Share Button

فى طريق النور ومع محمد الرحمة المهداة “جزء 5” 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع محمد الرحمة المهداة، فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان النبي يتريث في كلامه، بمعنى كان يتكلم بالكلام القليل المبني، عظيم المعنى، كلام مختصر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد الكلام ثلاث مرات ليؤخذ عنه، ليحفظ عنه، فهذه أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيد كلامه ثلاث مرات ليحفظ عنه، فيا أيها المعلم عليك أن تخلص في عملك وتتقن عملك وتعيد المعلومة ثلاثا اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كلامه قليلا معدودا وكان يكرره ثلاثا حتى يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المخطئين بطريقة ليست منفرة.

 

فحينما جاء القوم ليشتكوا من معاذ رضي الله عنه، كان يؤم الناس بسورة البقرة، وسورة البقرة من أطول سور القرآن بل هي أطول سور القرآن فإذا بالنبي يوجهه ويعلمه ” أفتان أنت يا معاذ” بكل رفق وبكل لين، ويتعامل مع تصنيف الأخطاء ثم يقول له “إنما بعثتم ميسرين” فالنبي صلى الله عليه وسلم ينقد النقد النافع الهادف ثم يصحب ذلك بالتوجيه الرشيد فيقول “إنما بعثتم ميسرين” فهكذا أيها المعلم ينبغي عليك أن تتعلم من حبيبك ونبيك هذه الطريقة في التعليم، كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ضرب الأمثلة لتقريب المعلومة إلى أذهان الناس، ولم لا وفي القرآن الأسلوب القصصي وأسلوب الأمثلة ليقرب المعلومة إلى أذهان المؤمنين.

 

فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “مثل المؤمن كالنحلة” وهناك روايات مختلفة يشبه فيها النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بكذا، أو يشبه الصلاة بالنهر ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟” قالوا لا يا رسول الله، لا يبقى من درنه شيء، قال صلى الله عليه وسلم ” فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ويرفع بها الدرجات” فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثلة ليقرب المعنى إلى المستمعين، وإلى أصحابه وإلى جموع المسلمين في العالم كله، كذلك القرآن علمنا ضرب الأمثلة، فقال تعالى فى سورة البقرة ” إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها”

 

فالله عز وجل لا يستحيي أن يضرب مثلا فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” وتلك الأمثال نضربها للناس” فهناك كثير جدا من أمثلة القرآن، وكما ضرب الله عز وجل مثل الذبابة، سبحان الله في سورة الحج وغيرها، وكذلك ينبغي على المعلم أن يستخدم الأسلوب القصصي فالقصة تنجذب لها القلوب، والقصة تعيها العقول وتتحبب إليها النفوس، فينبغي على المعلم أن يستخدم في تعليمه للطلاب الأسلوب القصصي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول “كان فيمن كان قبلكم رجل أسرف على نفسه، وقتل تسعة وتسعين نفسا” ثم يحكي قصة أخرى فيقول صلى الله عليه وسلم “كان فيمن قبلكم ثلاثة آواهم المبيت إلى غار” ثم يحكي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الغار.

 

ثم يحكي قصة أخرى ” كان فيمن كان قبلكم رجل من بني إسرائيل” فعل كذا ثم يحكي النبي صلى الله عليه وسلم القصص التي تشوق الطالب ولا يحس بملل أو ضجر من الدراسة، فينبغي على المعلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يستخدم الأسلوب القصصي كما استخدم القرآن الأسلوب القصصي فأنت تجد في القرآن قصة نبى الله يوسف عليه السلام وقصة نبى الله موسى ونبى الله إدريس عليه السلام وغيره من الأنبياء والمرسلين، ذلك لأن النفوس تتشوق إلى سماع القصة، وإلى ما فيها من عبرة وعظة، وكذلك قص النبي صلى الله عليه وسلم قصصا عما حدث لبني إسرائيل مما فيه العظة والعبرة، كذلك على المعلم أن يستخدم أسلوبا نبويا عظيما في تعليم الطلاب ألا وهو أسلوب طرح الأسئلة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *