Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى
يا من تعيش فى غفله … ويا من تعيش فى ظلام الجهل … ويا من تعيش فى الجرى وراء السراء … هل تعلم أنك ضيعت الشئ الثمين … هل تعلم انك ستحاسب على عمرك ووقتك الذى ضاع منك …. ولقد تعدّدت أسباب ضياع الأوقات في حياة النّاس …

وذلك لعدم وجود أهداف أو خُطط للحياة أو ما يمكن أن نسميه بالعشوائيّة القاتلة، كمن يعيش في الدنيا للطعام والشراب ولا يعرف لنفسه هدفًا ولا يدرك لحياته قيمة، كهؤلاء الذين يعيشون في الدنيا فيلهوها ولعبها لا هدف لهم إلا الطعام والشراب فكانت حياتهم أشبه بالحيوانات، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ …

أو التكاسل المختلط بالتسويف، وهل حقّق التكاسل أملاً لأحد؟!، ويعدّ التكاسل مع التسويف سلاحان قاتلان لأوقات النّاس، لذلك يكره الاستسلام للتسويف، بل لا بد من التعجيل بالأعمال؛ لا سيّما ما كان منها مرتبطًا بعمل الآخرة.

وكذلك الصحبة السيئة ومرافقة غير الجادّين: فالرفقة السيئة تعمل على قتل وقت الآخرين؛ لأنها لا تريد لأحد أن يكون أفضل حالا منها، ولذا لن تجد صديقًا لك سيئًا يحرص على وقتك أبدًا، بل تجده يوجِد لك مبررات لتضييع الأوقات، ويعمل على إلهائك عن مقاصد خلقك في هذا الوجود.

وكذلك عدم إدراك حقيقة الأوقات، وحقيقة صفاتها التي سبق ذكرها، خاصة بكاء الصالحين على فوات أوقاتهم يوم القيامة، فلو عرف الإنسان حجم المأساة، وحجم الخير الذي يضيع منه بضياع وقته، لما رفع رأسه من على الأرض سجودًا وإقامة لطاعة الله تعالى، ولما توقف عن العمل الصالح له في الدين والدنيا والآخرة.

ويقول ابن القيم -رحمه الله-: (ضياع الوقت أشدّ من الموت؛ لأنّ الموْت يحجبك عن النّاس، وضياع الوقت يحجبك عن الله والدّار الآخرة).

ولقد كان السّلف الصّالح ومن سَارَ على دَرْبهم وطريقهم يبادِرُون إلى استغْلال أوقاتهم؛ لعلمهم بتسابق الأزمنة، وسرعة الدهر في الانقضاء فقد جاء لأبي بكر الصديق رضي الله عنه حينما أوصى بالخلافة لعمر رضي الله عنه، قال: (يا عمر، واعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وأن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار).

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي ) وهذه أعظم مصيبة على الإنسان أن يمر عليه الوقت ولم يزدد عملاً، والمصيبة الأخرى: أن يمر الوقت وأنت في زيادة معصية، وصحائفك قد تسود بالسيئات، والعياذ بالله.

ويقول ابن عمر (إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ).

وعن عبدالله بن مسعود، أنه كان يقول: (إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا وَلَا عَمَلِ الْآخِرَةِ).

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *