Share Button

ونكمل الجزء الثانى من غزوة بنى سليم، وقد توقفنا عندما جمع النبى صلى الله عليه وسلم من مع عبد الله بن أبى بن سلول، من عبدة الأوثان واجتمعوا لقتال المسلمين إلا أن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، استطاع احتواءهم، ولما علمت قريش بفشل مخططها بإثارة الفتنة في المدينة عمدت إلى تهديد المسلمين مباشرة وارسلت إليهم قائلة، لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلى يثرب، سنأتيكم فنستأصلكم، ونبيد خضرائكم في عقر داركم، وإزاء كل هذه الأحداث وبعد أن أصبح المسلمون قوة أذن الله تعالى لهم بالقتال ورد العدوان، وهذا هو تعريف الجهاد في الإسلام، وبعد ذلك شرع الجهاد أيضا لتمكين العقيدة من الانتشار دون عقبات، ويؤمن المسلمون أن من واجبهم نشر الإسلام والتعريف به في شتى بقاع العالم وأما الدخول في الإسلام فهي حرية شخصية لا إكراه فيها، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة، فقال الله تعالى فى كتابة العزيز.

فى سورة البقرة (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) ولقد سبق غزوات النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عدد من السرايا، وقد تعددت غزوات النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى بلغت ما يقارب ثمانى وعشرين غزوة وتعدد معها أسبابها، والغزو هو السير إِلى قتال العدو، والغزوة هى المرة من الغزو، والجمع غزوات، وغزو العدو إنما يكون في بلاده، وأما السرية فهى القطعة من الجيش من خمس أنفس إلى ثلاثمائة وأربعمائة، وهى توجه مقدم الجيش إلى العدو، والجمع سرايا، وأما الغزوة في الاصطلاح الإسلامي فتعني أن يخرج المسلمون لقتال الكفار بقيادة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أما السرية في الإسلام فهي خروج المسلمين لقتال أعداء الإسلام وبقاء النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في المدينة، على أن تكون هذه الثلة من المسلمين.

بقيادة أحد الصحابة يختارهم الرسول، وكان لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من بدر لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه، يريد بني سليم واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم، وقال أبو داود فى استخلاف ابن أم مكتوم إنما كان على الصلاة بالمدينة دون القضايا والأحكام، فإن الضرير لا يجوز له أن يحكم بين الناس، لأنه لا يدرك الأشخاص ولا يثبت الأعيان، ولا يدري لمن يحكم ولا على من يحكم، أي فأمر القضايا والأحكام يجوز أن يكون فرضه صلى الله عليه وسلم لسباع فلا مخالفة، فلما بلغ ماء من مياههم يقال له الكدر، أي وقيل لهذا الماء الكدر، لأن به طيرا في ألوانها كدرة، فأقام صلى الله عليه وسلم على ذلك ثلاث ليال، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا، أي وكان لواؤه صلى الله عليه وسلم أبيض حمله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكان في تلك السنة تزويج الإمام علي بن أبى طالب

بالسيدة فاطمة رضي الله تعالى عنهما، أي عقد عليها في شهر رمضان وقيل في شهر رجب، ودخل بها في ذي الحجة، وقيل بعد أن تزوجها بنى بها بعد سبعة أشهر ونصف، أي فيكون عقد عليها في أول جمادى الأولى، وكان عمرها خمس عشرة سنة، وكان سن الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر، وقد أولم عليها بكبش من عند سعد وآصع من ذرة من عند جماعة من الأنصار، ولما خطبها الإمام علي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن عليا يخطبك فسكتت” أي وفي رواية قال لها “أي بنية إن ابن عمك عليا قد خطبك فماذا تقولين؟ فبكت، ثم قالت، كأنك يا أبت إنما أدخرتني لفقير قريش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي بعثني بالحق ما تكلمت في هذا حتى أذن لي الله فيه من السماء” فقالت فاطمة رضي الله عنها، رضيت بما رضي الله ورسوله، وقد كان خطبها أبو بكر ثم عمر

فسكت صلى الله عليه وسلم، وفي رواية قال لكل انتظر بها القضاء، فجاآ أي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى علي كرم الله وجهه يأمرانه أن يخطبها، قال علي فنبهاني لأمر كنت عنه غافلا فجئته صلى الله عليه وسلم فقلت، تزوجني فاطمة، قال صلى الله عليه وسلم “وعندك شيء؟” قلت فرسي وبدني، أي درعي، فقال صلى الله عليه وسلم “أما فرسك فلا بد لك منها، وأما بدنك فبعها” فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فجئته صلى الله عليه وسلم، بها فوضعها في حجره فقبض منها قبضة فقال “أي بلال ابتع لنا بها طيبا ” وفي رواية لما خطبها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تصدقها” وفي لفظ “هل عندك شيء تستحلها به؟” قال الإمام على، ليس عندي شيء، قال صلى الله عليه وسلم “فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟” قال عندي، فباعها من عثمان بن عفان بأربعمائة وثمانين درهما، ثم إن عثمان رضي الله عنه

رد الدرع إلى الإمام علي كرم الله وجهه، فجاء عليّ بالدرع والدراهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا لعثمان بدعوات، وفي فتاوى الجلال السيوطي أنه سئل هل لصحة ما قيل إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله تعالى عنهما يباع بأربعمائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه، هذا درع علي فارس الإسلام لا يباع أبدا، فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس، في كل كيس أربعمائة درهم، مكتوب على كل درهم، هذا ضرب الرحمن لعثمان بن عفان، فأخبر أمين الوحى جبريل عليه السلام، النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال “هنيئا لك يا عثمان” وفيها أيضا أن عليا خرج ليبيع إزار فاطمة ليأكل بثمنه، فباعه بستة دراهم، فسأله سائل فأعطاه إياه، فجاء جبريل في صورة أعرابي ومعه ناقة، فقال، يا أبا الحسن اشتر هذه الناقة، قال، ما معي ثمنها.

قال، إلى أجل، فاشتراها بمائة ثم عرض له ميكائيل في صورة رجل في طريقه، فقال، أتبيع هذه الناقة؟ قال نعم، قال، بكم اشتريتها؟ قال بمائة، قال آخذها بمائة ولك من الربح ستون، فباعها له، فعرض له جبريل فقال له بعت الناقة؟ قال نعم، قال ادفع إليّ ديني، فدفع له مائة ورجع بستين، فقالت له فاطمة رضى الله عنها، من أين لك هذا؟ قال ضاربت مع الله بستة فأعطاني ستين، ثم جاء إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك، فقال له ” البائع جبريل والمشتري ميكائيل، والناقة لفاطمة تركبها يوم القيامة له أصل أم لا؟ فأجاب عن ذلك كله بأنه لم يصح، أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكلام الموضوع، ولما أراد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن يعقد خطب فقال صلى الله عليه وسلم “الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بحكمته.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *