Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

وتكمل الجزء الثانى مع عليكم بجبر الخواطر، وقد عاتب الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن ابن أم مكتوم وكان أعمى عندما جاءه سائلا مستفسرا قائلا علمني مما علمك الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام منشغلا بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فقال القرطبي في التفسير ” فعاتبه الله على ذلك، لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان” ولا شك أن كل إنسان منا قد حُفر في ذاكرته أشخاص كان لهم الدور الفاعل والعمل الدءوب بمواقف سطرت وحفظت سواء بالقول أو الفعل أو رسالة أو فكرة أو كلمة خير جبرت نفوسا وأثلجت صدورا، فهذه المواقف تحفظ ولا تنسى، كما لم ينس النبي عليه الصلاة والسلام موقف المطعم بن عدي.
حين أدخله في جواره يوم عودته من الطائف حزينا أسيفا فقال صلى الله عليه وسلم يوم أسر أسرى بدر “لو كان المطعم بن عدي حياً وكلمني في هؤلاء النتنى لأجبته فيهم” رواه البخاري، وكما لم ينس الإمام أحمد أبا الهيثم فكان يدعو له في كل صلاة “اللهم اغفر لأبي الهيثم، اللهم ارحم أبا الهيثم، قال ابن الإمام له من يكون أبو الهيثم حتى تدعو له في كل صلاة ، قال رجل لما مُدت يدي إلى العقاب وأخرجت للسياط إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي تعرفني ؟ قلـت لا، قال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا.
فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين” ومن السيرة النبوية ومن جبر الخواطر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما رد سائلا قط بل كان يرشد الصحابة للحل ويدلهم على الطريق ويطيب خاطرهم فقد دخل عليه الصلاة والسلام ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال “يا أبا أمامة، مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال هموم لزمتني، وديون يا رسول الله، قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك، قلت بلى يا رسول الله؟ قال قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال.
قال أبو أمامة ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني” رواه أبي داود، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه لما سمع قول عبد الله بن أبي لأصحابه وكان بمعزل عن جيش المسلمين، ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فأبلغ زيد عمه، وأبلغ العم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى كلمة خطيرة جدا، فأرسل النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن أبي، جاء، وحلف، وجحد، قال زيد فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصار اللوم على زيد، كيف تنقل مثل هذا الكلام الخطير، أنت غلام لا تعلم ماذا يترتب على مثل هذا الكلام، قال زيد فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد.
فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم، فهذا غلام انكسر قلبه وخاطره من جراء رد قوله، ولوم الناس له وهو صادق، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أني لي بها الخلد في الدنيا، وهو سبب نزول قول الله تعالى في سورة المنافقون “يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” وحتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فعن أنس رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، أحسبه قال كان فطيما، قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال يا أبا عمير، ما فعل النغير وهو طائر صغير كالعصفور؟ قال فكان يلعب به” رواه مسلم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *