام، وكان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين، ومع ذلك تواضع لله عز وجل، لعلمه أن الله يحب منه تلك الخطوة، ولعلمه أن جبر تلك القلوب يجبر الله به كسر العبد في الدنيا والآخرة، فخرج رحمه الله في الظلام بعيدا عن الرياء والسمعة والثناء، يشتري بذلك رحمة الله سبحانه، فلما توفي رحمه الله، فقدت تلك البيوت من كان يقرع عليهم في جوف الليل، وفي بعض الروايات، كان ما يقرب من ثلاثين بيتا من ضعفة المسلمين، كان يمشي إليها بخطواته، فمات رحمه الله وما ماتت تلك الخطى، وسيراها بعينيه في يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
فإن المشي إلى الضعفاء، والمشي إلى البؤساء له لذة يعرفها من يعرفها، وإن المشي إلى المحرومين البائسين له رحمة يجدها من وجدها، فهؤلاء الأئمة الأخيار الصفوة الأبرار، عرفوا مقدار المعاملة مع الله، فاختاروا لنهارهم العلم والعمل، واختاروا لليلهم جبر القلوب المكسورة، وإدخال السرور عليها، فلما أرادوا أن يغسلوه رحمه الله، خلعوا ثيابه، فوجدوا ظهره متشحطا من كثرة ما حمل عليه من الطعام، فرحمه الله رحمة واسعة، وكان صلى الله عليه وسلم، يحب أصحابه ويبدأهم بالسلام ويكنيهم ويدعوهم بأحب الأسماء إليهم، بل كان يقف لخدمتهم ويجهد نفسه لراحتهم، ويقول أنس بن مالك رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقي أصحابه.
فقالوا، يا رسول الله، لو شربت؟ قال “ساقي القومي آخرهم شربا” وكان من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أخطاء الغير، يحكي خوّات بن جُبير عن نفسه، فيقول‏‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران‏،‏ قال‏‏ فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبة، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت، وقلت‏‏ يا رسول الله، جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا‏،‏ ومضى فاتبعته، فألقى إليّ رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته‏،‏ فقال‏ صلى الله عليه وسلم “أبا عبدالله، ما فعل ذلك الجمل‏‏؟ “‏
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *