Share Button

أسيرته المدللة!!!
بقلم / أميرة علي ذوالفقار.

هي… أسرها ذلك النجم الفضي ذو البريق اللامع ، وظلت ساهرة تتأمله كل ليلة وتفتقده كل نهار حتى أصبحت أسيرته!!!
وكان يعرف كيف يلمع في سمائها المظلمة ، كيف يخطف جل بصرها ، صغيرة هي نسيت أنه نجم بعيد ويلمع للجميع ،اسدلي ستائرك وأغلقي نافذتك صغيرتي كي لا تفقدي بريق روحك أمام بريقه!!!
هو كانت ملامحه هادئة جذابة ،وأحاديثه ساحرة،وكلماته عذبة ،يحمل الكثير من الغموض ويخفي بحور أحزان رأتها هي وشعرت بها،ولم يتحدث هو بها يوماً ،ولم يخبرها عما بداخله.
هي كانت تعلم أنها لن تجني من حبها له سوى الألم والعذاب ،ودموع العين ،ونزيف القلب لكنها أحبته! ومضت في طريقها إليه كأن قلبها لم يمسسه احداً من قبل ،كأنه الأول و الوحيد بقلبها وعقلها وعالمها.
أصبح لها حياة، شمساً تشرق بعمرها البائس وقلبها الحزين.
كانت كل ليلة تهرب من همومها وأوجاع دنياها إلى جنته،الى عذوبة صوته الذي كانت نغماته كعزف بيانو تمنت أن يُعزف للأبد.
أصبحت لا ترى في الوجود غير وجهه الذي أصبح لها رمزاً للأمان والسلام والحياة ،ولا تسمع سوى صوته العذب فأصبحت له أسيرة.
قالت له: أريدك اليوم وغداً وطول العمر وفي الحياة الأخرى،يا رَجُلي الوحيد لقد أصلحت دنياي، أنت وحدك جيشي القوي ،كل ذرة في كياني وروحي تستدعي النجاة من شدة الغرق بكَ.
قال لها: يا أنقى من الماء العذب،عيناكِ بلادي وقلبك سكني ودنياى وأُمنيتي أن تكوني لي في الجنة.
وتغيرت من أجل أن تفوز به في الآخرة ،كانت معه تبكي وتمطر عيناها الدموع كالأنهار وكان تارة يبكي معها، وتارة يحضنها بكلماته التي تداوى جروحها ويشفي وجعها بروحه التي سكنتها!
هامت به عشقاً وحلماً،أشعل بقلبها كل النيران وزرع بعمرها كل الأزهار،
أحبته حباً طاهراً خالياً من الزيف ،كان حبها له مثل النهر الثائر ،وكان في صمته كل البوح! وكل القصائد الشعرية والألحان وأغاني الحب المشتعلة!
وفي يوم لم تحسب هي له أبداً حساب قال لها : لا سبيل لإستقرارنا ولقائنا! ولم نسهر سوياً ليلنا ،سأكتفي بلقاء في الحياة الأبدية،هذى الدنيا ليست لنا،لن نذهب ثانية لجزيرتنا التي كنتِ إليها تأخذيننا ! لن أنام علي صوت الحانك وحكاياتك ولن أهديكِ أغنية ولا قصيدة ذهبية!
هنالك مايمنعني ،بيني وبينك حصونٌ وقلاعاً وحراساً.
قالت له وأمطرت حزناً وكيف أعيش؟
قال لها: دوماً غردي وأزهري وحلقي في الكون كفراشة جميلة الألوان.
الأ يعلم أن عالمها بات بلا ألوان؟
وعمرها بلا بستان؟ كانت فراشة فقط عندما كان يحلق معها وكأن ليس في الكون سواهما!
أصبح الأسود لونها.
هو يود الرحيل، هي كبلتها سلاسل الصمت بقيودها الحديد!
قبله كانت تسدل الستار عن كل شئ لا تود رؤيته،لكن عجزت أن تنزعه من داخلها، رحل عنها ولم يرحل منها ،وأصبحت سجينته المقيدة، وعاقبها بالصمت المؤبد ،وبالفراق المؤكد.
كيف يرى الأمر من منظوره منتهى البساطة؟! الأ يعلم أنه ارتكب جريمة؟
عندما أصبح روحاً تحوم حولها في صحوها ونومها وأنه يجري في دمها، ووحده ملاكها وامتلك قلبها وعقلها وكل تفاصيلها!!
وكل ذنبها أنها أحبته حباً طاهراً ، وأخذت كل أحزانه علي عاتق قلبها الشجي!
أيتها الجميلة البريئة هو لم يُحبك بل كنتِ أسيرته المدللة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *