Share Button
فى طريق النور ومع حق الوطن والمشاركه فى بنائه ” الجزء الثانى عشر”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى عشر مع حق الوطن والمشاركة فى بنائه، ولعل لو نظرنا في تاريخ السابقين لوجدنا العبر والمواعظ التي لا نجد لها مثيلا فالزمان مليء بالأبطال الذين ملئوا كتب التاريخ بدمائهم وتضحياتهم في سبيل رفعة أوطانهم، فمثل هؤلاء ملئوا كتب السيرة والتاريخ بطولات وتضحيات، ولا يقتصر القتال علي قتال العدو، ولكن يشمل قتال الجهل، وقتال الظلم ، فرأينا كثير من تضحيات الشعب المصري من أجل نيل الكرامه ورفعة الوطن، وطرد من عاثوا فيه بالفساد، وهذا أيضا من قبيل العمل علي نهضة الوطن ورفعته، وأيضا هناك آداب تتعلق بالحيوان، وإن الرقي والتمدن في شريعتنا لا يتعلق بالإنسان فقط، إنما بالحيوان أيضا.
لذلك أوصانا الإسلام بالرفق بالحيوان، وإحسان معاملته وعدم إهانته أو تعذيبه، والأحاديث في ذلك كثيرة، فمنها عن سهل بن الحنظلية قال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال “اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة” وكما لعن من جعلها غرضا ترمى بالسهام، أو تقذف بالحجارة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما مرّ بنفر قد نصبوا دجاجة يترامونها، فلما رأوا ابن عمر، تفرقوا عنها، فقال ابن عمر رضى الله عنهما من فعل هذا؟ إن رسول الله صلي الله عليه وسلم لعن من فعل هذا” بل جعل تعذيب الحيوان سببا في دخول النار، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” عذبت امرأه فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا، فدخلت فيها النار” قال، فقال صلى الله عليه وسلم، والله أعلم ” لا أنتى أطعمتيها ولا سقيتيها حين حبستيها ولا أنتى أرسلتيها فأكلت من خشاش الأرض” وكما أن رحمته والعطف عليه سبب في دخول الجنة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة” وهذا يدل على رحمة الاسلام العظيمة، وآدابه السامية في الرفق بالحيوان، وأيضا هناك آداب تتعلق بالبيئة، ولقد حرص الاسلام على نظافة البيئة، وصيانتها من كل ما يلوثها.
ويجلب لها الأمراض حفاظا على حياة الناس وصحة أبدانهم، لذلك نهانا عن تلويث المياه بالتبول فيها، كما نهى عن قطع الأشجار بلا فائدة لأن ذلك سلوك غير حضاري، كما أنه يحرم الإنسان من منافعها، ومن منظر الخضرة التي تسر النفس وتهدئ الأعصاب المضطربة، فعن عبد الله بن بن حبشى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قطع سدرة صوب الله رأسه فى النار” ويعني من سدر الحرم، وقد سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال ” هذا الحديث مختصر، يعنى من قطع سدرة من فلاة يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثا، وظلما بغير حق يكزون له فيها صوب الله رأسه فى النار” كما أمر بالزراعة وحض عليها، ورتب الأجر على كل من ينتفع بها.
فقال صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فياكل منه طير أو انسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” وذلك لكي يكون دافعا لزراعة الأرض وتشجيرها لما في ذلك من منافع مادية ومعنوية، كما شجعنا على هذه الزراعة حتى ولو قامت الساعة مبالغة في بيان فضل هذا العمل الجليل، ومدى عموم نفعه وعظيم أثره، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن قامت على احدكم القيامة وفى يده فسيلة فليغرسها” وإن العيش في بيئة نظيفة بعيدة عن الملوثات والأقذار، بيئة تسعد النفس بخضرتها، وتبهج القلب بمنظرها الجميل ومرآها البديع هو من الغايات التي يتغيّاها الإسلام، ويريد من الناس أن يعملوا من أجلها لأن ذلك هو آية الرقي والتمدن.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *