Share Button

بقلم / نادية سعد الدين محمد

اردت ان اموه لظاهرة وافه منتشرة فى مجتمعنا الا وهى الفن الهابط وللاسف هذه الافه بتنتشر مثل النار فى الهشيم مثل

مطربي المهرجانات والحفلات الغنائية التي تقام في المنشآت السياحية والبواخر والملاهي الليلية والحفلات ، وأغلب هذه الأغاني التي يأدونها تحمل ألفاظ تعتبر خارجة عن الذوق العام ومنها ما يدعو إلى شرب الخمور وارتكاب المنكرات

تعلمنا أن للنجاح أسباب هي الجد والاجتهاد في تحصيل العلم والمثابرة والعمل الدؤوب والإخلاص فيه حتى تتحقق الآمال تلك هي معايير النجاح في السابق التي كنا نراها دومآ كالنور لكنه للأسف الحال الان اصبح ضبابية معتمة .

عندما نجد الأغاني الهابطة تحصد ملايين المشاهدات رغم ما تحويه من ألفاظ خادشة وعدم ملاءمتها والذوق العام ، بل وقد تدعو وتحرض على تناول الخمور والتعدي على أجل النعم وأعظمها وهي نعمة العقل الذي يعد من الضرورات الخمس التى عنى بها الإسلام أبلغ عناية وأوجب الحرص عليها حفاظآ على مجتمع مسالم متماسك كالبنيان الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

وقتما تتسارع إلي مسامعى أنباء عن أرباحهم الخيالية ، يجتاح خاطري طيف الفقيد المرحوم نادر محمد جميل ، الشاب المهذب ، خريج كلية الهندسة التى اجتازها بتفوق لكنه أقدم على الانتحار من فوق برج القاهرة لعدم إيجاد فرصة عمل مناسبة ، وكأني به شاخصآ متجهمآ معاتبآ ما آل إليه الحال .

العيب يمكن داخلنا وفي أنفسنا ، نحن من اختل الميزان بين أيدينا لقد انحدر بنا المستوى الأخلاقي والذوق الرفيع وقيم الخير والفضيلة لأدنى درجة وهوينا إلى بئر سحيقة ، وبات لزامآ علينا أن نجاهد لنتخطى عثراتنا ونستفيق من كبوتنا ، لينال كل منا ما يستحق ، الفلاح والنجاح لمن يقدم جهدآ وعملآ مثمرآ نافعآ ، والخسران المبين والخزي والعار لمن يقدم جهلآ و إسفافآ وإفسادآ للذوق العام ، هذا ما ينبغي أن يكون .

لا أتصور أن يسطع هذا المنبت السوء منذ ما يقارب العشرون عامآ وقتما كان جيل آواخر السبعينات في مقتبل العمر ، فذاك جيل يميز جيدآ ويعي الفرق بين القبيح والحسن فلم تختلط عليه المعايير ولم يكن ليسمح بأن تطفو تلك التفاهات على السطح ، ما كان إلا ليسحقها تحت أقدامه ولا يبالي ، وأعتز بهذا الجيل الذي انتمى إليه ، وقد أكون مبالغآ ومتعصبآ له إذ اعتبرته آخر أجيال العمالقة هل وصل بنا الحال بعد ان كنا نسمع لام كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وعظماء الطرب الاصيل ان نجبر ان نسمع مثل هؤلاء اتسأل
من المسؤل عن تشجيع هذا النوع ؟؟؟؟؟؟؟
لا تطاوعنى يدى على كتابة الفن الهابط لانه لا يمس للفن من قريب او بعيد
يا من تقيمون على هذه الدولة ان تمنعوا مثل هذا الهبوط فى فننا الراقى الذى مازلنا نستمع به مع العلم ان هؤلاء العظماء توفاهم الله ولكن كلمات اغانيهم مازلنا نرددها ونحفظها عن ظهر قلب يجب ان نمحى هذا الهبوط وتلك الجراثيم التى تأكل فى اجساد هذا الشعب العريق
اعيدو لنا الفن الراقى والاوبرا وعلى لجان نقابة الغناء ان تتصدى لهذه الجراثيم وبشده حتى نعود كسابق عهدنا ونكون بلد الفن الراقى الذى انتشر بسبب هؤلاء الفيروسات

قد تلوح في الأفق الغيوم لوقت ممتد ، لكنها أبدآ لن تظل طيلة الوقت ، فلسوف تنقشع ولسوف تشرق الشمس ويتجلى الضياء .

إن نهوض المجتمعات كان وسيظل بالعلم ، فالعلم هو منارة الحياة ونورها الساطع الذي لا ينطفىء أبدآ وهو اليد التي تبني وتقود إلى التطور والشمس التي تشرق فتمحو ظلام ما هدمه معول الجهل بمخالبه ، لا تيأسوا في استرداد مجدكم ، فقط ازرعوا في أبناءكم الخلق القويم واعلوا من شأن العلم والحث على طلبه ، اجعلوه غذاء أفئدتهم كأنه الماء والهواء لا حياة لهم بدونه ، حتى ينهضوا ويحرزوا المراتب العليا في الرقي والتقدم بين الأمم ويحوزوا قصب السبق ، لا تجعلوا المفاهيم تتضارب وتتناقض في أذهانهم ، كالذي صدح المتنبي صارخآ ساخرآ في أذنه : ( ذو اللب يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *