Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الهدف من تكوين الأسرة، كما أنه يمكن من خلال تحقيق الهدف الاجتماعي تكثير الأمة حتى تواجه الخطوب بسواعد قوية، وقوى عاملة تستثمر خيرات الأرض بكثرة قاهرة، وعقول جبارة، والوقوف بجانب بعضهم البعض في مساعدة إخواننا المسلمين، والأسرة لها أثر عظيم في نهضة الأمة، ورفع مستواها الاقتصادي نتيجة لتوفير الأيدي العاملة اللازمة لاستصلاح الأراضي، واستثمار الموارد، واستخراج الثروات الطبيعية برا وبحرا، وكل هذا يؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لما تحتاجه الأمة من مواد زراعية وصناعية، ومن ثم تقوم الأمة بتصدير ما يفيض لديها من موارد، وتقوم بحماية نفسها من سيطرة الأعداء، ولا يتم هذا إلا بالأيدي العاملة، والعقول المفكرة.
والجماعات المتعاضدة، لذا رغب الإسلام في التناكح والتناسل وكثرة الأمة، وحث عليه، ونهى عن الخصاء، وهجر النساء تبتلا، والأحسن والأولى أن يتزوج الولود الودود، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال “لا ” ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم” فمن الزواج يتحقق الهدف الاقتصادي الذي نريده للأسرة، فإذا كانت الزوجة ذات صنعة، فإنها تعين زوجها من دخل هذه الصنعة، وعن السيدة أم سلمة رضي الله عنه قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة، فقالت زينب امرأة عبدالله.
“أيجزيني من الصدقة أن أتصدق على زوجي وهو فقير، وبني أخ لي أيتام، وأنا أنفق عليهم هكذا وهكذا، وعلى كل حال؟ قال صلى الله عليه وسلم “نعم” قال وكانت صناع اليدين” رواه ابن ماجه، وإن من أهداف تكوين الأسرة الهدف الاقتصادي، والذي له قيمة في حياة الأفراد، وله فاعلية في كيان الأمة الإسلامية، ومن حياة الأفراد نجد أثر عدم تكوين الأسرة في متابعة حياة العزّاب، فهم في حالة فوضى من العيش، والفقر الذي يلازم البعض منهم لما تتطلب حياة العزوبية من تكاليف مضاعفة من المال في كل شيء من مأكل، ومشرب، أو ملبس، أو مسكن، أو غير ذلك من أبواب المعيشة، ولقد أمر الإسلام بالنكاح لما فيه من الوعد بالغنى لمن يتزوج.
حيث قال الله تعالى فى سورة النور ” وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم” وإن منهج التربية الإسلامية في إشباع الغريزة الجنسية أن تكون هناك علاقة زوجية بين الرجل والمرأة من غير المحارم، فماذا يفعل العزّاب في مثل هذه الحالة التي تنتاب أي رجل إذا رأى امرأة؟ وهؤلاء الشباب يحرصون على الاستقامة، وهم سيظلون في صراع دائم مع غرائزهم، مهما كانت قوة التقوى فيهم، وأما إذا كانت نفوسهم ضعيفة، فسوف ينغمسون في الملذات التي يسعون لإشباعها بأي طريقة كانت، والمعرضون عن الزواج رجالا كانوا أو نساء هم في الواقع أكثر بؤسا في الحياة، فإنهم محرومون من متاعها الحسي والروحي.
وهم محرمون من خير متاع وأعظم نعم الله تعالى، وفي كنف الأسرة وفي رحابها يتحقق للفرد مطلب من مطالبه الملحة الطبيعية، ذلك هو مطلب الوالدية، والحاجة إلى الذرية، لذا فإن إنجاب الذرية عند الرجل والمرأة طلبه الرجال والنساء قديما وحديثا لأن النسل يمد من عمره القصير على الأرض، وإن النكاح مستحب مندوب إليه، كثير الفضائل، وفيه فوائد منها الولد لأن المقصود بقاء النسل، وفيه موافقة محبة الله تعالى بالسعي إلى ذلك ليبقى جنس الإنسان، ويكون الأمر أكثر فائدة لو كان النسل صالحا، حتى يتحقق عدم انقطاع عمل الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا مات الإنسان انقطعَ عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *