Share Button
بقلم/إيمان نسيم

نتمنى من الكون ان يتجمّل ويرتدى أبهى حُلله ،ونحن أحد أدواته ومصدر قُبحه وجماله.
فكيف ؟!!.. وضجيج التعالىّ والأحساس بالذات يشوهه.
فأتباعه يملأون الدنيا صراخاً وضجيجاً ..قائلين “نحن محور الكون ،وأنتم مداره ..فى رضانا سعادتكم ، وفى سُخطنا هلاككم”
فيستقوى صاحب الأنا على كل من هو ضعيف.
ويصبحون كمصاصي الدماء ،اللذين يُشبِعون رغبتهم فى التعالى على أمتصاص كبرياء الأخرين وأذلالهم..ويُعوضون عدم ثقتهم بأنفسهم ،فى التقليل من الأخرين.

ويشوهه الحاقدون ،اللذين لا يسعون للأرتقاء بأنفسهم ،بقدر إعاقة تقدم الأخرين..ولا يتمنى لنفسه الخير ،بقدر ما يتمنى السوء لهم.
فيُضخم من أخفاقاتهم ويُقلل من نجاحاتهم..ويتصيد الأخطاء ،وأن لم يجدها ،يخلقها من العدم.
فيُصبح عقبة فى طريق تحقيق النجاح،فى أى مجال يتواجد به.

وأيضاً يُقبّحه الفاسدون ،اللذين بفسادهم ينخرون كالسوس فى عِظام الأخرين..فهم يبنون أنفسهم ،ويهدمون أوطانهم.
فهؤلاء أشد خطراً من الأعداء.

أما الباعثون على الأحباط واليأس ،اللذين لا يرون من ألوان الطيف ألا السواد، يجعلون الكون مُظلماً كئيباً.
فيصبحون كتلة مُشعة من الطاقة السلبية،التى تنشط عند أستشعار كل ما هو إيجابى وواعد.
فهم دائماً ينبشون القبور ،ولا يتطلعون إلى النور.

والعُنف لطخ جدرانه بالدماء ،ولفَظَ جوفه الأرتواء منها وتركه على السطح ،ليُذكّرنا بقبحنا.
فأنتشرت البلطجة والكراهية ،كأنتشار النار فى الهشيم..وبدأت الحضارات فى التساقط كأوراق الشجر حين هبوب الرياح.
فشوهوا الماضى وحكموا على المستقبل.

فماذا لو أدركنا عيوبنا ونواقصها ،وفتحنا قلوبنا للحُب للخير ،وسعينا نحو المستقبل سعياً حثيثاً بإجتهاد..مرافقين للأمل ..والأمانة نبراساً لنا.
فكونوا لبعضكم ،كنسمة عليلة ،تبعث الراحة والسعادة فى النفوس.
فأزرعوا الخير فى حقول الأخرين ،فيُثمر فى حقولكم ،ويزدان الكون بكم ولكم.

 

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *