Share Button

بقلم / محمـــــد الدكــــــرورى
يتطلع الانسان دائما الى النجاح ويسعى من أجل تحقيقه بشتى الطرق ومن الناس من يوفقه الله عز وجل الى النجاح ومنهم من يقع فى براثن الفشل وإنكم إذا أنعمتم النظر وأَجَلْتم الفكر وألفَيْتُم أن سبب الخيبة والخسران والفشل والحرمان هو سوء الأخلاق والشِّقاق والنفاق وخبث النية وفساد الطوية ولو ألفيتم أن السبب ضعف الهمم وضياع الذمم وسوء السيرة وظلام البصيرة ولو ألفيتم السبب فهو فقدان الثقة والثقة أغلى جوهرة وأثمن ثروة فإذا ضاعت ثقة الجمهور بفردٍ فقُلْ عليه العفاء …

وقد تعجبون كل العجب وتدهشون كل الدهشة إذا رأيتم فردًا أو جماعة ممن عُرِفوا بالصدق والأمانة لم ينجَحوا في أعمالهم ولم يفوزوا في مشروعاتهم وكأنكم تظنُّون أن مجرد الصدق والأمانة كافيانِ في النجاح والفوز وهذا خطأ مبين!

ويجب أن تعلَموا أن أولَ شرطٍ من شرائط النجاح في الأعمال عامة وفي المشروعات الخيرية خاصة مضاء العزيمة وقوة الإرادة والثبات والصبر واحتمال الأذى في سبيل الله وبهذا قضت سُنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

فالسبب في فشل هؤلاء المستقيمين استمراءُ الكسل واستيلاء الملل ونفوذ اليأس والقنوط وعدم التذرع بالصبر والصبرُ يفتح مغلق الأبواب ويحطم العقبات الصعاب.

وإن الصبر والمصابرة والجد والمثابرة ومضاء العزيمة وقوة الإرادة والثبات على الخير هو أولُ صفات الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقد أمرنا الله أن نتحلَّى بأخلاقهم وأن نسلك سبيلهم لأنه سبيل الحق المبين.

ولقد أوذي رسلُ الله في سبيل الله وقُتل منهم كثير فما ضعُفت لهم عزيمة وما وهَنَتْ لهم همة وما ازدادوا مع شدة الإيذاء إلا صبرًا ومع غاية السفاهة إلا حلمًا ..

فهذا نوح عليه السلام الأب الثاني للبشر لبِث في قومه يدعوهم إلى الله تعالى ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا وهذا إبراهيم عليه السلام خليل الله ومحبوب الأمم جميعًا دعا أباه وقومَه إلى ترك الأصنام التي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع وإلى ودعاهم إلى عبادة الله الواحد القهار فاضطهدوه وآذَوه حتى ألقَوه في نارٍ امتد لهيبها إلى السماء فما نالوا من عزيمته وما فلُّوا من همته.

وهذا يعقوب عليه السلام يُوصي بَنيه بالدأب والبحث عن يوسف وأخيه وينهاهم عن القنوط والملل وهذا نبينا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه تؤذيه قريش إيذاءً بليغًا ثم يذهبون إلى عمه أبي طالب فيكلِّمونه غير مرة فيه حتى يقول يا بن أخي إن القوم قد جاؤوني مرارًا فأبقِ على نفسك ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق فيقول في ثبات وحزمٍ مقالتَه البليغة وحكمته الخالدة: ((والله يا عم، لو وضَعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر – يعني دين الله والدعوة إليه – ما تركتُه حتى يُظهِره الله أو أَهلِكَ دونه)).

إن ثمنَ النجاح في أعمال البر وإن ثمن الفوز في مشروعات الخير هو الإخلاص لله والجهاد في سبيل الله فاعمَلوا وجاهِدوا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير واحرص على ما ينفعُك واستعِنْ بالله ولا تَعجِزْ وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا ولكن قل: قدَرُ اللهِ وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عملَ الشيطان)) رواه مسلم …

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *