شعر:
رافع آدم الهاشميّ
………
قصيدة شعريَّة تتأَلَّف من (19) تسعة عشر بيتاً
………
مَا لي بذِي الدُّنيا وَ القَبرُ يَرقُبُني … إِنَّ الحَياةَ سُدىً وَ العُمرُ أَوهَامُ
كُلٌّ سَيمضي إِلى مَا ظَنَّ يَنساهُ … وَ الموتُ أَتاهُ غَدَاً خَالٌ وَ أَعمَامُ
جُلُّ الوَرى رَقَدَتْ في غَفوَةٍ ترجو … نَيلَ السرابِ وَ لا تدري فَقَدْ نامُوا
يَا مُهجَةً في القَلبِ إيَّاكِ أَنْ تَبكي … إِنَّ الدموعَ إِذا ضَجَّتْ لها هَامُ
ماذا أَرى بغَدٍ يَمضي وَ لا يَبقى … كَما مَضى قَبْلٌ جَمْعٌ وَ أَقوَامُ!
اُنظُرْ إِلى الأَمواتِ هَلْ وَجَدْتَ بــِهمْ … غَيرَ الرَميمِ غَدا بَيتاً لِمَنْ لامُوا؟!
جَدٌّ أَبٌّ وَ أَخٌ أَمسوا مَع الذِكرَى … وَ الكُلُّ في قَبرٍ مَضى فَمَا قامُوا
أَينَ الملوكُ إِذاً فاليومَ قَدْ رَحَلُوا … وَ لَمْ أَجِدْ مِنهمْ شَيئاً إِذا راموا
أَينَ العِظامُ وَ هُمْ تحتَ الثرى رقَدُوا … حَيثُ الجَميعُ غَدا كَما غَدا سامُ؟!
أَينَ السُكارَى وَ هُمْ بالعِهرِ قَد بَرزوا … وَ اليَومَ قَدْ رَحَلُوا كَما مَضَى حَامُ؟!
أَينَ الَّذينَ قَضَوا دَهرَاً وَ قَدْ صَلّوا … أَينَ التُّقاةُ إِذاً بَلْ أَينَ مَنْ صَامُوا؟!
أَينَ الربوعُ وَ قَدْ صَارَتْ هِيَ الأُخرى … ذِكراً بها صُوَرٌ تأَتي وَ أَفلامُ؟!
أَينَ القِلاعُ وَ قَدْ كَانتْ إِذا ارتفَعَـتْ … ظَلَّ العِدى هَرِمَاً إِذ حَولها حَامُوا؟!
أَينَ السيوفُ وَ قَدْ يَومَ الوَغَى شَهدَتْ … نصرَاً وَ قَدْ رُفِعَتْ في الحَربِ أَعلامُ؟!
أَينَ القصورُ وَ قَدْ بالرَقصِ ذِي مُنِيَتْ … فيها الغِناءُ صَدىً أَشعارٌ وَ أَقلامُ؟!
وَهْمٌ هِيَ الدُّنيا أُلعُوبَةٌ صُغرَى … تُفنى وَ لَنْ تبقى وَ الجُلُّ أَقزَامُ!
إِنَّ الحياةَ إِذا مَا كُنتَ تجهَلُهَا … تأَتي بكَ البلوَى فيهَا وَ أَسقَامُ
فاصْحُ أَخي في اللهِ لا تَرتَجي الدُّنيا … دُنياكَ خادِعَةٌ وَ الـجُلُّ أَزلامُ
كُلُّ الحَياةِ سُدىً لا شَيءَ يُبقيهَا … تمضِي وَ لَنْ تبقَى دُنياكَ أَحلامُ.