Share Button

متابعة/محمد مختار

البحر الأحمر الغردقة

“أخذتُ اللقاح؛ أشعر ببعض الإرهاق”، “أخذتُ اللقاح؛ ولا أشعر بأي شيء غريب”، أكاد أقرأ منشوراً بهذه الفكرة كل يوم مع زيادة عدد الأشخاص الذين يحصلون على لقاح كورونا.

اللقاح الذي يحمي من الإصابة بفيروس كوفيد-19، قد تصاحبه أعراض جانبية شبيهة بأعراض كوفيد-19 نفسه مثل الحمى والقشعريرة وغيرهما، لكن هل هذا يعني أنك قد تصاب بفيروس كوفيد-19 من اللقاح؟ أو هل ينبغي التحجج بتلك الأعراض الجانبية للقاحات كورونا كي لا تحصل على اللقاح؟

أشهر الأعراض الجانبية للقاحات كورونا

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، فإن أشهر الأعراض الجانبية للقاحات كورونا؛ هي:

ألم في الذراع

ألم عام في الجسد

إرهاق

حمى خفيفة

شعور بالقشعريرة لعدة ساعات

الشعور بالألم والاحمرار والورم في موقع الحقن

الشعور بالصداع أو الغثيان

هل تظهر الأعراض الجانبية على الجميع؟

لا تظهر الأعراض الجانبية على الجميع، ولا تظهر بالدرجة نفسها، وتشير التجارب السريرية للقاح إلى أن الأعراض الجانبية تظهر على 10: 15% من المتطوعين، أما بالنسبة لمن يعانون حساسية مفرطة، فإن النسبة لحدوث تفاعلات مع اللقاح نحو اثنين إلى خمسة أفراد في كل مليون.

هذا يعني أن متوسط من يأخذون لقاح كوفيد-19 وتظهر عليهم استجابة سلبية خطيرة نحو 0.0005% (أو أقل)، وعادةً ما تحدث خلال الدقائق الثلاثين الأولى، كما أشار منصف السلاوي، كبير المستشارين العلميين لعملية الإصدار السريع للقاح في أمريكا.

لهذا، يُنصح من يعاني من أعراض حساسية مفرطة أن يظل في المستشفيات ومراكز التطعيم لأكثر من 30 دقيقة بعد تلقّي اللقاح، حيث يتم حقنهم بجرعات أدرينالين في حال حدوث تفاعلات سلبية، فيما يمكن أن يغادر البقية بعد 15 دقيقة فقط.

هل يمكن أن أُصاب بفيروس كوفيد-19 من اللقاح؟

سبب ظهور هذه الأعراض هو أن اللقاح يحفّز جهاز المناعة بشكل قوي، لنحصل على مستويات عالية من الحماية ضد العدوى، لكن هل هذا يعني أننا قد نصاب بكوفيد-19؟

نفى الدكتور بيتر هوتيز، أخصائي اللقاحات وعميد المدرسة الوطنية لطب المناطق الحارة بكلية بايلور الأمريكية للطب، أن تتسبب لقاحات كورونا المستخدمة حالياً في الإصابة بعدوى كوفيد-19، لأنها لا تحتوي على أي أجزاء من فيروس كورونا الحقيقي، كما شرح لموقع CNN الأمريكي.

هل الجرعات الثانية أسوأ من الأولى فعلاً؟

أبلغ بعض الأشخاص الذين حصلوا على لقاحات Pfizer/BioNTech أوModerna، عن ظهور أعراض جانبية بشكل أقوى بعد تلقّي الجرعات الثانية، لكن ليس هناك داعٍ للقلق فهذه علامة على أن اللقاحات تقوم بعملها على النحو المفترض.

فمع الجرعة الأولى، من المفترض أو يولّد جهاز المناعة استجابة كاملة. ينتج الجسد أجساماً مضادة، ويبدأ أيضاً في إنتاج خلايا مناعية تسمى الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة المستهدفة، وهذا يستغرق وقتاً.

ثم عندما تحصل على الجرعة الثانية، تتجمع تلك الخلايا مثل الجيش المستنسخ وتبدأ فوراً في تحفيز استجابة مناعية كبيرة جداً، وهي التي تتسبب في شعور من يحصل على اللقاح بالأعراض الجانبية.

إذ قال توماس جايسبرت، خبير التهديدات الفيروسية الناشئة بجامعة تكساس: “بعض اللقاحات تولّد استجابة كبيرة من جرعة واحدة، لكن الجرعة الثانية تولّد قوة دفاعية تدوم أطول”.

هل يمكنني إغفال الجرعة الثانية لتجنب الأعراض الجانبية الأقوى؟

ستخسر بذلك فرصة زيادة الحماية التي تحصل عليها، وستخاطر أيضاً بتقليص المدة الزمنية للحماية، ورغم أن جهازك المناعي يولّد استجابة من الجرعة الأولى بالفعل، فإن الجرعة الثانية ستجعل الحماية والمناعة أقوى وأطول.

هل يمكنني تناول الأدوية التي لا تحتاج وصفات طبية إذا ظهرت أعراض جانبية؟

نعم، ولكن هناك أدوية يجب تجنبها، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إذ كتب على موقعه الإلكتروني: “يمكنك تناول تلك الأدوية لتخفيف الأعراض الجانبية إلى ما بعد تلقّي اللقاح إذا لم يكن هناك أي أسباب طبية تمنع تناولك تلك الأدوية بالأساس. ولكن لا ننصح بأخذ الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية، مثل الأسبرين وإيبوبروفين وباراسيتامول، قبل اللقاح بغرض محاولة منح ظهور الأعراض الجانبية. من غير المعروف كيف يمكن أن تؤثر تلك الأدوية على طريقة عمل اللقاح”.

وأضافت التوصيات: “لكن إذا كنت تتناول تلك الأدوية بشكل منتظم لأسباب أخرى، فينبغي أن تستمر في تناولها قبل الحصول اللقاح بشكل طبيعي. ولا ينصح بتناول مضادات الهستامين قبل الحصول على لقاح كوفيد-19؛ لمحاولة منع تفاعلات الحساسية”.

متى أطلب المساعدة الطبية مع الأعراض الجانبية؟

في معظم الحالات، يكون الشعور بالألم والحمّى من العلامات الطبيعية التي تشير إلى توليد الجسم الحماية اللازمة من العدوى، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ولكن ينبغي أن تتواصل مع الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية إذا أصبحت الأعراض الجانبية مثيرة للقلق بالنسبة لك أو إذا لم تختفِ بعد بضعة أيام.

والشيء نفسه إذا أصبح الاحمرار أو الألم في موضع الحقن أسوأ بعد مرور 24 ساعة.هل سأحتاج إجازة من العمل للراحة بعد تلقّي اللقاح؟ليس بالضرورة، لكن بعض الأطباء ينصحون بالراحة في اليوم التالي لكل جرعة من جرعتي اللقاح، ومحاولة أن يكون جدول أعمالهم خفيفاً.لكن بعض الأشخاص قد يشعرون بأنهم ليسوا على ما يرام وقد يحتاجون إلى البقاء بالمنزل وعدم الذهاب إلى العمل في ذلك اليوم، وذلك في حالة شعورهم بالإرهاق أو الألم العام في الجسم أو حمّى مؤقتة.مع ظهور مثل تلك الأعراض الجانبية، هل يحتاج البالغون من الشباب الأصحاء إلى تلقّي اللقاح؟هناك كثير من الأسباب التي تجعل الشباب الأصحاء بحاجة إلى تلقّي لقاح كوفيد-19:السلالات الجديدة تصيب الشباب الأصغر بشكل أسوأ، إذ أصبحت سلالة فيروس كورونا المعروفة بالتحوّر B.1.1.7 أكثر انتشاراً، وعكس السلالة الأصلية، فإنها تؤثر على الشباب الأصغر بشكل أقوى.قد يعاني الشباب الأصغر من مضاعفات كوفيد-19 على المدى الطويل. برغم أن تلك الفئة أقل عرضة للوفاة نتيجة عدوى كوفيد-19، فإننا نشهد معاناة كثير من الأشخاص الأصحاء من مضاعفات كوفيد-19 لفترات طويلة.إذ يعاني كثيرون الإرهاق المزمن وألماً في الصدر وصعوبة بالتنفس وتشوّشاً ذهنياً لمدة تستمر شهوراً بعد العدوى، ووجدت دراسة أمريكية نقلتها شبكة CNN حديثاً، أن 30% من الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى كوفيد-19 لا يزالون يعانون من الأعراض حتى بعد مرور تسعة أشهر من العدوى.الشباب الأصغر ينقلون العدوى بسهولة، إذ تنتشر العدوى بشكل كبير بين الشباب الأصغر سناً، وهذا لأنهم المجموعة التي تتحرك بشكل أكبر وتتراخى في تطبيق الإجراءات الاحترازية.إذا لم يحصل عدد كافٍ من الأشخاص على اللقاح، فلن نصل أبداً إلى مناعة القطيع، التي تعود بعدها الحياة إلى طبيعتها.هل يستحق اللقاح أن نعاني من تلك الأعراض الجانبية؟يجيب أخصائي اللقاحات: “بكل تأكيد، تذكَّروا ما الذي نريد أن نحمي أنفسنا منه. إننا نحمي أنفسنا من مرض تسبب في وفاة أكثر من نصف مليون بأمريكا وحدها. لذا، أرى تلك الأعراض الجانبية ثمناً زهيداً مقابل الحماية”.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *