Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع عاشوراء وشهر الله المحرم، والعجيب من أمر الرافضة أن أبا الحسين رضي الله عنهما كان أفضل منه، وقتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة، ولا يتخذون مقتله مأتما، وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين للهجرة، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، وكذلك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، كما يفعل هؤلاء الجهلة يوم مصرع الحسين رضي الله عنه.
ويوم عاشوراء اليوم الذي قال فيه موسى لقومه لما قالوا له وهم يرون فرعون وجنوده خلفهم ” إنا لمدركون” قال موسى بلغة المؤمن الواثق من وعد الله “كلا إن معى ربى سيهدين” إنه فضل وأهمية التوحيد والاستسلام في الملمات وتفويض الأمر إلى الله وحده، فمهما حمل لنا الدهر من نكبات فإن الله معنا يسمع ويرى ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ويوم عاشوراء حُق لكل مؤمن أن يعرف قدره ومقداره، وأن يتيقن فيه من سنة الله الكونية في نصرة أوليائه الذين ينافحون عن دينه ودحر أعدائه الذين يعارضون شرعه في كل زمان ومكان، ويوم عاشوراء فيه رسالة أن الباطل مهما انتفخ وانتفش وتجبر وتغطرس وظن أنه لا يمكن لأحد أن ينازعه.
أو يرد كيده وباطله أو يهزم جنده وجحافله فإن مصيره إلى الهلاك وعاقبته هي الذلة والهوان، فهذا فرعون الطاغية بلغ به التكبر والغرور أن يدّعي الألوهية، وأن يعلن للناس بكل جرأة وصفاقة ” ما علمت لكم من إله غيرى” وأن يقول بملء فيه من غير حياء ولا خجل ” أنا ربكم الأعلى” ولكنه حين حل به العذاب لم يغنى عنه ملكه وسلطانه، ولا جنده وأعوانه، ولا تبجحه وادعاؤه، فقال تعالى ” فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى” ويوم عاشوراء قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ” فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” أن الله عز وجل اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.
ولقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه، قال عثمان النهدي كانوا يعظمون ثلاث عشرات، العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم، ومن فضائل شهر الله المحرم أنه يستحب الإكثار فيه من صيام النافلة ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ” رواه مسلم، وقال ابن رجب رحمه الله، سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشهر شهر الله المحرم فاختصه بإضافته إلى الله، وإضافته إلى الله، تدل على شرفه وفضله ولما كان هذا الشهر مختصا بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مختصا بإضافته إلى الله، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله.
بالعمل المضاف إلى الله المختص به وهو الصوم، وقال أيضا رحمه الله تعالى من صام من ذي الحجة وصام من المحرم، ختم السنة بالطاعة، وافتتحها بالطاعة، فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة، فإن من كان أول عمله طاعة، وآخره طاعة، فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين، ومما اختص الله به شهر المحرم يومه العاشر وهو عاشوراء، هذا اليوم الذي احتسب النبي صلى الله عليه وسلم على الله أن يكفر لمن صامه السنة التي قبله، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء فقال ” احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ” رواه مسلم، وقد صامه النبي صلى الله عليه سلم تعظيما لهذا اليوم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *