Share Button

بقلم / محمــــــــد الدكـــــــــرورى
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: (سَبعةٌ يُظلُّهُم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه: الإمامُ العادل، وشابٌّ نشَأَ في عبادة ربِّه، ورجلٌ قلبه معلَّق في المساجد، ورجُلانِ تحابَّا في الله؛ اجتمعَا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتْه امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال، فقال: إني أخافُ الله، ورجلٌ تَصدَّق بصَدقة، فأخفاها حتى لا تعلمَ شِمالُه ما تُنفِق يمينُه، ورجل ذَكَر الله خاليًا، ففاضَتْ عيناه).

إنَّ الصديق الذي لا يحبُّ صديقه إلاَّ لله، فاز في الدنيا بتذوُّق حلاوة الإيمان فعن أنس – رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: (ثلاثةٌ مَن كُنَّ فيه ذاقَ حلاوةَ الإيمان: أن يكون اللهُ ورسولُه أَحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكُفْر كما يكرَهُ أن يُقذَفَ في النار).

وهكذا يتبيَّن أنَّ الصداقة المحمودةَ المطلوبة هي ما كانت قائمةً على الحُبِّ في الله، وقد رَبَط رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الإيمانَ بالتحابِّ بين المسلمين، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تَدْخُلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلا أدلُّكُم على شيءٍ إذا فعلتُموه تحاببْتُم؟ أفشوا السلامَ بينكم) .

وهذا سُموٌّ بالصداقة، وذلك بأن تكون قائمةً على العقيدة، لا على المصلحة الماديَّة، ولا على أيِّ اعتبارٍ آخَرَ وممَّا يدلُّ على تأثير الصديق في صديقه …

عندما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّما مَثَلُ الجليس الصالِح وجليس السُّوء كحامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِير، فحامِلُ المسك: إمَّا أن يُحذيَكَ وإمَّا أن تبتاعَ منه، وإمَّا أن تجدَ منه رِيحًا طيِّبة، ونافخُ الكِير: إمَّا أن يحرِقَ ثوبَكَ، وإمَّا أن تجدَ منه رِيحًا مُنْتِنَة) .

إذًا؛ لا بدَّ من التأثُّر، وقد تختلف درجاتُه، ومن أجْل ذلك قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا تُصاحِبْ إلاَّ مؤمنًا، ولا يأكُل طعامَك إلاَّ تقيٌّ) .

فالجلوس مع المؤمنين يَزيد في الإيمان، فقد كان معاذٌ يقول لصاحبه: اجلس بنا نؤمن ساعة والصداقةُ الخالصة تتبعها المودَّةُ أو تسبقها، ونحن منهيُّون عن موادَّة مَن يُحارِب الله ورسولَه ..

ومِن أوثقِ عُرى الإيمان الحبُّ في الله، والبُغض في الله، وقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ ﴾ .

فالركونُ إلى الذين ظلموا سببٌ في أن تمسَّ الراكنين إليهم النارُ، والمشرِكون ظالمون؛ ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ والعُصاة ظالمون لأنفسهم.

وأنَّ الصداقة السامية مبنيَّة على الحبِّ في الله، والحبُّ طريقةٌ من طرائق التأثير الناجِح، فكم من صديق صالِح قادَ صاحبَه إلى الصلاح والاستقامة، والخير عن طريق الحب!

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *