Share Button

الدكروري يكتب عن حكم خروج المعتكف من معتكفه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أحكام الصيام، وأما عن حكم خروج المعتكف من معتكفه؟ فإن خروج المعتكف من معتكفه يبطل الاعتكاف، إلا إذا كان لحاجة مما لابد منه، كالوضوء وقضاء الحاجة والاغتسال ونحوها، وقد روى البخارى ومسلم فى صحيحهما من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل البيت إلا لحاجة” وروى أبو داود فى سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت “السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه” قال أبو داود بعده وغير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول فيه “قالت السنة” وأما عن حكم صلاة التراويح؟ فإنها سنة، فقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال بأصحابه.

وما تركها إلا خوفا من أن تفرض عليهم، ولكن هل لقيام الليل عدد معين من الركعات؟ فإنه ليس له عدد معين، لكن السنة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى إحدى عشرة ركعة، فقد روى البخارى ومسلم من حديث عائشة رضى الله عنها قالت “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة” ولو صلى ثلاث عشرة ركعة كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فى بعض الروايات فهو سنة أيضا، وتجوز الزيادة والنقصان على هذا العدد، وما هى علامات ليلة القدر؟ فإنه جاء فيها أوصاف منها ما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبى بن كعب رضي الله عنه قال ” بالعلامة أو بالآية التى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أى الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها”

وهى في العشر الأواخر من رمضان، وتلتمس فى الأوتار من الليالى، وأما عن الصوم فإن هذا الصوم ركن من أركان الإسلام فمن أنكره فهو كافر بالله العظيم، ومن لم يصم رمضان فقال بعض أهل العلم بكفره، وقال بعضهم أنه ليس بكافر، ولكنه أتى إثماعظيما وكبيرة بالغة جدا بهذا العمل، والصيام فى اللغة هو الإمساك وترك التنقل من حال إلى حال، والصمت عن الكلام يسمى صياما، كما قال الله عز وجل فى سورة مريم ” إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا” والصوم شرعا هو الإمساك عن المفطرات بالنية من الفجر إلى غروب الشمس، وقد فرضه الله على الأمم السابقة كما فرضه علينا، وليس بالضرورة أن يكون فرضه عليهم مثل فرضهم علينا بالضبط فى جميع التفصيلات.

وإنما المقصود بالتشبيه هنا الوجوب فى قوله تعالى ” كما كتب على الذين من قبلكم ” يعني فرضناه عليكم كما فرضناه على الذين من قبلكم، ولا شك أن له فوائد عظيمة، سواء من جهة تطهير النفس، والشعور بآلام الفقراء، وكبت جماح الشهوات، وفي فضله حديث يحيى بن زكريا “وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة أى فى مجموعة كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”رواه أحمد والترمذي.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *