Share Button
فى طريق النور ومع حق الوطن والمشاركه فى بنائه ” الجزء الحادى عشر”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الحادى عشر مع حق الوطن والمشاركة فى بنائه، ولان كرامة وطنك من كرامتك ومهما بحثت في كل بقاع العالم ، لن تجد من هو احني عليك من وطنك وارق من أرضه، أما من ناحية الدولة فيجب عليها العمل علي حماية حدوده والحفاظ عليه من كيد الخائنين والتربص بأعدائه والفتك بهم، وتقوم بتربية أبنائها علي حبه وتلبيه كل متطلباتهم حتي يحبوه ويعشقوا ترابه، لأنهم هم الحصن المتين لهم قبل حصن العدة والسلاح، وهناك أيضا آداب الضيافة، وإن إكرام الضيف والاحتفاء به علامة من علامات الرقي، لذلك حث عليه الإسلام بل جعله من علامات الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”
والإكرام لا يتعلق بالطعام فقط، بل بالبشاشة في وجهه، وحسن استقباله والاهتمام به فعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته، فقال “يا جرير لأي شيء جئت؟ قال جئت لأسلم على يديك يا رسول الله, قال فألقى إليّ كساءه ثم أقبل على أصحابه، وقال صلى الله عليه وسلم “إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه” وقال وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي” وهذا في جانب المضيف، أما في جانب الضيف فعليه ألا يثقل على مضيفه، فيمكث عنده ساعات طويلة، أو أياما متطاولة، فيوقعه في الحرج والمشقة، وقد نهانا النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ” الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه” قالوا يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال يقيم عنده ولا شئ له يفريه به”
وكما نلمح هذا السلوك الطيب في القرآن الكريم عندما نهى الله عز وجل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلوا بيته بلا إذن لأجل الطعام، وأن يمكثوا عنده الوقت الطويل لأنه يتأذى بذلك، بل عليهم ألا يدخلوا بيته إلا إذا دعوا إلى الطعام وأذِن لهم، فإذا فرغوا من الطعام قاموا منصرفين، فعلمهم القرآن الكريم أن يكونوا خفيفي الزيارة، وهذا توجيه رباني لنا كما كان لهم، فينبغي لزومه والعمل به، وهناك آداب المعاملة مع الناس وذلك يكون باحترامهم وعدم إهانتهم أو السخرية منهم، وعدم الخوض في أعراضهم، أو سبهم وشتمهم والتطاول عليهم فقال تعالى فى سورة الحجرات.
” يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون” كما يكون بعدم إيذائهم بأي فعل أو قول، كما يكون بمساعدتهم وتقديم العون لهم عند الاحتياج إليه، والوقوف بجانبهم في السراء والضراء، والنصوص في ذلك من القرآن والسنة أظهر من أن تذكر، وقد أولى الإسلام عناية خاصة بكبير السن، فأمرنا باحترامه وتوقيره، مع إجلاله ومعاملته المعاملة اللائقة به، فقال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” بل جعل الاسلام إكرام الكبير وإجلاله علامة على إجلال الله عز وجل.
فقال صلى الله عليه وسلم ” إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه، وإكرام ذى السلطان المقسط” أما عن واجبات الوطن عليك فهي أن تنعم فيه بالأمان وتشعر فيه بالأهتمام، ولا تفارقك فيه البسمة، وأن تتربي فيه وتتعلم بأفضل طريقة، وأحسن أسلوب، ولعل هذا يعتمد فيه الوطن علي الأباء والأمهات الذين لابد ان تكون تربية أبنائهم فيه علي الحب والعطاء، لا علي الأخذ فقط فالوطن قدر ما نحتاجه فهو يحتاج لنا، ولعل لو نظرنا في تاريخ السابقين لوجدنا العبر والمواعظ التي لا نجد لها مثيلا فالزمان مليء بالأبطال الذين ملئوا كتب التاريخ بدمائهم وتضحياتهم في سبيل رفعة أوطانهم.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *