Share Button

 

كتبت هدي العيسوي
قال المفكر حسن إسميك رئيس معهد السلام للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن معظم الشباب العربي يتعرضون لمواقف كثيرة قد تسبب لهم الشعور بالإحباط أو اليأس بدرجات تختلف باختلاف الرغبات والتوقعات، مشيرا إلى أن مصادر الإحباط قد تكون داخلية أو خارجية، ومن الطبيعي رؤية بعضهم يجنح إلى التّعبير عن يأسهم وإحباطهم وسخطهم على الواقع الذي يعيشونه بمواقف وتصرفات متهوّرة لا يقدّرون عواقبها.

ويتساءل إسميك، هل غدت هذه التصرفات هي اللغة الوحيدة عند الشباب لإيصال رسائلهم إلى المعنيين بغية انتباههم لمطالبهم ومشاكلهم التي على رأسها الفقر والبطالة؟ منوها بأن الإحباط حالة انفعالية غير سارة قوامها الشعور بالفشل وخيبة الأمل، وإدراك الفرد وجود عقبات وصعوبات في حياته تحول دون تحقيق أهدافه وطموحاته.

ولفت حسن إسميك، إلى أن مارتن لوثر كينغ: يقول “هناك طريقة واحدة للفشل الحقيقي وهي أن تستسلم للإحباط”، نعم نحن ندرك أن شبابنا يواجه صعوبات في تحقيق أهدافه، وربما يفشل البعض في الوصول إلى غاياتهم ولكن ذلك يجب ألا يدفعهم للوصول إلى حالة اليأس؛ بل عليهم أن يواجهوا هذه الاخفاقات ويعملوا على اكتشاف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تعثرهم في تحقيق أهدافهم، فنحن لا نريد منهم أن يستسلموا، بل نريد أن يقاوموا هذا الإحباط بكل الوسائل وبشتى الطرق.

كما تساءل إسميك: هل يدرك شبابنا كيف يواجهون الإحباط والفشل؟ مجيبا بأنه لا بد من اتباع طريقة عقلانية في مواجهة هذا الخطر القاتل؛ وذلك بتوجيههم إلى التكيف والتوافق مع الحدث ونتائجه مهما كانت مؤثرة، ففي محاولاتهم للتكيف هم في الحقيقة يواجهون كل الضغوطات الداخلية والخارجية، لذلك فالمطلوب أن يتحول هذا التكيف إلى تحدٍ حقيقي للإحباط، وشبابنا بحاجة إلى الحكمة في التعامل معه وربما يكون الفشل أحياناً أقوى دافع للنهوض من جديد ولتحقيق الطموح، فإذا لم ينجح شبابنا في تحقيق توازن نفسي إزاء هذه المشاكل فحتماً سيعانون من ضغوط كبيرة ستؤثر في سلوكهم.

تابع: “ليكن الفشل لشبابنا معلماً لهم وليس مقبرة لطموحاتهم، فالمطلوب أن يدركوا أن الإخفاق ما هو إلا بداية لطريق جديد وليس نهاية المشوار؛ لأنه فترة مؤقتة وليس نهاية المطاف، ومن الأفضل لهم أن يعاودوا المحاولات حتى لا يسيطر عليهم الإحباط، فالحياة سلسلة من التجارب والخبرات التي يجب أن تجعل منهم أكثر قوة وصلابة.

وشدد إسميك، على أنه لا ينكر أن للاحباط آثارًا نفسية سلبية على بعض الشباب كالشعور بالغم واللامبالاة والضيق، وقد تصل إلى العدوان على الذات أو الآخرين لدى فئة منهم، مضيفا: “أؤمن بأن شبابنا العربي شباب متفهم ولديه وعي ديني واجتماعي، وبوجود هذا التكاتف والتلاحم بين شرائحه، وبوجود برامج من قبل حكوماتنا لرعاية الشباب وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتلبية احتياجاتهم وتأمين فرص عمل لهم، وكذلك العمل على تأهيلهم ليتمكنوا من القضاء على الفراغ في حياتهم؛ فإنهم سيكونون قادرين على الالتحاق بسوق العمل، ومن الضروري توفير بعثات لهم للدراسة في الخارج وطرح مشاريع خاصة بهم، وتوفير سبل الترفيه الرياضية أو السياحية أو الثقافية؛ لتكون عاملاً مؤثراً في صقل شخصيتهم وحافزاً لإقبالهم على الحياة بشكل إيجابي”.

أضاف أن العوامل التي أدت إلى شعور بعض شبابنا بالإحباط من فئات العاطلين من العمل أو أصحاب الاحتياجات الخاصة وأصحاب المهن والوظائف ذات الدخل المحدود، كثيرة إلا أنه يمكن تجاوز هذه المشاعر بالاجتهاد والإرادة والتحلي بالصبر والسعي الدائم لتحقيق الأفضل، ومهما واجه شبابنا من عقبات فهم قادرون على تحويل الفشل إلى إنجاز يشار إليه بالبنان.

ونوه بأنه قد قيل أن “الفشل هو الفرصة الجديدة لتبدأ مرة ثانية بذكاء أفضل”؛ لذا فرسالتي للشباب هي: “كن إيجابياً” واجعل تفكيرك إيجابياً، واجعل عقلك يميل إلى تقبل الأفكار والكلمات التي تحوّل المشاعر السلبية إلى إيجابية، فهي تبسط كل معادلة صعبة أو معقدة، والتزم دائماً التفكير الواعي للمستجدات وتدارك الأخطاء.

وأكد إسميك، على أنه من المهم الانتباه لضرورة تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات الإيجابية الكامنة في أعماق شبابنا والتي ستؤكد لهم أن الحياة مستمرة ولا تقف عند تجربة واحدة؛ طوروا من أنفسكم أيها الشباب، ولا تضغطوا كثيراً على أنفسكم، فإرادتكم هي من ستغير حياتكم، وبها ستخرجون من أي مأزق يواجهكم، وثقوا دائماً بأن بداية تحقيق أي هدف هو الحلم به، لهذا اجعلوا أحلامكم تملأ حياتكم، وتذكروا دائماً أن الخطوة الأولى لتحقيق الحلم هي الاستيقاظ والشروع في العمل.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *