Share Button

كتب د.مصطفى النحراوى

وجه ترامب إنذارا أمس الجمعة، لمنظمة التجارة العالمية طالبها فيه بتغيير صفة دول عدة اعتبر أنها تخادع النظام عبر ادعائها أنها نامية، وتحصد بفضل ذلك فوائد “غير عادلة”، وتوعد سيد البيت الأبيض باتخاذ إجراءات أحادية الجانب في هذا المجال حال “عدم تحقيق تقدم ملموس” في هذا الاتجاه في غضون 90 يوما.

وعلى الرغم من أن هذا القرار يستهدف بالدرجة الأولى الصين، التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتخوض الولايات المتحدة حربا تجارية شرسة معها، إلا أنه قد يضر أيضا مجموعة من الدول النامية الأخرى تضم كلا من الإمارات وقطر والكويت وتركيا، بغض النظر عن اعتبارها حلفاء للإدارة الأمريكية.

وتمنح صفة الدولة النامية لأصحابها ميزات اقتصادية مهمة، في إطار عمل منظمة التجارة العالمية لرفع قدراتها على التنافس مع الدول المتقدمة، الأمر الذي يعارضه ترامب بشدة.

وتحصل هذه الدول على مرونة أكبر في التعامل معها عند تطبيق مبادئ ومتطلبات منظمة التجارة العالمية، التي تمنحها فترة زمنية أطول للتكيف مع قواعدها وتنفيذ مقتضياتها، وأحيانا حق تجاهلها على الإطلاق، وهو ما لا يسمح به للدول المتقدمة، وذلك بالإضافة إلى مساعدات فنية.

وبهدف تعزيز مدى حماية أسواق الدول النامية، تسمح منظمة التجارية العالمية لها باعتماد مستويات نسبية أعلى للتعرفة الجمركية مقارنة مع الدول المتقدمة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات للحد من الواردات التي تحمل تهديدات بالنسبة للمنتجين الداخليين أو لميزان المدفوعات في تلك البلدان.

وفي بعض الأحيان، تتيح هذه القواعد للدول النامية اتخاذ خطوات لا تتوافق مع مبادئ المنظمة، مثل تقديم بعض أنواع الإعانات المالية من قبل الحكومة في حال اعتبار هذا الإجراء ضروريا لضمان خلق الظروف الملائمة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية.

ويحق للدول النامية في منظمة التجارة العالمية، في ملابسات خاصة وشريطة الاستجابة لبعض المتطلبات، اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية المنتجين الوطنيين، بما في ذلك في حالات بيع الأطراف الخارجية بضائع بأسعار منخفضة أصلا نتيجة الإعانات المالية أو الإغراق التجاري، الأمر الذي يعتبر منافسة غير نزيهة ويمثل أساسا لاتخاذ خطوات مضادة لتطبيع الظروف التجارية.

وتضم منظمة التجارة العالمية، التي تأسست عام 1995، 164 عضوا، وغالبيتها الساحقة تعتبر من الدول النامية، ووفقا لقواعد المنظمة، يحق للدول الأعضاء فيها تحديد صفتاها بأنفسها

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *