Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع صخر بن حرب سيد قريش، وكان أبو سفيان ممن قاتل يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد، ووقف بين المسلمين يحرضهم على الجهاد، وسمعه أحد الصحابة وهو يقول يا نصر الله اقترب، ثم وقف خطيبا في الناس ويقول أيها الناس الله الله إنكم ذادة سادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك، وكان أبو سفيان في شبابه سيد بني عبد شمس بن عبد مناف، ثم نال سيادة جميع بطون قريش بعد معركة بدر بعد مقتل عتبة بن ربيعة العبشمي و أبو الحكم عمرو بن هشام المخزومي، ثم نال سيادة جميع فروع قبيلة كنانة في معركة أحد وبقي على هذا حتى فتح مكة.
وكان أبوه هو حرب بن أمية قائد جيوش بني كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان وهو أول من كتب باللغة العربية، وكان أبو سفيان زعيما لقريش، وقائدا لمن وقف في وجه الدعوة الإسلامية، مع أنه سمع قيصر الروم في القدس بعد أن دعاه وسأله عدة أسئلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال فلئن صدقتني ليغلبني على ما ملكت قدماي هاتان، ولوددت أني عنده فأغسل قدميه، كما حدثه أمية بن الصلت وكان قد تنصر أن نبيا يبعث من هذه الحرة، وهو من عبد مناف، ولما بعث النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان لأمية بن الصلت مستهزئا، قد خرج النبي الذي كنت تنتظر، قال أمية أما أنه حق فاتبعه.
وكأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه، فيحكم فيك ما يريد، وقد شهد أبو سفيان بن حرب غزوة حنين، فعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين أى استولى على ستة آلاف بين غلام وامرأة فجعل عليهم أبا سفيان بن حرب، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين غنائم كثيرة فأعطى أبا سفيان مائة بعير وأربعين أوقية من الفضة، وأعطى ابنه معاوية مثل ذلك، ويزيد مثل ذلك أيضا فقال أبو سفيان، إنك لكريم فداك أبي وأمي، والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا، وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن حرب عامله على نجران.
وقد علاه عمر بن الخطاب يوما بالدرة وهى شيء كالعصا، فضربه، فغضبت هند بن عته زوجة أبو سفيان، فقال عمر بن الخطاب ولكن الله رفع بالإسلام قوما ووضع به آخرين، كما أمره عمر بن الخطاب، أن ينقل الحجارة التي سد بها مجرى السيل بنفسه ففعل، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، الحمد لله الذي جعل عمر يأمر أبا سفيان ببطن مكة فيطيعه، وقد شهد أبو سفيان معركة اليرموك تحت قيادة ابنه يزيد بن أبى سفيان، وفيها فقد عينه الثانية، وكان قاضي الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم ويقول الله الله، عباد الله، انصروا الله ينصركم، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك، وهكذا كان الصحابى أبو سفيان صخر بن حرب.
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فهو الذى عادى الإسلام والمسلمين قبل إسلامة، فكان قائد جيش المشركين في غزوة أحد، وقائد جيوش الأحزاب في غزوة الخندق وهو الذى أمر بحصار المدينة في غزوة الخندق، وهو الذى هادن المسلمين في صلح الحديبية، ثم فى النهاية فقد أسلم عند فتح مكة، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم، من شأنه، فأمن كل من يدخل داره، وولاه على نجران، ثم خرج مع المسلمين في فتوحهم وغزواتهم، فاشترك في حنين، والطائف، ففقئت عينه يوم الطائف، ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، فعمي، وقد توفي فى عام واحد وثلاثين من الهجرة، وكان عمره، ثمانى وثمانين عاما، وكان من أولاد أبو سفيان بن حرب.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *