Share Button

كتب /ايمن بحر

اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب قامت إدارة ترامب قبل الإنتخابات الأمريكية بوضع بعض المنظمات كإرهابية وحيث أن القانون الدولى لم يحدد أسلوب وقواعد للإرهاب الدولى إستقلت إدارة ترامب بهذا الوصف من جانبها. لكن بعد فوز بايدن بالإنتخابات قد يتغير التقييم. ما هى المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط حسب التصنيف الأمريكى؟.

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى إنتهت ولايته عن إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن دفع السودان مبلغ 335 مليون دولار كتعويض عن هجمات تنظيم القاعدة على سفارتى واشنطن فى تنزانيا وكينيا عام 1998.

لكن، ثمة منظمات ودول أخرى فى الشرق الأوسط أدرجتها الولايات المتحدة فى قائمة المنظمات الإرهابية أوالدول الراعية لها. ما هى الدول والمنظمات التى أدرجتها واشنطن فى قائمة الإرهاب؟ وكيف قد يُرفع إسمها من القائمة؟.

يتولى وزير الخارجية ووزير الخزانة الأمريكية بالتعاون مع وزير العدل تقديم الأدلة والبيانات الى الكونغرس الذى بدوره يوافق أو يعترض على تصنيف المنظمة أو الجماعة فى لآئحة الإرهاب وفقاً للمادة (219) من قانون الهجرة والجنسية الأمريكى.

ولكى يتم تصنيف أى جهة كمنظمة إرهابية يجب أن تكون أجنبية ومنخرطة فى أنشطة إرهابية وتشكل أنشطتها تهديداً للأمن القومى الأمريكى أو أمن مواطنى الولايات المتحدة.

تقوم وزارة الخارجية والخزانة الأمريكية بإعداد سجل عن الفرد أو المنظمة المعنية وتجميد أرصدة واصول الجهة او الفرد فى الولايات المتحدة أو فى المؤسسات الخاضعة لنفوذ وسيطرة أمريكيين و إخطار المؤسسات المالية الأمريكية بقرار الحظر وطلب حجز أرصدة الفرد أو الكيان. ويبقى التصنيف سارى المفعول حتى يتم الغاءه رسمياً من قبل الحكومة الأمريكية أو إنتهاء فترة صلاحية القرار أو إبطاله وفقا للقانون الأمريكى.

تعتبر سوريا وإيران دولتان راعيتان للإرهاب بحسب وزارة الخارجية الأمريكية بسبب دعم الدولتين الدائم لأعمال تعتبرها واشنطن إرهاباً بموجب قانون إدارة الصادرات وقانون مراقبة الأسلحة والمساعدة أو الدعم الخارجى.

وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في أبريل/نيسان 2019 عن تصنيف الحرس الثورى الإيرانى بما فى ذلك فيلق القدس فى خانة المنظمات الإرهابية بشكل رسمى بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكى.

وقالت الخارجية الأمريكية أن إيران ليست فقط دولة راعية للإرهاب بل أن الحرس الثورى الإيرانى يشارك بنشاط فى عمليات الإرهاب ويموله ويدعمه وأنه أداة أساسية للحكومة الإيرانية فى توجيه وتنفيذ حملتها الإرهابية على المستوى العالمى. وبالتالي فإن أي جهة تتعامل مع الحرس الثورى الإيرانى يكون بذلك مساهماً فى توفير الدعم والتمويل للإرهاب.

وبحسب تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2019 فقد خططت إيران ونفذت هجمات إرهابية على نطاق عالمى. وقد أنفقت ما يقرب من 700 مليون دولار سنوياً لدعم الجماعات التى صنفتها الولايات المتحدة كجماعات إرهابية مثل حزب الله فى لبنان وحركة حماس فى الأراضى الفلسطينية من خلال الحرس الثورى الإيرانى وجهاز الإستخبارات والأمن الإيرانى.

وجاء أيضاً فى التقرير، تسهيل إيران لعمل تنظيم القاعدة وإرسالها المقاتلين والأموال الى مناطق الصراع فى أفغانستان وسوريا، والسماح لأعضاء القاعدة بالعيش فى إيران وإثارة العنف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فى البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن.

تم تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب من قبل الولايات المتحدة عام 1979 وتقول الخارجية الأمريكية إن سوريا واصلت دعمها السياسى والعسكرى لمختلف الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وغيره. كما أن علاقة سوريا مع إيران تعززت كثيراً فى السنوات الأخيرة حيث أصبحت الحكومة السورية أكثر إعتماداً على الجهات الخارجية لمحاربة الجماعات السورية المعارضة. ولا يزال الحرس الثورى الإسلامى الإيرانى حاضراً ونشطاً فى البلاد بالتنسيق مع الحكومة السورية.

ويذكر تقرير الخارجية الأمريكية موقف حكومة بشار الأسد المتساهل مع تنظيم القاعدة فى العراق على مدى العقدين الماضيين أثناء الصراع فى العراق وهو التنظيم الذى خرج من رحمه تنظيم الدولة الإسلامية وجهات إرهابية أخرى داخل سوريا. كما أن الولايات المتحدة وثقت قيام الحكومة السورية بتسهيل عبور المقاتلين الأجانب الى العراق عبر أراضيها من أجل محاربة القوات الأمريكية قبل عام 2012.

صنفت وزارة الخارجية الأمريكية السودان كدولة راعية للإرهاب فى عام 1993 لدعمها الجماعات المصنفة فى لآئحة الإرهاب الدولى مثل منظمة أبو نضال (وهى منظمة عسكرية فلسطينية إنشقت عن حركة فتح فى عام 1974، أنشأها وترأسها صبرى البنا الملقب بأبو نضال وأدرجت على لآئحة المنظمات الإرهابية عام 2005)، وحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية وحركة حماس فى الأراضى الفلسطينية وحزب الله في لبنان.

وتفاءل البعض بخطوة إعلان ترامب عن رفع إسم السودان من لآئحة الدول الراعية للإرهاب وإعتبروها “نجاحاً دبلوماسياً” يُحسب لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك وحكومته الإنتقالية مما يفسح الطريق امام السودان للعودة الى المجتمع الدولى وتحسين وضعه الإقتصادى. لكن آخرون يرون أن ثمن ذلك هو التطبيع مع إسرائيل وأن الأمر لا علاقة له بالإرهاب ولا يجب تحميل الحكومة السودانية وزر حكم الرئيس المخلوع عمر حسن البشير.

ما هى المنظمات الأخرى فى الشرق الأوسط التى أدرجتها الولايات المتحدة فى قائمة الإرهاب وما أسبابها؟.

تم القضاء على تنظيم الدولة فى سوريا والعراق لكن مسلحى التنظيم لا يزالون ينشطون فى أماكن مختلفة في البلدان العربية

1- “الدولة الإسلامية

أدت أعمال الإرهاب والعنف والعمليات العسكرية التى قام تنظيم الدولة الإسلامية الى مقتل وتهجير عشرات الآلاف من سكان ف سوريا والعراق. كما قامت الجماعة بسبى النساء المسيحيات والإيزيديات فى كل من سوريا والعراق واللواتى لا تزال الكثيرات منهن مفقودات الى الآن.

2- حركة حماس

إتهمت وزارة الخارجية الأمريكية، حركة حماس بشن هجمات أسفرت عن مقتل 17 أمريكياً منذ تأسيس الحركة.

وتأسست الحركة عام 1987فى مصر على يد الشيخ أحمد ياسين الذى كان متأثراً بفكر جماعة الإخوان المسلمون المصرية. تعاقب على قيادتها كل من خالد مشعل واسماعيل هنية الذى إنتخب خلفاً لخالد مشعل فى عام 2017، وادرجت الولايات المتحدة مشعل فى لآئحة الإرهاب أيضاً.

اعتمدت الحركة استراتيجية الكفاح المسلح ضد الإحتلال الإسرائيلى ولديها جناح عسكرى يعرف بإسم كتائب عز الدين القسام.

كما أدرجت واشنطن كل من جيش الإسلام و كتائب شهداء الأقصي و جبهة التحرير الفلسطينية و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى قائمة المنظمات الإرهابية.

3- حزب الله اللبنانى

يوصف حزب الله بأنه كيان سياسى، وعسكرى وإجتماعى يتمتع بقاعدة جماهيرية ونفوذ كبير فى لبنان.

تأسس الحزب الذى يحظى بدعم إيران، فى مطلع الثمانينيات من القرن العشرين وبرز الى واجهة الأحداث أثناء إحتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982.

حسن نصر الله وابنه والمقربين منه أيضاً على لآئحة الإرهاب الأمريكية إضافة الى إسم الحزب نفسه. واتُهم حزب الله مراراً بالمسئولية عن تفجيرات وهجمات ضد أهداف إسرائيلية. وتصنفه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ودول خليجية كمنظمة إرهابية. كما أُدرج اسم زعيم الحزب حسن نصر الله و عدداً من المسؤولين البارزين في الحزب على لائحة الإرهاب الأمريكية.

4- ولاية سيناء

كان هذا التنظيم يعرف سابقاً بإسم أنصار بيت المقدس قبل مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية فى نوفمبر / تشرين الثاني 2014. أما أنصار بيت المقدس فقد ظهر الى الوجود بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 عندما التحق مسلحون فلسطينيون بجماعة التوحيد والجهاد المصرية التى كانت تنشط في سيناء وشكلوا معاً هذه الجماعة.
5- هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) فى سوريا
ظهرت جبهة النصرة فى سوريا فى كانون الثانى/يناير 2012، وشكلت فى بداياتها إمتداداً لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، لكنها أعلنت عن إنفصالها عن التنظيم بقيادة زعيمها السورى أبو محمد الجولانى فى تموز 2014. وغيرت إسمها الى هيئة تحرير الشام بعد أن إنضمت اليها فصائل سورية معارضة أخرى فى محافظة إدلب فى شمالى سوريا. وقد ضمت الهيئة فى البداية عدداً من المقاتلين الأجانب والعرب لكن عدداً من هؤلاء شكلوا تنظيمات خاصة بهم وحافظت هذه التنظيمات على علاقتها بالهيئة. صنفتها الولايات المتحدة الهيئة وكل فصيل لها صلة بها فى خانة المنظمات الارهابية.
6- عصائب أهل الحق فى العراق
ظهرت عصائب أهل الحق للمرة الأولى كحركة مقاومة تقاتل القوات الأمريكية والبريطانية بعد غزو العراق فى عام 2003. وكان من بين العمليات العسكرية الكبيرة التى قامت بها خطف خمسة بريطانيين عام 2007 لم ينج منهم سوى واحد فقط تم إطلاق سراحه بعد عامين من الاحتجاز.
7- أنصار الإسلام فى إقليم كردستان العراق
تأسست الجماعة فى كانون الأول/ديسمبر 2001 وهى مدرجة على اللآئحة الأمريكية للمنظمات الارهابية. كان مقر الجماعة يقع فى منطقة جبلية وعرة فى كردستان العراق قرب الحدود الإيرانية. وكانت هدفاً لغارات كثيفة من الطيران الأميركى عشية إنطلاق العمليات العسكرية التى اطاحت بنظام صدام حسين في مارس/ آذار 2003.
وتعارض الجماعة وجود القوات الاميركية فى العراق، بالإضافة الى معارضتها للحزبين الكرديين الرئيسيين فى إقليم كردستان وهما الديمقراطى الكردستانى والإتحاد الوطن الكردستانى.
8- فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى
تم تصنيف فيلق القدس الذى كان يقوده الجنرال قاسم سليمانى (قتل فى عملية عسكرية أمريكية خاصة العام الماضى) كمنظمة إرهابية لمشاركته فى عمليات عسكرية تحت قيادة الحرس الثورى الإيرانى المصنف كمجموعة إرهابية أيضاً من قبل الولايات المتحدة. نشط فيلق القدس فى كلاً من سوريا والعراق بتوجيهات من القيادات العليا فى إيران، ضد فصائل المعارضة فى سوريا.
9- جماعات متفرقة فى المغرب العربى
ثمة عدد من المنظمات التى صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية فى عام 2014 فى بلدان المغرب العربى أبرزها:
تنظيم الدولة الإسلامية فى ليبيا وأنصار الشريعة فى بنغازى ودرنة وتونس.
10- حزب العمال الكردستانى فى تركيا
عندما نشأ حزب العمال الكردستانى، كان ذو توجهات يسارية لكنه تراجع عن العديد من افكاره فى مراحل محتلفة. يخوض صراعاً مسلحاً ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وذلك فى إطار مساعيه للحصول على دولة مستقلة للأكراد فى تركيا وبعد إعتقال زعيم الحزب، عبد الله أوجلان فى عام 1999 إقتصرت مطالبه على الحكم الذاتى فى المناطق ذات الغالبية الكردية فى جنوب شرقى تركيا. أعلن الحزب عن وقف إطلاق النار من جانب الحزب عدة مرات لكن سرعان ما كان الصراع يتجدد عندما كان يشن الجيش التركى هجمات عسكرية على معاقله داخل تركيا وفى شمالي العراق. ولقى أكثر من 40 الف شخص حتفهم منذ إندلاع الصراع بين الطرفين الذى وصل الى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضى. صنفته الولايات المتحدة الى جانب عدد من الدول الأوروبية فى عام 1997 فى خانة المنظمات الإهاربية.

L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes debout et gros plan

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *