Share Button

مكتب المغرب : نور الهدى تهاني

بقلم: الدكتور محمود بشير اوغلو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وهل من اكتئاب بعد مفارقة الاحبة؟ 
وهل من اضراب بعد رحيلهم؟ 
وهل من صدمة الفراق والفقدان؟ 
وهل من الممكن ان نتعرض لاضطراب مابعد الصدمة بسبب فقداننا وغياب الذين اعتدنا على محياهم؟ 
كيف نمتص الغضب الداخلي ونتغلب على الحزن الشديد وعلى هذا الاضطراب ونعود لحياتنا بشكل طبيعي؟ 
ماهي الخطوات التمهيدية قبل الفراق وكيف نُخرج انفسنا من هذه الحالة؟ 

ولأنه الفراق …النهاية

فلا يوجد أصعب من فراق الأحبة.. يتركون في القلب ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنين .. فيبكي القلب وتجف العيون فما أصعب ذلك حين تبحث عن من يمسح دموعك فلا تجدهم! تبحث عنها كي تُطفئ بها جذوة الاشتياق ولهيبُ القلب المشتعل..
فلا قنديل يخمد ولا شمعةٌ تنطفئ ….
 
رحلوا وتركوا ذكراهم يعبق بخيوط عيوننا.
رحلوا لنبقى على الأطلال نتأمل الابواب منتظرين عودتهم تحيط ارواحهم عبق دقائقنا وكأنهم يرسلون لنا برسالة “لا تنسونا.. اذكرونا دوماً اذكرونا في صلاتكم في دعواتكم في كل نفس من انفاسكم ”
كيف لنا ان ننساهم وهم رفاق الدرب ورود الحنين لا يعلمون أن خيالهم يأتينا أينما حلَلنا.

     
الفراق حديثه الصمت ، حديثه السكوت الطويل
والشرود الى البعيد البعيد يفيض بنا يكون لسانه الدموع لا ندرى أنبكى على فراقهم ام نبكي حزناً عليهم،
فالحسرة على القلب الذي كان ملكاً لهم اصبح فارغاً عبداً بدون سيد بفراقهم ، ام نبكي الأرواح التي كانت متصلة بحبل الوداد فانقطع فجأة برحيلهم فتمزقت قطعة من روحك وتقيدت بألم كبير وحزن أليم لا يفارقك أبداً حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك.. واختلقت الضحكات الكاذبة.

لم يكُونوا حلماً عابراً لننساهم بهذهِ السهولة ،لن تستطيع النسيان بلمح البصر فمن الصعب التأقلم فهم من أدمعت أعيننا لأجلهم.
هم الذين رسمنا الضحكات على وجوههم.
هم من سجدنا لله ندعو لهم في صلاتنا.
قضينا العمر بجانبهم فكيف لنا أن نتحمل رحيلهم؟!
هنا سأكتب عن نفسي وعن حالتي وبكل تجرد
ولأنني اخصائي اعلم مفاتيح الحلول وكيف تكون الاضطرابات وكيف تبدأ كنت متنبأ لكل شي سيحصل معي ولأنني تربيت وترعرعت في كنف هذه المهنة الصعبة كان علي ان اعيش هذه التجربة القاسية والصدمة الفتاكة التي كان امتصاصها صعب جداً وكاد يتسلل في استيعابي وفي ادراكي وتركيزي،
حتى وهنا سأتكلم لكم عن اهم واكثر الاعراض التي عشت معها عند تعرضي للاكتئاب بعد فراق صديقي فلم يكن انساناً عادياً في حياتي ترك الكثير في ذاكرتي وقلبي ولكن كان لابد من الرحيل فرحلة الحياة تمضي وتحتاج الى العابرين.
فكيف كانت عوارض الصدمة عند فراقه ووداعه.؟

ولانني انتمي الى مكان اعطي فيه الحلول كان لابد من معرفتها بشكل فطري وامتصاصها بشكل احترافي اكثر.
جهزت نفسي لأعيش الاعراض والخوض في التفاصيل،فكانت هذه العوارض:

• فقدان الشهية
• فقدان الوزن
• الحزن المتواصل
• فقدان القدرة على التعبير
• الانفعال السريع
• التوتر والقلق
• رفض التواصل
• الابتعاد عن الاصدقاء
• رفض العمل
• البكاء المتقطع
• الشرود الشديد
• الانطواء والعزلة
• الهاء النفس بأي شي فقط لعدم التفكير
• قلة النوم والارق المتواصل
• قراءة الرسائل القديمة والمحادثات السابقة
• مشاهدة الصور والفيديوهات
• وربما آلام متفرقة في الجسم مجهولة المصدر
• وكثير من الاعراض التي تتغير من شخص لآخر

تستمر الحالة لايام طويلة من الطبيعي ان لا نخرج منها بسهولة بل علينا ان نحزن ونبكي ونعبر وان لا نكبت هذه المشاعر لكي لا تخرج في وقت خاطئ ومع اشخاص مغايرين وفي الوقت الغلط

بعد ان تحدثنا عن الاعراض فماهي الاسباب::::

تبقى النفس البشرية ضعيفة تتحكم بها المشاعر والاحاسيس فلا احد يعيش حياته وحده دون غيره فكلنا بحاجة الى العلاقات الاجماعية وكل ما تعمقت اكثر بها كلما تعلقت باشخاصها واحببتهم يوماً تلو الآخر فلا تستطيع ان لا تتعلق وان تبقى وحيدا فهذا بحد ذاته يعتبر اضطراباً ومشكلة بنفسها.

فتكون الصعوبة في الذكريات وتذكرها والحنين اليها وتمني العودة الى اوساطها.

عند غياب الاحبة وفقدانهم والابتعاد عنهم من الطبيعي ان يتركوا فراغاً كبيراً في حياة احدنا فمن الصعب ان يأتي احد ليملأ هذا الفراغ ويرمم ما بقي منه في ليلة وضحاها فكيف نحمي انفسنا من الاصابة بهذا الاضطراب وفي حال اصابتنا به كيف نتعافى ونخرج منه؟

فمن المستحيل ان نحمي انفسنا من هذا الاضطراب فلكل منا محيطه واقرانه واصحابه ولابد من التعلق.

ولكن ماذا نفعل عند الاصابة به :

• التحضير النفسي المبدئي ومواجهة الامر دون اخفاءه او تأجيله.
• عدم المكابرة والدخول في تعابير غير حقيقة (انا استطيع،عادي،لا يهمني، اخر اهتماماتي) واستبدالها بكلمات (صعب التأقلم ولكنني ساحاول ،ستترك فراغاً كبيراً، سنلتقي يوماً ما….).
• التقبل النفسي الضمني والخارجي وعدم الرفض.
• قضاء الاوقات الجميلة معهم واللحظات اللطيفة بينهم.
• البكاء امامهم البكاء معهم وعلى ايديهم وبجانبهم وفي احضانهم.
• البوح بحبهم وقيمتهم والتحدث لهم عن قدرهم
ومكانتهم الكبيرة التي لن تنقص ولن تتبدل.
• اجعلوهم يمسحون دموعكم عندما تبكون حزناً لفراقهم مرات ومرات.
• اجعلوهم عوناً لكم في حل المشكلة.
• اجلسوا معهم ساعات طويلة عبروا عن مشاعركم الضمنية ولا تتركوها باعماقكم بل دعوها تصدح بها الاسماع.
• اللعب معهم وتقضية اكثر الاوقات الممتعة واخذ الصور والفيديوهات.
• كونوا جزءً مهماً في تقبلهم السفر بل اكثر من ذلك كونوا الدافع وراء سفرهم واعملوا على إقناعهم بفكرة السفر والتحدث عن ايجابيات الموضوع بحب دون تمثيل او خداع.
• اعطاء الوعود الصادقة وتنفيذها.
• شراء الهدايا وتبادلها معهم وترك ذكرياتهم بين ايديكم.
• عدم تقبل اي علاقة او صداقة بعد رحيلهم قبل اسبوعين الى شهر.
• التواصل معهم والاطمئنان عنهم وسماع صوتهم وتبادل الصور والاصوات والفيديوهات.
• كتابة الرسائل الطويلة لهم وشرح التفاصيل وكأنهم يعيشون معك
• عدم الكبت في التعبير عن الاشتياق اليهم والبوح عن التفاصيل التي تشعرون بها.
• الذهاب الى الاماكن التي كنتم ترتادونها.
• دعمهم والسؤال عنهم بشكل مستمر .
• الجلوس مع الاصدقاء المشتركين والتكلم عنهم.
• إلهاء النفس بأي شيئ وملأ اوقات الفراغ.
• عدم تناسي الموضوع وكبت المشاعر بل على العكس تماماً،التفريغ النفسي الصحيح في الزمان والمكان الصحيحين.
• التغلب على الافكار السوداء وصدها عندما تبدأ.
• ممارسة الرياضة وتفريغ كل الطاقة السلبية.
• التأمل والجلوس على الرمل او الصخر.
• تمارين التنفس والاسترخاء.
• تصبير النفس ومحاورة الذات والعمل على اقناع حراسك بانها فترة قصيرة وبأنك ستتعود على عدم وجودهم.

اذا تطور الموضوع اكثر طلب العون والدعم من الاخصائي النفسي والفريق المختص وعدم إهمال الموضوع

كثر من تأزمت اوضاعهم ودخلوا بحالات من التهيؤات والهلوسة وبداية التخيلات فدخلوا في دوامة من الصعب الخروج منها.

وبالنهاية لا يسعني ان أقول سوى مهما فعلنا يبقى الموضوع صعب ويترك الاثر الحزين والمبكي
الصبر ثم الصبر ثم الصبر

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *