Share Button

بقلم المستشار الدكتور / السيد أبو عيطة
متابعة الإعلامية / لطيفة القاضى
كيف تم إغتيال المرأة ؟؟ وما هى مراحل هذا الإغتيال وأشكاله ؟؟ وما هو موقف الأديان ووضع المرأة قبل ظهور الإسلام كنهاية للأديان السماوية ؟؟
(1) الإغتيال اللغوى والثقافى للمرأة : إن عملية الكتابة تعبير أنثوى ، لا تبرح مفهومها اللغوى ، وحضورها الأنثوى لا يفارق الإشتقاقات اللغوية التى تدور مع المصدر المؤنث للفعل كتب وجوداً وعدماً متلازمين أياً كان شكل أو أسلوب أو مسمى المضمون الكتابى ، رسالة ، قصيدة ، بحث ، نص ، أو غير ذلك.
فالمعنى الأول متضمن فى تحديد إبن منظور ولسانه للصيغة المصدرية من الفعل كتب بأنها دالة على الكنية ، والمعنى الثانى لا يبتعد عن مدلول الوعاء أو القربة التى تملأ أو تخاط ، وذلك من حرص الفاعل على صيانة مفعوله ، والمعنى الثالث قرين الكنية ومفاده السير التى نضبط بها القربة حتى لا ينسكب منها الماء بمعنى الإحكام من الداخل والخارج .
فهذه المعانى اللغوية علامة على وضع قمعى يمارس فيه الفاعل فعلته على مفعوله ، وهذا الأخير يلزم عليه الإنصياع لفاعله ، فهنا معنى الإنصياع والخضوع والخنوع والطاعة على نحو يشبه استجابة المحكوم لحاكمه والمملوك لمالكه والعبد لسيده والخادم لمخدومه ، والتابع لمتبوعه ، وهذه شنشنة تدعمها ترابطاتها الدلالية أبنية التقاليد الإجتماعية الموروثة على مستوى الوعى الإمبريقى عن الثقافة التى استبدلت الزوج بالحاكم المستبد المطلق والمرأة بالمحكوم المغلوب على أمره أو المسجون بالسجان .
وكم يبدو أن التحيز الذكورى الذى انطوت عليه اللغة طيلة تاريخها الإجتماعى هو الذى دفعها الى إسقاط المعنى الإغتيالى الأنثوى على مصطلح الكتابة ، ومعنى الذكورة المتعالى على الكاتب أو المؤلف ، لذلك لا تفارق ذكورة الكاتب صفة الفاعلية ولا صفة المفعولية لأنوثة الكتابة فى مدلولاتها اللغوية ، وتؤكد تمام الإرادة التى لا إرادة لها ، فالكاتب هو الفاعل الوحيد فى مادة لا إرادة لها بل مفعول بها دائماً (1) .
ولا يتوقف الأمر على هذا التعارض ، حيث التراتب القمعى ضارب أطنابه ، وآية ذلك ما تؤكده مفردات اللغة فى التعبير عن الأنثى فى الكتابة بالعقم فى حالة التسطح وبالخصوبة فى حالة المديح وعن الكاتب بالذكورة فى حالة النضج بالفحل وبالعقم فى حالة الفشل .
وأحسب أن اللغة حية استعارت رمزيات الجنس ضمن تعبيراتها المجازية للدلالة عن تميز المبدعين بعضهم بالقياس إلى بعض، بدأت بالشعر لأنه الأصل ولأنه الأول فى الإبداع الشفاهى والأقدم من الإبداع الكتابى ، فتحدثت عن فحولة الشعراء تميزاً لهم عن من هم دونهم فى التعدد والآداء والفلسفة والنظم .
والحقيقة أن المغزى الدلالى الذى تتضمنه العلاقة بين القصيدة والمرأة فى الحكاية التعليلية لتسمية علقمة بالفحل ، وهى حكاية مصدرها ثقافة شفاهية بادية القسمات يؤكد المغزى الدلالى الأوسع الذى تضمنته العلاقة بين القصيدة والأنثى بوجه عام فى التقاليد الأدبية التى تنطقها الإشعارات المتكررة فى الشعر القديم وهى تقاليد متوارثة فى كل ما وصف به الشعراء الفحول علاقاتهم بالشعر عموماً أو علاقاتهم بالقصيدة خصوصاً ، حيث ظلت العلاقة التى تربط الشعراء بالقصيدة على مستوى وصف الشاعر لنفسه رمزياً آخر للعلاقة بين الذكر والأنثى .
وفى التراث اللغوى والثقافى نشاهد أيضاً عمليات الإغتيال المقصودة للأنثى ، ففى الليلة الرابعة بعد الثلاثية من ليالى الأنس والإمتاع والمؤانسة ، قال الوزير أن الله قد شرّف الإناث بتقديم ذكرهن على الذكور ﴿ يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً واناثاً ويجعل من يشاء عقيماً ﴾ فقال أبو حيان للوزير لكن الله قدّم الإناث ونكرهم وآخّر الذكور وعرّفهم ثم قدّم بعد ذلك الذكور فى قوله ﴿ أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ﴾ .
ولقد زاد من حدة هذا التراتب القمعى أسطورة الغواية الأبدية التى لازمت المرأة فى أكثر عصور التاريخ الإنسانى ، وهى أسطورة قرنت الحضور الأنثوى بالشر المتأصل فى الكون وحصرت مكانة المرأة بوصفها نقيضاً للرجل فى صفات الكمال ، ولم يكن غريباً أن تحفظ المهديات التى توارثها أمثال التوحيدى والكلبى الذى قرن الحضور المطلق للمرأة بالشر المتأصل فى جوهر وجودها وما ذهب اليه أرسطو من أن الأنثى أنثى بسبب ما يعتريها من نقائص وانتصر للمبدأ الذكورى على الإناث فى بعض مسرحياته ، فاستلهمت تقاليد التراتب القمعى التى تدنت بالأنثى مقابل الذكر وأنزلتها منزلة الأفعى التى أخرجت آدم وذريته من الجنة ووصمتها بالعار الأبدى ، وهو العار الذى تتوارثه كل أنثى لاحقة مهما علا شأنها عن كل أنثى سابقة عليها مهما حط من شأنها وتجرى بها مجرى الدم وتتوارثها كما تتوارث السم الأفعى من الأصلة .
ها هو نيتشه فيلسوف العدمية والإلحاد ، يدعم الإغتيال الثقافى واللغوى للأنثى فهو يرى أن الأنثى هى التى تكسّر وتمزق إذا ما أحبت .. يالهن كواسر صغيرات خفية … إن إمرأة تلاحق رغبتها فى الإنتقام ستدهس القدر نفسه فى طريقها بأقدامها . إن المرأة أكثر خبثاً من الرجل وأكثر حيلة ﴿ إن كيدكن عظيم ﴾ فالطيبة عُد شكلاً من أشكال الإنحطاط لدى الأنثى … إن صراع المرأة من أجل الفوز بالمساواة فى الحقوق مع الرجل يعتبر مرض عرضى ، فالمرأة كلما كانت أكثر أنوثة إلا وانتهكت بقدميها ويديها جميع أنواع النظم والقوانين والأعراف والتقاليد ، إن القاعدة الأساسية للتعامل بين الرجال والنساء هو الحرب لا السلام .. فلا سلام مع الأنثى ، فالحب آداة للإنتصار فى الحرب التى تشنها المرأة ضد الرجل ، فالمرأة تعشق الأطفال والأمومة هى الواقع والرجل هو الوسيلة للأطفال ، فتحرير المرأة فى رأى نيتشه هو وسيلة ضعف المرأة الفاشلة فى الإنجاب ، وفى عالم الأنثى الخالدة فإن الفاشلات هن المتحررات الفوضويات .. كما أن أى دعوة لإقامة حياة عفيفة فاضلة شىء مخالف لقواعدو قوانين الطبيعة وأن أى إزدراء للأخلاق الجنسية أو ضد انتشار الإباحة الجنسية يعد أمراً غاية فى الشذوذ (2) .
ويستمر الإغتيال اللغوى والثقافى للأنثى بمقولات لا أساس لها من الصحة ، فهل يجوز للأنثى أن تنزل منزلة الذكر فى الإبداع ، لقد ذهب الرازى الى أن الذكر أكمل من الأنثى وهو متقدم عليها . وروى عن على بن أبى طالب إمام أهل الشيعة أن النساء نواقص الإيمان .. نواقص العقل ، وهو كلام لا أساس له من الشرع فى شىء ، ويخالف ما جاء فى كتاب الله ، وأنا لا أتصور أن على بن أبى طالب يقول مثل هذا الكلام . وعلى هذا النحو كانت ولا تزال تمضى العقول فى بلادنا ومجتمعاتنا ، عقول أفقدها التعصب الذكورى الأعمى القدرة النقدية على مراجعة مسلماتها التى انطوت عليها الأبنية القمعية للثقافة الذكورية المستبدة ، هذه الأبنية قد أبانت عن نفسها تراثياً إبانة مباشرة بوسائل عدوانية سافرة هدفها الحفاظ على سطوة الرجل بوصفه الحاكم المسيطر أسرياً وإجتماعياً ، متسلحة بآليات مختلفة من التأويل الإعتقادى حفاظاً على تراتب البناء الإجتماعى من ناحية وثبات علاقات الثقافة البطريركية من ناحية ثانية (3) .
وذلك على الرغم من اقتسام المرأة مجالات اللغة والفكر والثقافة والأدب ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ما جاء من ذكرهن فى كتاب الأغانى لأبى فرج الأصفهانى أو أشعار النساء للمرزيانى أو بلاغات النساء لتيمور ، أو ما ذكره إبن حبيب فى كتاب أدب النساء ، أو رضا سحالة فى موسوعة أعلام النساء ، أو لويس شيحو عن شاعرات النساء أو حنفى ناصف فى بلاغة النساء ، وكذلك زينب فواز عن الدر المنثور فى طبقات ربات الخدور .
وهكذا تم صرف فعل الكتابة للذكر فقط دون الأنثى ، فهذه الأخيرة لا تمتلك بفتح التاء ولكن تُمتلك بضم التاء ، هكذا ذهب أبو بكر الصولى 335هـ فى بحثه أدب الكتاب الى درجة نفيه لإمكانية الحضور النسائى فى مجال الكتابة ، ويتأكد نفس هذا المغزى لدى القلقشندى سنة 82هـ ، حيث جمع شروط الكاتب ومنها الذكورة ولم يذكر من بينها الإناث فى شىء ، وما بين الهوية الإجتماعية والدينية والجنسية ، تتراصف أنواع من التميز الذى ينم عن التراتب البطريركى للثقافة التى ينطقها القلقشندى ، خاصة ما تقوم به من إعلاء للعربى على غير العربى والمسلم على غير المسلم والذكر على الأنثى والحر على العبد والكبير على الصغير .
وإنى لأتعجب من هؤلاء الذين يُحرّمون على المرأة التعلم والقراءة والكتابة استناداً الى أحاديث وروايات ما أنزل الله بها من سلطان وتخالف القرآن وصحيح السنة وما نُسب الى إبن عباس من حديث فى هذا النهى لا يمكن أن يطمئن اليه قلب أو عقل ، وكيف نأخذ عن ابن عباس ونترك ما جاء فى كتاب الله وصحيح السنة من أن العلم (قراءة وكتابة) فريضة على كل مسلم ومسلمة رجالاً ونساءاً و هم ورثة الأنبياء .
وإنى لأتعجب أيضاً من أن الكتابة التى أصبحت العلم المحيط للكون اكتسبت المعنى الرمزى لشجرة المعرفة المحرمة التى كان على الإنسان أن يقطف ثمارها مقترفاً الفعل الذى اقترفه آدم حين سرق نور المعرفة من الرب الذى حرمها عليه فاستحق العقاب الذى خرج به من جنة الطبيعة الى جحيم الثقافة لكنه الخروج الذى لم يفارق معنى المعصية التى اقترنت فيها المرأة بالأفعى الغاوية ، داخل سياقات الهيمنة الذكورية ، فأصبحت المرأة هى الأفعى والأفعى هى المرأة فى تعاقب الشر الذى تنقله المرأة عن المرأة كما تنقل الأفعى السم عن الأصلة ، فيندفع هؤلاء المتعصبين للمجتمع المستبد الى تكرار نغمة التحذير التى تقول لا تعلموهن الكتابة .
إن شهرزاد (4) التى تصدت لشهريار وقد أخذت على عاتقها تحرير بنات جنسها من بطشه ، بعد أن قررت أن تكون فداءً لبنات العرب وسبباً لخلاصهن هى الأنموذج الأنثوى الجديد الذى يواجه النموذج الذكرى القديم ، ويستبدل بصورة المرأة الخائنة صورة المرأة الهاوية وبالغريزة المظلمة بالعقل المستنير وبالفحولة التى تعتمد على الوجود العضلى بالحكمة التى تعتمد على الحضور الفكرى وباللسان الذى لا يبقى من صراخه شيئاً بالقلم الذى يتولى تدوين كل شىء .
وهذا الحضور التفاعلى هو ما غمرت به شهرزاد الأنثى شهريار الذكر بواسطة علاقات السرد الذى تدخله سفر النشأة والتكوين ، فيخرج كائناً جديداً متوهجاً بالمعرفة متوجاً بالحكمة ، بعد أن عانى طقس التحول الذى عاناه غيره من أبطال الحكايات التى يسمعها فيتحول من فحل الى إنسان ومن شهوة الغريزة القاتلة الى نشوة الجنس التى تؤدى الى الحياة فى ابداعاتها الخلاقة ، ولم تصل شهرزاد الى هذه النتيجة إلا لأنها قامت بدور العقل الذى يتصدى للعنف العارى ، والحكمة التى تروض الفحولة الباطشة فتنتزع عنها براثنها المؤذية وتنقلها من مستوى الضرورة الحيوانية إلى آفاق الحرية الإنسانية .
(2) الإغتيال التاريخى للمرأة : لقد ظهرت فكرة مؤسسة الحريم الملكى متوازنة تماماً مع النظام الإدارى الملكى منذ فجر التاريخ الفرعونى ، فكلمة إيسيبت نوت أى بيت الملكة وهو أيضاً نفس المكان الذى تقيم فيه الزوجات الثانويات وهن زينة الملك أى المسئوولين عن إمتاع الفرعون فقط بالرقص والجنس .
غير أنه تجدر الإشارة إلى أن لهذه المؤسسة (تاج الحريم) لها إدارتها الخاصة وموظفيها فهى أعلى درجة من التنظيم ، ومهمة الحريم التى كانت تسيطر عليها الزوجة الملكية كانت تتركز فى استقبال الأميرات اللاتى يتزوجن الفرعون بمسميات مختلفة ، حيث كن يأتين ومعهن حاشيتهن وأقاربهن ويقمن فى أى مسكن أُعد لهن فتكونت بذلك منطقة سكنية كبيرة مخصصة لهن ، وكانت زوجة إله مصر حتشبسوت تشرف على هذه الإدارة فى إبان فترة وجودها كزوجة لإله مصر الفرعونية ، وبذلك أصبح الحريم بمثابة المركز الرئيسى لإدارة شئون زواج الفرعون وأحياناً قد يصل عددهن إلى ألف زوجة . وقد رُوى فى الأثر أن سليمان نبى الله كان قد تزوج بألف إمرأة إبان فترة ملكه ، وهو رقم ربما مبالغ فيه وغير واقعى أو حتى منطقى اللهم إلا إذا كان يتزوج كل يوم إمرأة ثم يتركها .
وتعتبر هذه مرحلة أو مظهراً من مظاهر إغتيال المرأة تاريخياً ، فلقد كان فى مصر الفرعونية حريم الشمال وحريم الجنوب وحريم التاج وحريم منف وحريم طيبة وحريم تل العمارنة وحريم أبو غراب بالفيوم حيث كن أكثر النساء شهرة فى الجمال والجنس نظراً للطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة حيث بحيرة قارون ووادى الريان فكان فراعنة مصر وما أكثرهم كانوا يلهون ويلعبون مع هؤلاء النسوة ويقضون أوقات فراغهم معهن بأشكال شتى من اللهو والدلال والجنس .
غير انه يمكن إقامة علاقة تلازمية بين إغتيال المرأة تاريخياً وشكل وجوهر النظام السياسى الحاكم للدولة ، فكلما كان النظام السياسى القائم نظاماً ديمقراطياً لم يكن هناك ثمة إغتيال للأنثى وكلما كان هذا النظام مستبداً كنا بصدد عملية إغتيال شاملة للأنثى .
ونفس عملية الإغتيال هذه التى تمت لدى الفراعنة ، تمت أيضاً لدى الرومان واليونان فى أوروبا فى عصور الظلام وسيادة الفكر الكنسى وسيطرة الكنيسة الكاثوليكية والبابا على مقاليد المسيحية إبان صكوك الغفران ومحاكم التفتيش الدينية (5) .
ونستكمل قصة الإغتيال التاريخى للمرأة فنقول أن علاقات الأنثى بالرجل كانت متروكة الى الصدفة مثل الأنعام بل هم أضل سبيلاً ، فكانت إذا ولدت الأنثى ترك الولد حتى سن البلوغ ويجتمع كل من عاشر المرأة خلال تلك الفترة التى سبقت حملها وينسبون الولد إلى من هو أقرب شبهاً له فيصير أبوه بالشبه ، وهذه العادة السيئة كانت موغلة فى القدم لدى الجرمان ولدى العرب فى جاهليتهم قبل ظهور الإسلام .
وربما تمتعت المرأة فى تلك الأيام البهيمية بشىء من الشجاعة والإستقلال الإقتصادى ، حيث لا رابط بينها وبين الرجل سوى المعاشرة خارج إطار الشرعية والشريعة ، ومع بداية معرفة الإنسان الرعى و الزراعة وتكوّن بعض القواعد العرفية الإجتماعية فى اطار العلاقات الإجتماعية والأسرية القبلية والعشائرية بدأ يتقلص إستقلال المرأة وحريتها وبدأ خضوعها للرجال سواء أكان أباً أو أخاً أكبر أو زوجاً أو شيخاً للقبيلة أو العشيرة ، ومن نتائج هذه الحالة الإجتماعية والسياسية والقانونية أن لا ترث المرأة ولا تملك ويتزوج الرجل كيفما شاء دون ضوابط من الشرع والنظام .
غير أنه مع نشأة الدولة القومية بدأت تظهر للمرأة حقوق وواجبات ومسئوليات تجاه نفسها ومجتمعها وأسرتها ، غير أن الدولة العتيقة لم تعطى للمرأة كامل حقوقها الطبيعية ، فالأنثى فى الهند كانت مجردة من شخصيتها الطبيعية ، وفى اليونان قضى عليهن بالحجاب التام ، ولا يخرجن من بيوتهن إلا عند الضرورة ، أما لدى الرومان فكانت الأنثى فى حكم القاصر و تحتاج الوصاية والقوامة والولاية ، أما فى أوروبا فى عصر الظلام والإقطاع الأوروبى فأنكرت الكنيسة روح المرأة خلوداً واعتبروها دون تلك المرتبة واضطهدت المرأة البروتستانتية من جانب الكنيسة الكاثوليكية ، وتم إغتيال وقتل وإبادة الآلاف من النساء والفتيات بحكم الدفاع عن المسيح وبحكم تكفيرهن وبحكم الهرطقة والتمرد وهن منها براء ، فالطائفة البروتستانتية والأنجليكانية طائفة موحدة بالله تؤمن بوحدانية الله وبشرية عيسى بن مريم وأنه لم يُصلب ولم يُقتل ولكن توفى ورُفعت روحه الى خالقها (6) .
وكانت الأنثى وربما لا تزال غير أهل للشهادة فى العقود أو الوصاية أو القوامة أو الولاية أو الوكالة أو الإنابة على كل شىء ولا أن تكون حاكماً أو قاضياً أو محكماً أو من أهل الخبرة ، وفى سويسرا وبعض البلدان أن شهادة إمرأتين تساوى شهادة رجل واحد ، ولا تزال هذه القواعد مطبقة فى بعض بلدان أوروبا وغيرها من دول العالم و ذلك امتداداً للحكم الإستبدادى ، فهذا الضرب من ضروب نظم الحكم يؤدى إلى إعمال هذه القواعد ، ولا تزال هذه القواعد وتلك النظم من أنظمة الحكم معمول بها فى بلاد الشرق والصين والهند والعرب والترك والعجم ، فلم ولن تتغير منذ آلاف السنين وإلى آلاف السنين القادمة ، فثمة تلازم إذاً بين الإستبداد والإغتيال الأنثوى ، ففى البلاد الشرقية العربية مثلاً نجد أن الأنثى فى رق الرجل وهذا الأخير فى رق الحكم والحاكم.
غير أنه مع دخول الإنسان العصر الحديث والنهضة البشرية والإنفتاح العالمى بدأت هذه الأمور تتغير رويداً رويداً خلال المائتى عام الماضية ، فلقد مُنحت المرأة الأمريكية فى جميع الولايات المتحدة الأمريكية حظاً عظيماً من الحقوق العمومية ، فلها أن تحترف بمهنة المحاماة وتترافع أمام جميع المحاكم ولها أن تجلس على منصة القضاء أيضاً ، فيوجد نساء قضاه فى ولايات كانساس وكولومبيا وعُينت بعض النسوة فى منصب النائب العام ووزارة الخارجية والداخلية والدفاع أيضاً ، أما عدد النساء المشتغلات بتحرير العقود الرسمية والنساء القسيسات والمهندسات ورؤساء الصحف فلا يعد ولا يحصى.
ويكفى لبيان ارتقاء شأن المرأة الأمريكية أن نعرف أن النساء المحترفات فى العلوم والأدبيات سنة 1980 قد بلغ عددهن 75٪ وفى التجارة 63٪ والصناعة 62٪ ، فإذا تركنا الولايات المتحدة الأمريكية وذهبنا الى المملكة المتحدة وجدنا أن المشتغلات بالعلوم والصنائع لا يقل عن تلك التى فى الولايات المتحدة فى ذلك الحين ، وللأنثى الإنجليزية حق الإنتخاب فى المجالس وفى مجتمعات المعارف والجمعيات الخيرية ، ولم يفت النساء التمتع بهذه الحقوق حتى فى المستعمرات الإنجليزية السابقة فى ذلك الحين مثل كندا وأستراليا .
أما مسألة منح المرأة الحقوق السياسية آنذاك فقامت بعض النساء بتقديم طلب لمجلس النواب سنة 1766م ووقّع عليه 600 ألف إمرأة ودافع جون ستيوارت مل عن هذه الحقوق السياسية ووافق على الطلب ثمانين فى المائة من الأعضاء وتم تمريره بالموافقة عام 1797م .
وأحوال النساء فى أوروبا وفرنسا لم تختلف فى ذلك الحين عن الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة ، أما روسيا القيصرية فكانت متأثرة بالشرق فى البداية فعاش نساؤها من النساء من الطبقة العالية والمتوسطة محجبات ، سجينات البيوت ، محرومات من العلم والتعلم والعمل والإرتزاق ، ليس لهن أية حقوق فى أى شىء إلا ما يسمح به الزوج أو الراعى أو النظام الفاشى ، ولم يتغير هذا الوضع الإغتيالى فى روسيا إلا فى سنة 1726م حيث صدر أمر عال من بطرس الأكبر بالغاء الحجاب ، ثم تولت بعده الإمبراطورة كاترين فتممت هذا العمل منذ سنة 1762م حتى سنة 1797م بتأسيس المدارس للبنات الروسيات ، ثم انتشرت بعد ذلك الحريات للنساء رويداً رويداً إلى يومنا هذا . هذا هو مجمل تاريخ حياة المرأة الإغتيالى حتى بداية العصر الرقمى والألفية الثالثة من حياة الأمم والشعوب والذى يمكن ايجازه فى السطور القادمة .
لقد عاشت المرأة حرة طليقة فى عصرها الذهبى الأول مع الطبيعة فى بداية الخليقة ، حيث كانت البشرية فى بداية مهدها ، ثم بعد تكوين المجتمع العشائرى والقبلى دخلت عصر الإستعباد ورحلة الإغتيال التاريخى ، ثم أنه لما قامت البشرية على طريق المدنية والتحضر تغيرت صورة هذا الرق واعترف للمرأة بشىء من هذا الحق ، غير أنها خضعت لإستبداد الرجل الذى مارس عملية الإغتيال للأنثى فى منزله وأكملت الدولة المستبدة هذا الإغتيال حيناً من الدهر ، ثم لما قامت ونهضت البشرية على أساس من العلم والحضارة والمدنية اقتربت المرأة رويداً رويداً من الإستحقاق الآدمى ونالت قسطاً وافراً من حقوقها .
ولم يزل حتى الآن فى بلاد الشرق والغرب على حد سواء الجدل حول أحقية المرأة فى المساواة التامة بالرجل ، فالبعض يرى الإكتفاء بما وصلت اليه المرأة فى هذا المجال حتى الآن ولا ينبغى التوسع أكثر من ذلك . وفريق آخر من الشراح ونحن منهم نرى ضرورة المساواة التامة بين الجنسين مع الإحتفاظ ومراعاة طبيعة كل جنس منهما ، فالمساواة لا تعنى المساواة الحسابية ولكن المساواة تعنى عدالة التوزيع كل حسب عمله ، حسب جهده ، حسب خبراته وامكاناته ، فهذا هو المعيار الأمثل لعدالة التوزيع .
ونحن نرى أن المتتبع للتطور التاريخى فى هذا المجال يعلم علم اليقين أن المرأة عبر الزمان والمكان كانت ولا تزال تقوم بوظيفتها الطبيعية الأسرية والإجتماعية وأيضاً تجاه وطنها وأمتها ودينها خير قيام ، وأنها دوماً على استعداد لذلك بضروب من التهيأ وضروب من الكمال ، وأنها ما تزال تترقى فى سلم الكمال والنشوء والإرتقاء حتى يأتى يوماً ما وتولد المرأة الكاملة التى بمقدورها أن تحكم العالم .
فالقول بلزوم بقاء الأنثى على حالة واحدة لا تتغير ولا تتبدل يعد خروجاً على قوانين الطبيعة فى التطور والنشوء والإرتقاء ، فعلينا أن ننظر الى المرأة كما قلنا على أساس كونها إنساناً كالرجل لا تختلف عنه سوى فى طبيعة الأدوار الحياتية فقط ، ولها ما للرجال من حقوق وواجبات وحريات عامة .
(3) الإغتيال الحضارى للمرأة: لقد كانت قضية المرأة ومركزها القانونى والإجتماعى والسياسى والعائلى يسودها عدم الوضوح والظلم فكانت موضع إمتهان واستبداد سواء فى المجتمع اليونانى أو الرومانى أو العربى ولم يكن لها أى حق فى اختيار زوجها ، حيث كان وليها هو المسيطر عليها مثلها فى ذلك مثل أى سلعة تباع وتشترى (7) .
وكانوا فى الجاهلية قبل الإسلام يعتبرون المرأة أو الزوجة تحديداً المتوفى عنها زوجها ضمن الميراث تنتقل معه الى أقارب وورثة الزوج المتوفى فيتزوجها من يشاء من هؤلاء الورثة ، فلما جاء الإسلام ألغى نظام وراثة النساء كما تورث التركة وأعطى للمرأة حقها كاملاً فى أن تفعل بنفسها ما تشاء وفقاً للشريعة بعد انقضاء عدتها ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن فى أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير ﴾ الآية 234 من سورة البقرة ، كما نهى الإسلام الرجال من أولياء النساء عضلهن (أى الحيلولة دون زواجهن) وضرورة العمل على ارضائهن لأن الزواج عقد رضائى لا يتم إلا بموافقة الطرفين معاً ، وفى ذلك يقرر القرآن الكريم ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ﴾ الآية 59 من سورة النساء ، كما نهى الإسلام عن نكاح حلائل الآباء فى قوله تعالى ” ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف أنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً ” الآية 22 من سورة النساء .
كذلك كان الطلاق قبل الإسلام دون حدود أو دون ضوابط ثم جاء الإسلام ليحدد ويضبط هذا الموضوع ، ويقرر بوضوح : أن الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ﴿الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان﴾ سورة البقرة الآية 229 ، وفى الميراث كانت المرأة لا ترث ثم جاء الإسلام وأعطاها حقها .
وكان الإعتقاد الخاطىء أن حواء هى سبب خروج آدم وذريته من الجنة وأنها عوقبت بالحمل والولادة ، وهذا وهم لا أساس له من العقل أو النقل وأن الصواب أن الشيطان وسوس لآدم ولحواء معاً فى وقت واحد ، فكانت المعصية التى عوقب بها الإنسان وخروجه من الجنة لكنها فى النهاية إرادة الله حتى يكون هناك بعث وحساب وعقاب وثواب ، وإلا لما كان هناك آخره ولا بعث حيث لم يكن هناك حساب ولا عقاب ولا جنة ولا نار ، وهذه هى إرادة الله التى تحققت بأفعال عباده من الإنس والجن (8) .
وإمتداداً لمسلسل إغتيال المرأة تاريخياً وحضارياً وفكرياً وتحميلها وزر الخطيئة والصلب والتعذيب ، لم يكن غريباً أن انعقدت بعض المجامع الكنسية المسيحية المتطرفة لتسأل هل المرأة إنسان وله روح وهل هى خالدة وتدخل الجنة ؟؟ تساؤلات غاية فى التخلف والتطرف ، وقرروا دون رحمة أن المرأة حيوان قذر لا روح لها ولا تخلد ولن تشم رائحة الجنة ، وهى أحكام ظالمة وقاسية لا أساس لها من الشرع وتخالف جميع الأديان السماوية ، وللأسف حُرفت الديانة المسيحية ومن قبلها اليهودية فى هذا الميدان وآتوا بنصوص لا يمكن أن تكون صحيحة ، ثم جاء الإسلام ليبرىء ساحة المرأة فى هذا الميدان الهام ، فقرر أن نفس الإنسان واحدة سواء ذكراً أو أنثى ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ﴾ سورة النساء .
كما ندد الإسـلام بظاهرة قتل البنات بعد ولادتهن ، وهى العادة السيئة التى كانت منتشرة لدى عرب الجاهلية ﴿وإذا المؤودة سئلت بأى ذنب قتلت﴾ سورة التكوير الآيتان 8-9 . وما كان أن تثبت كرامة المرأة فى البيئة الجاهلية أبداً لولا نزول الآيات القرآنية التى نهت عن كل هذه الأفعال وكرمت المرأة وأعلت من قدرها ، وهكذا ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى فى حق الحياة وحرّم التعدى على هذا الحق ، ﴿وأن من قتل نفساً بغير نفس أو فساداً فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ﴾ . ولقد روى أبو هريرة أن رسول الله  قال : « من كان له ثلاث بنات فعلمهن وكفلهن دخل الجنة ، قلنا وإن إثنتين ؟ قال : وإن اثنتين ، قلنا : وواحدة ؟ قال : وواحدة ».
هذا ولقد رسم القرآن الكريم الخطوط العامة المشتركة بين الذكر والأنثى دون تفرقة بين المرأة والرجل ، فالإثنان يقفان على مسافة واحدة من الفكر والسلوك والحركة والأفعال والأقوال والمعتقدات والحقوق والحريات والمسئوليات بشتى صنوفها ﴿إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ﴾ سورة الأحزاب – الآية 35 ، وهناك نماذج عديدة للنساء اللاتى بلغن مبلغ الرجال بل أكثر من ذلك من أمثال إمرأة عمران والسيدة العذراء مريم عليها السلام وإمرأة فرعون السيدة آسيا المصرية وزوجات الرسول  والسيدة فاطمة بنت الرسول  .
ولقد لاحظ المستشرق الإنجليزى الشهير برنارد لويس رغم صهيونيته المعروف بها وعنصريته المسلم بها عنه أن النساء من أهم الفئات التى حُرمت من مبدأ المساواة الذى أهم ما يميز الإسلام عن سائر الديانات والنظم الأخرى .
فالنضال فى سبيل حقوق المرأة كان من أصعب النضالات فى ساحات المعارك الفكرية والحياتية ، فالدول الأوروبية التى استخدمت نفوذها فى تحرير التابعين لها لم تستطع فعل أى شىء ازاء قضية تحرير المرأة فى بلاد الشرق ، فإن التقدم الذى حدث بعد ذلك لصالح تحرير المرأة فى بلاد الشرق كان من الداخل فقط وليس من تأثير الخارج على عكس ما يروج لهذه القضية .
ومع ذلك فإن النضال فى سبيل تحرير المرأة قد أحرز بعض التقدم فى المناطق المتقدمة إجتماعياً واقتصادياً فى الشرق الأوسط وبات من الأهداف الرئيسية للمدارس المختلفة للنهضة الإسلامية التى رفعت راية الكفاح ، أما من وجهة النظر الكلاسيكية فإن تحرير المرأة يفهم أنه كشف المرأة لذراعيها وساقيها ووجهها والإندماج داخل المجتمع بالتعليم والعمل وأن الإختلاط من سوء الأخلاق .
ويعتقد أهل الغرب أن تحرير المرأة عنصراً هاماً من عناصر التقدم والتطور النسائى وأن أحوال الأمم والشعوب والمرأة أفضل فى ظل نظم سياسية ديمقراطية من تلك العسكرية ، غير أن أخطر وأعظم النكبات التى تعرضت لها حقوق وحريات المرأة للإغتيال فهى تلك البلدان التى سيطر عليها وعلى نظم الحكم فيها الأصوليون ، المتطرفون ، المتخلفون ، كما فى إيران وأفغانستان ، ويعتبر المفكرون غير التقليديين هدفاً لهؤلاء المتخلفين علمياً ودينياً وفكرياً ، حيث يرى هؤلاء المتطرفون أن حقوق وحريات المرأة وتحريرها يعد خيانة للدين الإسلامى ، وأن المرأة عورة يجب سترها وأنها والشيطان مثل السبابة والوسطى .
أما فى بلاد فارس ، فلم يهتم مفكريها بقضية حقوق وحريات وتحرير المرأة ، غير أن بعض نسوة الشيعة هن اللاتى بدأن العمل على تحرير أنفسهن من الفكر المتطرف هناك ، وكانت من أبرز الشخصيات النسوية آنذاك إمرأة تدعى قرة العين (1814-1852) وكانت الإبنة الكبرى لأحد فقهاء الشيعة ، ومارست الوعظ الدينى سافرة وهاجمت تعدد الزوجات والحجاب ثم قُضى عليها بالإعدام تعذيباً ، وهناك أيضاً المرأة التى سُميت تاج السلطانة إبنة نصر الدين شاه ، وكانت قد تلقت تعليمها فى القصر الملكى ، فدرست الأدبين الفارسى والفرنسى وكتبت مذكراتها مطالبة بحرية النساء ، ولقد كان لهؤلاء السيدات الدور الكبير فى قيام الثورة الإيرانية وتغيير وجه الحياة هناك إلى الأفضل رغم وجود بعض التيارات الراديكالية والمتطرفة غير أن كاتباً من أمثال على شريعتى كان له دوراً كبيراً فى نهضة حركة الفكر التنويرى فى إيران .
الهوامش:
(1) لمزيد من التمعق أنظر لنا قريباً-كتاب الجائز وغير الجائز …. لدى جميع دور النشر العالمية.
(2) فردريش نيتشه ، هذا هو الإنسان ، منشورات الجمل ، لبنان ، طبعة 2003م ، ص75 وما بعدها .
(3) جابر عصفور ، نقد ثقافة التخلف ، الناشر دار الشروق ، القاهرة ، طبعة 2010م ، ص41 وما بعدها
(4) روح القوانين ، مونتسكيو ، ترجمة عادل زعيتر ، الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب ، طبعة 2010م ، ص155 وما بعدها .
(5) محمد عبده ، الأعمال الكاملة ، المرجع السابق ، ص425 وما بعدها .
(6) أنظر فى هذا :
– محمد دروزه ، المرأة فى القرآن والسنة ، ص12 وما بعدها .
– زينب رضوان ، المرأة بين الموروث والتحديث ، ص33 وما بعدها .
(7) للمزيد راجع :
سيد قطب ، فى ظلال القرآن ، ج6 ، ص38 وما بعدها .
(8) – زينب رضوان ، أحكام الأسرة على ضوء الشريعة الإسلامية .
(9) برنارد لويس ، أين الخطأ ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، طبعة 2007م ، ص102 وما بعدها .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *