Share Button
إلى متي ستظل جرائم الشرف ستار للقتل ؟
كتبت : نورهان ابو حشيش
لسوء الحظ لقد بلغنا القرن الواحد و العشرين و مازال حق المراة مهدور و حينما ننظر سنجد ان الجرائم التي تنتهك حرية المراة في تزايد مستمر و المؤسف هو عدم السماح لها للتبرير و ايضا اذا سمحت لها الفرصة ستتهم بالكذب و الخداع .
فعند طرح السؤال عن هوية جرائم الشرف فسنجد انها جرائم بحق الاناث يقوم بها الذكور و يكون الهدف منها هو الدفاع عن الشرف و ازالة العار حيث ان الظن يقود الرجل الي قتل الضحية معللا انها جلبت العار و قامت بهتك قواعد الدين و المساس بقيم المجتمع .
نجد ان الاسباب المركزية لارتكاب جرائم الشرف (غسل العار) تكمن في الظن السيئ في المراة او الشك فمن اسباب قتلها هو الانفصال عن زوجها او رفض الزواج بالاكراه فيبدو ان ايداء رايها نتج عنه قتلها او مثال اخر هو تعرض المراة للاغتصاب فينظر لها المجتمع نظرة عار و كانها قضيتها وحدها و يغفل المجتمع عن وجود رجل تسبب لها لالام نفسية و جسدية فلماذا لا ينظر لها كضحية ؟ او انها مجني عليها ؟
فقد ثبت في دراسة اعدت عام 2015 قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية في مصر ان 70% من جرائم الشرف لم تقع في حالة تلبس و انما اعتمد مرتكبوها علي الشائعات . كما تم اضافة ان تحريات جهات التحقيق في 60% من هذه الجرائم اكدت سوء ظن الجاني بالضحية و التربص بها .
جميع حوادث جرائم الشرف في الوطن العربي ليست مبنية علي اسس فمثلا نجد في السعودية مقتل امراة علي يد اخوانها الذكور و كان الدافع لقتلها هو امتلاكها حساب علي موقع التواصل الاجتماعي (سناب شات) . و هنا في محافظة المنيا حدثت جريمة قتل حيث قام اخ بقتل اخته ضربا بالسكين ثم شنقها حيث انه استند الي كلام اهل القرية حين اخبروه عن رؤيتها تقف مع شاب فلماذا اعطي لسوء الظن فرصة ان تتدخل و تفرق بينه و بين اخته ؟ علما انه لم تجدها في وضع مخلا للشرف . ومن المؤسف قول ان الالاف من الفتيات تم التشكيك في اخلاقهن من قبل عائلاتهن حيث انهم وجدوهن يخرجن من المنزل بكثرة . فهل يعد الخروج من المنزل جريمة الان ؟ هل اصبح مبرر للقتل؟ و كان دافع اهاليهن ان اصدقاء بناتهم اصدقاء سوء و ان سوء الخلق معدي . و لكن ذلك ليس منطقيا.
يمكننا استنتاج وجود خلل في القانون تعاني منه اغلب الدول العربية و للاسف لم ينصف القانون المراة بل يخفف العقوبات في هذة الجرائم رغم ان سبب ارتكابها في المعتاد هو الشك و الشائعات و يتضح ان المجتمع يشجع علي ارتكاب مثل هذه الجرائم و يتقبل فكرة القتل رغم انه مجتمع متدين بطبيعته الفترية و عند اجراء استطلاع راي اثبت فيه ان القتل دفاعا عن الشرف مقبول اكثر من المثلية الجنسية . فكم هذا المجتمع متناقض و يقبل بعلاقات محرمة شرعا !
فرؤية المجتمع للمراة ثابتة لا تتغيربسبب ثقافته الخاطئة منذ العصر الجاهلي الذي قتل فيه البنات خوفا من العار و حفاظا علي الشرف فبشكل اخر يمكن قول ان الامان الذي تشعر به المراة هو ظاهري فقط و ان الرجال يهربون من اي عقاب .
كتبت : نورهان ابو حشيش
لسوء الحظ لقد بلغنا القرن الواحد و العشرين و مازال حق المراة مهدور و حينما ننظر سنجد ان الجرائم التي تنتهك حرية المراة في تزايد مستمر و المؤسف هو عدم السماح لها للتبرير و ايضا اذا سمحت لها الفرصة ستتهم بالكذب و الخداع .
فعند طرح السؤال عن هوية جرائم الشرف فسنجد انها جرائم بحق الاناث يقوم بها الذكور و يكون الهدف منها هو الدفاع عن الشرف و ازالة العار حيث ان الظن يقود الرجل الي قتل الضحية معللا انها جلبت العار و قامت بهتك قواعد الدين و المساس بقيم المجتمع .
نجد ان الاسباب المركزية لارتكاب جرائم الشرف (غسل العار) تكمن في الظن السيئ في المراة او الشك فمن اسباب قتلها هو الانفصال عن زوجها او رفض الزواج بالاكراه فيبدو ان ايداء رايها نتج عنه قتلها او مثال اخر هو تعرض المراة للاغتصاب فينظر لها المجتمع نظرة عار و كانها قضيتها وحدها و يغفل المجتمع عن وجود رجل تسبب لها لالام نفسية و جسدية فلماذا لا ينظر لها كضحية ؟ او انها مجني عليها ؟
فقد ثبت في دراسة اعدت عام 2015 قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية في مصر ان 70% من جرائم الشرف لم تقع في حالة تلبس و انما اعتمد مرتكبوها علي الشائعات . كما تم اضافة ان تحريات جهات التحقيق في 60% من هذه الجرائم اكدت سوء ظن الجاني بالضحية و التربص بها .
جميع حوادث جرائم الشرف في الوطن العربي ليست مبنية علي اسس فمثلا نجد في السعودية مقتل امراة علي يد اخوانها الذكور و كان الدافع لقتلها هو امتلاكها حساب علي موقع التواصل الاجتماعي (سناب شات) . و هنا في محافظة المنيا حدثت جريمة قتل حيث قام اخ بقتل اخته ضربا بالسكين ثم شنقها حيث انه استند الي كلام اهل القرية حين اخبروه عن رؤيتها تقف مع شاب فلماذا اعطي لسوء الظن فرصة ان تتدخل و تفرق بينه و بين اخته ؟ علما انه لم تجدها في وضع مخلا للشرف . ومن المؤسف قول ان الالاف من الفتيات تم التشكيك في اخلاقهن من قبل عائلاتهن حيث انهم وجدوهن يخرجن من المنزل بكثرة . فهل يعد الخروج من المنزل جريمة الان ؟ هل اصبح مبرر للقتل؟ و كان دافع اهاليهن ان اصدقاء بناتهم اصدقاء سوء و ان سوء الخلق معدي . و لكن ذلك ليس منطقيا.
يمكننا استنتاج وجود خلل في القانون تعاني منه اغلب الدول العربية و للاسف لم ينصف القانون المراة بل يخفف العقوبات في هذة الجرائم رغم ان سبب ارتكابها في المعتاد هو الشك و الشائعات و يتضح ان المجتمع يشجع علي ارتكاب مثل هذه الجرائم و يتقبل فكرة القتل رغم انه مجتمع متدين بطبيعته الفترية و عند اجراء استطلاع راي اثبت فيه ان القتل دفاعا عن الشرف مقبول اكثر من المثلية الجنسية . فكم هذا المجتمع متناقض و يقبل بعلاقات محرمة شرعا !
فرؤية المجتمع للمراة ثابتة لا تتغيربسبب ثقافته الخاطئة منذ العصر الجاهلي الذي قتل فيه البنات خوفا من العار و حفاظا علي الشرف فبشكل اخر يمكن قول ان الامان الذي تشعر به المراة هو ظاهري فقط و ان الرجال يهربون من اي عقاب .
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *