Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع حويطب بن عبد العزى القرشي، وهو من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم الذين أسلموا يوم الفتح وهو فتح مكه فى السنه الثامنه من الهجرة، وكان حميد الإسلام، وكان ابنه هو الصحابي أَبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس الذى اسلم معه يوم الفتح، وكان حويطب قد عمّر دهرا طويلا، ولهذا جعله الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، في النفر الذين جددوا أنصاب الحرم، وقد شهد بدرا مع المشركين، ورأى الملائكة يومئذ بين السماء والأرض، وشهد الحديبية وسعى في الصلح، ولما كان عمرة القضاء فى السنة السابعه من الهجرة، كان هو وسهيل بن عمرو هما اللذان أمرا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالخروج من مكة. فأمر بلال أن لا تغرب الشمس وبمكة أحد من أصحابه، وهو الذى قال عن نفسه، وفي كل هذه المواطن أهم بالإسلام، ويأبى الله إلا ما يريد، فلما كان زمن الفتح خفت خوفا شديدا وهربت فلحقني أبو ذر الغفارى وكان لي خليلا في الجاهلية فقال يا حويطب مالك؟ فقلت خائف، فقال لا تخف فإنه أبر الناس وأوصل الناس، وأنا لك جار فاقدم معي، فرجعت معه فوقف بي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو بالبطحاء ومعه أبو بكر وعمر، وقد علمني أبو ذر أن أقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فلما قلت ذلك قال حويطب؟ قلت نعم، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم “الحمد لله الذي هداك” وقد سُر بذلك صلى الله عليه وسلم واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألفا.وشهدت معه حنينا والطائف، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير، ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار، ولما ولي عليها مروان بن الحكم جاءه حويطب، وحكيم بن حزام، ومخرمة بن نوفل، فسلموا عليه وجعلوا يتحدثون عنده ثم تفرقوا، ثم اجتمع حويطب بمروان يوما آخر فسأله مروان عن عمره فأخبره، فقال له تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب الله المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير مرة كل ذلك يعوقني أبوك يقول تضع شرفك وتدع دين آبائك لدين محدث؟ وتصير تابعا؟ قال، فأسكت مروان وندم على ما كان قال له، ثم قال حويطب أما كان أخبرك عثمان بن عفان رضى الله عنه، ما كان لقي من أبيك حين أسلم؟ قال، فازداد مروان غما. وقيل أنه اشترى منه معاوية بن أبى سفيان داره بمكة بأربعين ألف دينار فاستكثرها الناس عليه، فقال لهم وما هي في رجل له خمسة من العيال؟ وقال الشافعي، وكان حويطب جيد الإسلام، وكان أكثر قريش ريعا جاهليا، وقال الواقدي عنه، لقد عاش حويطب في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، ومات حويطب في هذه السنة بالمدينة وله مائة وعشرون سنة، وقال غيره عنه أنه رضى الله عنه توفي بالشام، وكان له حديث واحد رواه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث السائب بن يزيد عنه عن عبد الله بن السعدي، عن عمر، وهو من عزيز الحديث لأنه اجتمع فيه أربعة من الصحابة رضي الله عنهم، ويقول حويطب عن غزوة بدرالكبرى، لقد شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عِبرا.

فقد رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض، فقلت هذا رجل ممنوع، ولم أَذكر ما رأيت، فانهزمنا راجعين إلى مكة، فأقمنا بمكة وقريش تسلم رجلا رجلا، ويقول حويطب رضى الله عنه عن الحديبية يقول، فلما كان يوم الحديبِية حضرت، وشهدت الصلح، ومشيت فيه حتى تَم، وكل ذلك أريد الإسلام، ويأبى الله إلا ما يريد، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أَحد شهوده، وقلت لا ترى قريش من محمد إلا ما يسوءها قد رضيت أن دافعته بالرّاح، ويقول حويطب عن عمرة القضية أو عمرة القضاء ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُمرة القَضية، وخرجت قريش عن مكة، كنت فيمن تخلف بمكة أنا، وسهيل بن عمرو، لأن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت، وهو ثلاث.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *