Share Button
فى طريق النور ومع حق الوطن والمشاركه فى بنائه ” الجزء الثالث”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع حق الوطن والمشاركة فى بنائه، فكلنا يعلم ان ما يدخره هذا الوطن من خيرات وخير لأبنائه هو أكبر مما يتوقعه أي بشر، فهل جزاء الوطن الذي وهبنا الخير أن نبادله بالإساءة أم إن رد الجميل بالنكران والجحود أهذا حقه علينا أم إن حقه أن نحافظ عليه وأن نعمل من أجل رفعته كي يعود كما كان فإذا كنا مواطنين صالحين يجب علينا ألا نرضى بغير تقدم الوطن، ويكفينا أن نعيش بأمن وسلام ونحمد الرحمن على كل حال لن يستطيع أي كان أن ينال منا أو من وطننا غاية أو مقصدا ونحن ننعم بهوائه ونعيش تحت سمائه ولن يهز أحد شعرة واحدة من رؤوسنا فالوطن في قلوبنا، ولابد من رفع اسم بلدنا في جميع المجالات والمحافل الدولية.
كي يبقى علمنا يرفرف عاليا خفاقا كما هو عليه الآن وينبغي أن يستمر كذلك وهذا الذي سوف يكون إن شاء الله، فإن حب الوطن الوطن كلمة صغيرة لكنها باتساع الكون، ومجرد أن يُذكر الإنسان هذا المكان الذي ينتمي إليه بكل ما فيه تتأجج المشاعر ويصبح القلب ممتلئا بكل ما هو جميل، فالجميع يتمسك به لأنه الأساس الذي يقوم عليه كرامة الشخص وكيانه، وحب الوطن هوالحب الحقيقي لأنه حب فطري ينبع من أعماق القلب ولا يمكن صده أبدا، لأنه الكيان الذي تنتمي إليه جميع الكائنات، ودون وجوده يشعر الإنسان بالضياع والتشرد، والانتماء للوطن يأتي دون أي تخطيط، لأن الشخص يشعر أن اكتماله لا يكون إلا في وطنه، وبدونه يشعر بالنقص وعدم الاستقرار.
فالإنسان مجرد أن يفتح عينيه ويُولد، تقع عيناه على سماء بلاده، ويبدأ بتنفس الهواء فيه فيستوطن حبه في القلب إلى الأبد، وعلى الرغم من أن البعض يعد الوطن مجموعة من الأنظمة والقوانين التي يجب الخصوع لها، إلا أن فكرة وجود بلاد ينتمي إليها الإنسان فهي أعظم من جميع المسميات، فهو مصدر الأمن والأمان، والمكان الذي يحصل فيه الإنسان على حقوقه ويؤدي واجباته بصدر رحب، وهذا ما يُفسر الاستماتة في الدفاع عن حدود أوطانهم، وعدم السماح لأي أحد بأن يُسبّب له الضرر، وليس غريبا أبدا أن تقام حروب كبيرة لأجل الدفاع عن حرية الوطن، لأن كرامة الإنسان تكون في وطنه وعلى أرضه، وحبه لا يقتصر على الإنسان فقط.
بل إن جميع الكائنات من حيوانات وطيور تحب أوطانها، فالطيور مهما هاجرت لا بد وأن تعود إلى حيث ولدت ونشأت، فإن الوطن هو أغلى ما في الوجود، وهو أكثر من مجرد أرض يعيش عليها الإنسان، بل هو كيان قائم في الروح والوجدان بكل ما يحويه من تراب وسماء وأشجار وأشخاص، فالوطن هو الحضن الذي يضم جميع أبنائه بحب، وهو ملاذ الأهل والأحبة ومكان اجتماع الذكريات الجميلة والحزينة معا، لأن الوطن هو الميلاد والممات وهو المثوى الأخير للجسد، ولا يمكن لأي شيء أن يعوض مكانة الوطن في القلب لأنه لا يعوّض، وهو الوردة التي تنمو في القلب وتمد أغصانها في الشرايين والأوردة، وتنثر عبيرها الأخاذ في الروح.
لذلك لا شيء يعادل البقاء في الوطن ولا يمكن لأي حب ان يحتويه، ولن يعرف قيمة الوطن إلا من تغرب عنه أو من استيقظ ليجد وطنه واقعا تحت الاعتداء، وإن حب الوطن ليس مجرد كلمات رنانة يقولها الشعراء والأدباء، بل هو حب بالأفعال والدفاع عن كيانه ووجوده، والشعور بأن أمنه جزء من الأمن النفسي والشخصي، لهذا فإن حب الوطن يظهر في تصرفات أبنائه وخوفهم عليه وحمايته من أي تدمير محتمل، واستعدادهم للدفاع عنه باستماتة ضد جميع المتربصين، ويكون هذا بالتضحية بالروح مقابل أن تظل راياته خفاقة عالية تلوح في الأفق، وحبه يكون بالسعي لتطويره وتقدمه، ويكون هذا السعي للعلم وطلبه بجد واجتهاد.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *