Share Button

⁦⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦⁩ مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
بعد غزوة أحد قال رسول اللهِ ﷺ :
مَن رجلٌ ينظُرُ لي ما فعلَ سَعدُ بن الربيعِ ؟
أفي الأحياءِ هوَ أم في الأمواتِ؟
فقالَ رجلٌ منَ الأنصارِ: أنا ، فنظرَ فوجدَهُ جريحاً في القَتلى وبِهِ رمَق فقال لَهُ: إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ أمرَني أن أنظُرَ أفي الأحياءِ أنتَ أم في الأمواتِ، فقالَ: أنا في الأمواتِ ، فأبلِغْ رسولَ اللَّهِ ﷺ سَلامي وقل لَهُ: إنَّ سعدَ بن الربيعِ يقولُ لَكَ: جزاكَ الله عنّا خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمَّتِهِ، وأبلِغ قومَكَ من الأنصار عنِّي السَّلامَ وقل لَهم▪️: إنَّ سعدَ بنَ الرَّبيعِ يقولُ لَكم: إنَّهُ لا عُذرَ لَكم عندَ اللهِ إن خُلِصَ إلى نبيِّكُم ( أي أصابه أذى ) وفيكُم عين تطرف..( رواه ابن أبي حاتم وهو مرسل ).
وعَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، أن أبا طَلْحَةَ قرَأ سُورة بَراءَةَ فَأتى عَلى هَذِهِ الآيَةِ:
﴿انْفِرُوا خِفافًا وثِقالا﴾ قالَ: أرى رَبنا يَستنفِرنا شُيوخًا وشبابًا، وفي رواية: ما سمع اللَّهَ عُذرَ أحَد ، يا بَنيّ جَهِّزُونِي جهزوني ، فقالوا : يا أبانا يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، قَدْ غزوْتَ مَعَ رَسولِ اللَّهِ ﷺ حَتى ماتَ، و مَعَ أبِي بَكْرٍ حَتى مات ومَعَ عُمَرَ حَتى ماتَ فَنَحْنُ نغزو عنكَ ( أي بدلاً عنك ) فَرفض، فَرَكِبَ البَحرَ فَماتَ فَلَم يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُونَهُ فِيها إلّا بَعْدَ تِسعَةِ أيّامٍ ولَمْ يَتَغَيَّر جسده فَدَفَنُوهُ فِيها.
وخرج ابو أيوب الأنصاري مع جيش المسلمين لفتح القسطنطينية وقد جاوز الثمانين من عمره
وجاءت امرأة إلى النبي ﷺ فأحسن استقبالها وأكرمها ، فلما ذهبت سألته السيدة عائشة عنها فقال :«إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حُسنَ العهد، أو حفظ العهد من الإيمان».
(الطبراني والحاكم وصححه).
كان عبد الله بن عمرو في شبابه يصوم كل يوم ويختم كل ليلة ، فشكاه أهله لرسول الله ﷺ فظل يطلب منه التخفيف وعبد الله يقول له :
دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي ، حتى أقرّه النبي على صيام يوم بعد يوم وختم القرآن كل ثلاث ، فكبِر عبد الله وضعف فكان يُحصي ( أي يحسب ويعدّ ) ما يفوته من صيام وتلاوة ويقضيه بعد ذلك ،حتى لا يترك شيئاً عاهد عليه رسول الله ﷺ (أصل الحديث في البخاري وأحمد).
رأى رجلٌ مع الإمام أحمد محبرة ( دواة حبر ) فقال له: يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، ومعك المحبَرَةُ تحملها فقال: مع المحبَرة إلى المقبرة .
وعن محمد بن إسماعيل الصائغ قال:
كنت في إحدى سَفَرَاتي ببغداد، فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعدُو ( يجري لحضور درس علم) ونعلاه ( حذاؤه) في يده، فأخذ أبي بمجامع ثوبه فقال: يا أبا عبد الله، ألا تستحيي؟! إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟! فقال: إلى الموت.
هذا هو الوفاء الحقيقي، ونماذجه بكل صوره كثيرة .

( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *