Share Button

فى طريق النور ومع علامات صدق الإيمان ” جزء 4 “

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع علامات صدق الإيمان، فكان ابن عباس يتمنى أن جميع المسلمين يعلمون ما يعلم من تفسير الآية إذا مرّ بها، ولم يكن له يتمنى أن يتفرد بالعلم، ليكون بارزا بينهم، متميزا عنهم، وإنما يتمنى أن كل المسلمين يعلمون منها ما يعلم، ثم قال “وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين أي القضاة الذين ينظرون في قضايا الناس يعدل في حكمه فأفرح به، ولعلي لا أقاضي إليه أبدا، أفرح به لأجل مصلحة إخواني المسلمين لأنه عادل أفرح لوجوده بين المسلمين ولعلي لا أجد فرصة ولا علاقة بي بهذا الرجل ولا أتوقع أن أعرف قضية لي عليه ثم قال ابن عباس وإني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلد من بلاد المسلمين.

 

فأفرح به وما لي به من سائمة، لا غنم ولا زرع في تلك البلد، ولكنني أفرح لأن مطرا أصاب بلدا من بلاد إخواني من بلاد المسلمين فانتفعوا به، فكانت هذه أخلاق ابن عباس رضى الله عنهما، وأما أبو دجانة لما دخل عليه وهو مريض كان وجهه يتهلل، فقيل له مال وجهك يتهلل؟ فقال ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين، كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما، وعن أبي حبيبة قال دخلت على الإمام علي وعمران بن طلحة بعد وقعة الجمل، استشهد فيها طلحة، فرحب بي، ثم أدناه، ثم قال لولد طلحة يطيب خاطره، بعد مقتل أبيه، يقول علي لولد طلحة “إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم.

 

” ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين” وهكذا مر علماء هذه الأمة، مروا على هذا الطريق، وهو طريق سلامة صدر المسلمين، فهذا شيخ الإسلام رحمه الله كان فيما يجمع من الخصال سلامة الصدر لإخوانه من أهل العلم، مع أن بعضهم حصل لهم حسدا عليه، قاموا ضده، بل سعوا في سجنه، وألبوا عليه الحكام، ومع ذلك كان ممسكا للسانه، وممسكا لألسنة أصحابه أن تنال أحدا من أهل العلم، فقال في رسالته التي بعثها من السجن، قال لهم، قال لأصحابه، خارج السجن، وهو يتوقع أن صدورهم تغلي الآن على أولئك الذين كانوا سببا في إيداعه في ذلك السجن، يقول تعلمون رضي الله عنكم.

 

أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين، فضلا عن أصحابنا بشيء أصلا، لا ظاهرا ولا باطنا ، ولا عندي عتب، لا حظ على أحد منهم، ولا لوم أصلا، بل هم عندي من الكرامة، والإجلال، والمحبة، والتعظيم، أضعاف أضعاف ما كان كل بحسبه، ولا يخلو الرجل، إما أن يكون مجتهدا مصيبا، أو مخطئا أو مذنبا، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد معفو عنه، مغفور له، والثالث المذنب فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل، لا تتكلموا بأي عبارة، كقول القائل فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أؤذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية.

 

فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال ابن القيم رحمه الله كان بعض أصحاب ابن تيمية الأكابر يقولون وددت أني لأصحابي كابن تيمية لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد من خصومه قط، بل كان يدعوا لهم، وجئته يوما مبشرا بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة له من أصحاب المذاهب، فنهرني وتنكر لي، واسترجع، فقال إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أخبرت بموت رجل ثم قام من فوره إلى بيت أهله، أي أهل الميت، فعزاهم، وقال إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *