تطل علينا هذه الأيام الكثير من الندوات والمؤتمرات السياسية ، والتي تدعو لمشاركة الشباب في الحياة السياسية ، وتحاول بعض الاحزاب استقطاب مجموعات من الشباب للترويج لافكارهم وايدلوجياتهم ، فهذا له مردود طيب ، ودعوة كريمة للمشاركة الايجابية والفعالة .
ولكن ; هذه الدعوات هي دعوات موسمية تطل علينا كل فترة ، حتى تنتهي الفاعلية وتزول بعدها الاجتماعات والندوات ، حتى يعود الشباب إلى ما كانوا عليه .
الحقيقة على أرض الواقع أن الشباب يحتاج قبل هذا إلى التهيئة السياسية ، ويحتاج إلى مزيد من الوعي لكيفية خوض هذه التحديات ،والتدرج في التعلم حتى يصل للوعي الكامل لتحمل مثل هذه المسئوليات .
لقد رأينا نماذج للسياسة المجوفة التي خرجت علينا الفترة الماضية ، نماذج قفزت على الساحة السياسية استغلت قدراتها المادية لاختراق الواقع السياسى الحالي ، لكن كل المثقفون السياسيون الحقيقيون يجلسون على كراسي المتفرجين يستمتعون بالرؤية البعيدة للأحداث الجارية ، ينظرون إلى هؤلاء ولا يتدخلون ، البعض يرى ان هذا خطأ ، ولكن; رؤيتهم هى ان المناخ غير مناسب للدخول في مثل هذه المنافسة .
وأخيرا أرى أن بعض الشباب لديه من الكثير ليقدمه للشارع السياسي ، ولكن ينتظر الفرصة المناسبة والمناخ المناسب لإثبات قدراته الحقيقية .
ورسالة اخيرة للشباب الطامح للمنافسة السياسية لاتستعجل الامور تسلح بالهدوء ، مارس السياسية من أبوابها أولا ، لا تتسرع لنيل بعض الالقاب المؤقتة
حاول ان تصل الى ما تريده لكن بالتأني واكتساب الخبرات التي تجعلك تصل إلى مرادك ليهابك كل من في الشارع السياسي .
وتذكر دائما ” أن السياسي الناجح هو من يصل الى مراده ليكسب ثقة الجميع واحترام عقول أعدائه قبل محبيه ” .