Share Button

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الحزء الثانى ومع مرثد بن أبى مرثد وقد توقفنا عندما قلنا أنه اشتهرت قبائل قيس عيلان القيسية بنزاعها مع القبائل القحطانية طيلة التاريخ الإسلامي، وهى تضم عدة أفرع أبرزها هوازن وغطفان، وبنو سليم التي انحدرت منها شعوب وقبائل كثيرة بالإضافة إلى فروع أصغر هي عدوان وفهم وباهلة ومحارب ومازن وغني، وقد أنجب قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، سعد، وخصفة، وعمرو، ومنهم تنحدر القبائل القيسية، وأما سعد بن قيس عيلان فانحدرت منه قبائل غطفان والنسبة إليها الغطفاني، وأعصر، ومن غطفان عبس، وفزارة، وأشجع، وبنو عبد الله، ومن أعصر باهلة والنسبة إليها الباهلي، وغنى والنسبة إليها الغنوي، وأما عكرمة بن قيس عيلان فانحدرت منه قبائل هوازن والنسبة إليها الهوازني، وسليم والنسبة إليها السلمي، ومازن والنسبة إليها المازني.

ومحارب والنسبة إليها المحاربي، وإن هوازن أكثر قيس بطونا وفروعا منهم العوامر بنو عامر بن صعصعة، ويندرج تحتهم بنو هلال، وبنو كلاب، وبنو عقيل، وبنو نمير، وبنو مرة، وبنو سعد، وبنو جشم، وثقيف، وأما عمرو بن قيس عيلان فانحدرت منه عدوان، والنسبة إليها العدواني، وفهم والنسبة إليها الفهمي، ومتعان والنسبة إليها المتعاني، وقد كانت قيس تستوطن الحجاز، ثم انتشرت فروعها في نجد واليمامة والبحرين وقطر والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا، والمعروف عن قيس تعدد قبائلها، وكثرة أفرادها، وشجاعة فرسانها، وشدة بأسها وكان هو وأبيه حليفين لأسد الله حمزة بن عبد المطلب، وقد هاجر مرثد مع أبيه إلى يثرب، وآخى النبي محمد بينه وبين أوس بن الصامت، وأوس بن الصامت هو صحابي من بني غنم بن عوف من الخزرج، وقد أسلم وآخى النبي الكريم.

محمد صلى الله عليه وسلم، بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وشهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وهو الذي ظاهر زوجته، فنزلت فيه وفي زوجته خولة بنت ثعلبة الآية الكريمه فى سورة المجادله ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) وقد توفي أوس في خلافة الخليفه الراشد عثمان بن عفان في الرملة بفلسطين، وكان عمره خمسه وثمانون عاما، وكان له من الولد الربيع وكانت أمه هى خولة بنت ثعلبة، وقد شهد مرثد غزوة بدر فارسا، وقد شهد مرثد أيضا غزوة أحد، وفي شهر صفر فى السنه الرابعه من الهجره، أرسله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قائدا لسرية ليتحسسوا أخبار قريش، فاعترضتهم جماعة من قبائل هذيل وعضل والقارة، فقتلتهم فيما يُعرف بواقعة يوم الرجيع، وفي قتلى تلك السرية.

وأما عن هذيل فهى قبيلة من قبائل خندف من العرب المضرية وهى تسكن في الحجاز غرب الجزيرة العربية، وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهم أقرب القبائل نسبا لقبيلة هذيل هم قبيلة كنانة التي من فروعها قبيلة قريش والجحادله، وقبيلة بني أسد ويليهم في القرابة قبيلة بني تميم وقبيلة مزينة، وأما عن قبيلة عضل فهي قبيلة خندفية مضرية عدنانية من القارة من بني الهون بن خزيمة ينتهي نسبها إلى عضل بن الديش بن محلم بن غالب بن عائذة بن يثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهى قبيلة عضل الداخلة بالحلف ضمن بني شعبة من قبيلة بني كنانة فالهون جد قبيلة عضل وهو أخو كنانة، ومن فروعهم، هم الحلقة، وبنو عباد والعطيفي والعيضة، ومنهم الجنون والمسدة، وأما عن حادثة غزوة الرجيع.

فقد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أحد رهط من عضل والقارة، فقالوا يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن الكريم، ويعلموننا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، معهم نفرا ستة من أصحابه وهم، مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وخالد بن البكير الليثي الكناني وهو حليف بني عدي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وهو أخو بني عمرو بن عوف، وخبيب بن عدي وهو أخو بني جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أخو بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر ، فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز من صدور الهدأة، غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلا فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف، قد غشوهم.

فأخذوا أسيافهم ليقاتلوا القوم فقالوا لهم، إنا والله ما نريد قتلكم، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم، فأما مرثد، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت فقاتلوا حتى قتلوا، وأما خبيب، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق، فلانوا ورقوا ورغبوا في الحياة، وأعطوا بأيديهم فأسروهم، ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القِران ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة، فباعوهما من قريش بأسيرين من هذيل كانا بمكة، فعذبتهما قريش ثم قتلتهما، واجتمع رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قَدِم ليُقتل، أنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمد، الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟

قال والله ما أحب أن محمد، الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي، وقال، يقول أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحد كحب أصحاب محمد محمدا، قال ثم قتله نسطاس، فهؤلاء هم الصحابة الكرام، الواجب علينا أن نحافظ على سيرتهم العطره وأن نتذكرها دائما وقد قال الإمام مالك رحمه الله” من شتم أحدا من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أبا بكر، أو عمر، أو عثمان، أو معاوية، أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر، فإنه يُقتل، وإن شتمهم بغير هذا، كما يكون من مشاتمة الناس، فإنه يُنكل نكالا شديدا، أي يعاقب عقوبة عظيمة شديدة، وقال رحمه الله ” فقد أخبر الله تعالى أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض أو سب بعضهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *