Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع رسول الأمة، وقام ذلك الأعرابي فقال يا رسول الله، تهدّم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال “اللهم حوالينا ولا علينا” فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة أي مثل فرجة في وسط السحاب وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدّث بالجود أي المطر الغزير” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة” فهذا يدل على أن معجزته الكبرى صلى الله عليه وسلم هي معجزة القرآن المبين، وليس معنى ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ليس له معجزات كسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكن الأمر كما قال الإمام الشافعي ما أعطى الله عز وجل نبيا من الأنبياء ما أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أعطى محمد صلى الله عليه وسلم حنين الجذع، فمعجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فاقت معجزات جميع الأنبياء، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، وكان يبرئ المرضى بإذن الله عز وجل كما أعطي عيسى عليه السلام، فقد خرجت عين قتادة من موضعها وسقطت على خده، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فردها إلى مكانها بيده صلى الله عليه وسلم، وصارت أحسن عينيه فصلى الله عليه وسلم، ورد الله عز وجل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بصر عثمان بن حنيف.
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فتح خيبر “لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأصبح الناس يدوكون ليلتهم من يعطاها” كلهم يتشوف إلى هذا الشرف العظيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بأنه يحب الله ورسوله، وبأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبانه، فأصبح الناس يدوكون ليلتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل يشتكي عينيه يا رسول الله، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأحضر، فبصق في عينيه فبرئ رضي الله عنه” فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم استعمله الله عز وجل كذلك في إبراء المرضى، ولقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم للغة الحيوان.
كذلك نبى الله سليمان عليه السلام فهم قول النملة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم قول الجمل، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته فدخل حائط بستان لأحد الأنصار فلما رآه ناضح أي جمل، حن للنبي صلى الله عليه وسلم، واغرورقت عيناه بالدموع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليه، فهمهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صاحب هذا الناضح؟ فقال الأنصاري أنا يا رسول الله قال ألا تتقي الله عز وجل في هذه البهيمة؟ لقد اشتكى إلي الجمل أنك تجيعه وتدئبه”أي أنه لا يطعمه الطعام الكافي، ويدئبه أي يتعبه في العمل، ففهم النبي صلى الله عليه وسلم قول الناضح، وإن من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
هو انقياد الجبل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكذلك الجبال والأشجار تستجيب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم على أحد، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم “اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان” فثبت الجبل بأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا علم آخر من أعلام النبوة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن على الجبل شهيدين، وهما عمر وعثمان، ووقع الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا تأدب الوحش مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحشا قيل إنه قطة لأنها حيوان متوحش عكس المستأنس فكان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرك ولعب في البيت، فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن حتى لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه أحمد.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *