Share Button
فى طريق النور ومع ليس منا من لم يوقر كبيرنا “الجزء الثالث “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ورجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه على هذا العالم، ويعيش الإنسان في مجتمع له عاداته وتقاليده وقوانينه التي تحكمه ويعيش أيضا وسط مجموعة من أفراد المجتمع ويتصل معهم وفقا للغة والمفاهيم المشتركة بينهم والتي تجعل علاقتهم الاجتماعيه والإنسانية أقوى وهو ما يؤدي إلى تكون نسيج مجتمعي قوي قائم على التقدير والاحترام، وهو صفة إيجابية يستعملها الشخص في التعامل مع الأخرين ويكون الاحترام دائما موجه إلى الأشخاص الأكبر في السن أو ذوي القيمة في المجتمع وكذلك الزعماء والقادة والإحترام هو دليل قوي على رقي الشعوب وتقدمها وهو ما ينعكس على تطور الدول وتقدمها.
وهناك الكثير من الطرق التي يجب أن يتبعها الإنسان من أجل إظهار إحترام وتقديره للأخرين وتتمثل في إحترام من هم في نفس العمر أو الأصغر قليلا فلكل فرد حقوقا في المجتمع يجب أن يحصل عليها ومن أهم هذه الحقوق هو الحصول على إحترام الأخرين له سواء كانوا في نفس عمره أو أكبر منه سنا ومهما كانت عقيدته الدينية فهي في النهاية علاقة خاصة بينه وبين ربه، إلى جانب ذلك يجب على كل إنسان أن يحترم من هم أصغر منه سنا لأن ذلك ينعكس بالايجاب على إحترام الصغار لنا وسوف نكون أيضا قدوة حسنه لهم، وإن الاحترام هو أحد الفضائل والقيم الحميدة التي يلتزم بها الإنسان، بحيث يقدّم التقدير والعناية والالتزام تجاه شخص أو شيء أو قيمة ما.
وهذه الفضيلة هي إحدى أهم القيم التي أولى لها الإسلام عناية خاصة وأعطاها مكانة كبيرة، وقد ظهرت هذه القيمة في العديد من المواقف في تاريخنا الإسلامي، ومن ذلك مخاطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لملك الروم حين أرسل إليه رسالة يدعوه بها إلى الدين الإسلامي تبدأ بقوله “من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم” فقد حرص نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على إنزال الناس منازلهم واحترامهم وتقديرهم، وقد احترم الإسلام الذات، ويُقصد به احترام الصورة الذهنية التي يمتلكها الإنسان عن نفسه، فقد أكد الدين الإسلامي على ضرورة احترام الذات في مواضع كثيرة منها تحريم ارتكاب الذنوب، والسيئات.
والمعاصي التي تقلل من احترام الشخص لذاته مثل شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وكذلك الزنا، بالإضافة إلى تأكيد الإسلام على ضرورة العناية الشخصية بالشكل، والنظافة، والالتزام بالهندام الحسن، وقد جاءت تشريعات الإسلام تحث على ضرورة حفظ كرامة الإنسان، من خلال التوصية بمعاملة الآخرين أحسن معاملة واحترامهم، وعدم التطاول أو الاعتداء عليهم، وكذلك احترام الوالدين، فقد أكد الإسلام على ضرورة احترام الوالدين والإحسان إليهما والاعتناء بهما، وكذلك احترام المرأة، فقد جاء الإسلام لدحض كل الأفكار التي كانت شائعة عن المرأة آنذاك من أنها مخلوق غير بشري، وأنها مخلوق خُلق لخدمة الرجل.
وبأنها مخلوق لا قيمة له يُباع ويُشترى كأي سلعة أخرى، ومن المعروف بأن العرب قديما كانو يئدون البنات وهن على قيد الحياة، أما الإسلام فقد جاء وكرّم المرأة وأعطاها حقوقها في الميراث، والاحترام وأكد في العديد من النصوص والتعاليم على ضرورة معاملتها أحسن معاملة، واتباع أسلوب الرفق والحب معها لأنها كائن رقيق وضعيف، وكذلك حث الإسلام على احترام المجتمع، ومن ذلك احترام الصغير، والكبير، واحترام المجلس الذي يجلس فيه الناس، ومن صور احترام المجتمع أيضا تحريم الغيبة، والنميمة، والهمز، واللمز وكل ما من شأنه تمزيق أوصال المجتمع وترابطه، وكذلك احترام العلماء وتقديرهم، فقد رفع الإسلام قدرهم وأمر باحترامهم وتقديرهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *