Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع نعمة الأمن والأمان، وإن الأمن إنما هو باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ولو كان عنده تقصير ، أما إذا خلعت الولاية وعمت الفوضى فمن الذي يضبط الأمور بعد ذلك، من الذي يضبط الأمور بدون ولي الأمر بدون ولاية قائمة، ولذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم سجوه يعني غطوه بالغطاء ثم ذهبوا إلى سقيفة بني ساعده يختارون لهم قائدا ووليا لأمرهم قدموا هذا على تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وقامت الولاية بعد الرسول والخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذلك توجهوا يجهزون الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قبره عليه الصلاة والسلام لعلمهم أنها لا تمضي ساعة بدون ولي أمر.
لئلا ينفرط الأمر ويصعب العلاج بعد ذلك، فولي الأمر به يحسم الله جل وعلا الخلاف، بولاية الأمر تقام الحدود والتعزيرات، وتحكم الشريعة، وأقصد ولاية الأمر في المسلمين وتحكم الشريعة ويردع الظلمة وتؤمن السبل والأسفار تقوم التجارات وطلب المكاسب كل هذا نتيجة لتحقق قيام الأمر والسمع والطاعة لولي أمر المسلمين، أما إذا خرجوا عليه وخلعوه من أجل أنه حصل عنده خطأ أو تقصير فإن الفوضى والضرر يحصل أكثر مما لو صبروا عليه، أكثر مما لو صبروا على ولايته، تعم الفوضى ينتشر الخوف يعم القلق ولهذا لما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام لأهل مكة، فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة الأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق.
مع وجود الخوف بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف وهذا ما يريده الأعداء الذين يحاولون زعزعة اجتماع المسلمين يريدون تفكيك تجمعات المسلمين على ولاة أمورهم يريدون هذا لا يريدون النصيحة للمسلمين باسم تحقق مصالح وإصلاح وإزالة ظلم وما أشبه ذلك كل هذا من الكذب والتدجيل فإنه إذا انفلتت الولاية فإنه تعم الفوضى وينتشر الفساد وتعدم المصالح التي يقولون إنها ستتحقق ويعم الفساد ولا يحصل الإصلاح، فلهذا لا بد من ولاية تجمع كلمة المسلمين ولو كان عندها قصور أو تقصير فيصبر على ذلك لأن في الصبر على ذلك دفعا لما هو أشد وأنكى، فيقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله كلاما معناه ولا يعرف طائفة قامت على ولي أمرها.
إلا كان حالها بعد زواله أسوأ من حالها مع وجوده وهذا مجرب الآن الولاة الذين أزيلوا والرؤساء الذين أزيلوا ماذا كانت حالة بلادهم من بعدهم لا تزال في خوف وقلق وفوضى وسفك دماء وأنتم تعلمون ذلك تسمعون به إن أعداءنا يريدون أن يفككوا تجمعات المسلمين أن لا تقوم لهم دولة ولا ولاية وأن يشتتوهم ويشردوهم هذا ما يريدونه فلا ننخدع بكلامهم ودعاياتهم وتحريضهم فأعداء الإسلام يحاولون إزالته بشتى الوسائل إما بإزالة تجمع المسلمين واجتماع كلمتهم وإما بتفريقهم إلى أحزاب وجماعات باسم الدين كل جماعة تعادي الأخرى، وإن من يشجعون على هذه الفوضى ويشجعون على هذه المظاهرات وهذه المطالبات الصعبة إنهم وإن كانوا من أبناء المسلمين.
فهم مغرورون فعليهم أن يتفكروا في العواقب وأن يكون موقف المسلم من هذه الفتن موقف الإصلاح موقف الدعاء للمسلمين، بيان ما في هذه المظاهرات وهذه الفوضى من المفاسد العظيمة والشقاق الكبير الذي لا ينجبر ولا ينتهي وأنتم تشاهدون دولا بجواركم زال ولاتها فماذا كانت حالتها لا تزال في فوضى لا تزال في انزعاج وعدم طمأنينة، وإن الأمن لا يستقر إلا بالشكر على نعمة الأمن أما الذين يحرضون على الإخلال بالأمن فهم يكفرون النعمة، وإن هناك وسائل تحث على الفتن وتشجع على الفتن يغتر بها الجاهل أو صاحب الهوى وهذا يتمثل في الفضائيات والمواقع المشبوهة والقنوات الضالة المنحرفة التي تحرش بين المسلمين وبين الولاة والرعايا تحرش لتفكك المسلمين فيستمع إليها وينظر إليها من لا يعرف ما وراءها ، فاحذروا منها وحذروا منها فإنها وسائل فتنة ودمار على المسلمين.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *