Share Button
الأمن السياسي والأمن العسكري
العمل السياسي لا يكون إلا في ظل مناخ أمن، أي مع عدم وجود عنف، حيث أن السياسة هي فن التحاور، والحصول علي مكاسب للجميع، فالكل يتفق علي ألية تدار بها اللعبة السياسية، وتحقق رضا الجميع، مع وجود جو من التنافسية ليثبت الأفضل جدارته؛ لكي يقود، وإتاحة فرصة للأضعف لكي ينافس غدا من خلال ما يسمي بالتنمية السياسية التي هي ضمان استمرارية المنافسة، ولكي يتحقق الأمن السياسي لا بد من داعم له يكون بمثابة صمام الأمان للمجتمع ككل، يحقق له النماء، ويضمن له الاستقرار. والأمن العسكري من هذا المفهوم يحافظ علي الدولة “شعب-أقليم-سيادة”، فيحافظ علي الشعب بألا يسمح بحدوث شغب يهدد الأمن المجتمعي، والسلم الداخلي، فيتدخل لنزع فتيل الفتنة، دونما انحياز فيحفظ الأرواح ويحقن الدماء، ويحافظ علي الإقليم بحماية حدوده من أي معتدي محتل. والإحتلال هنا ليس الإحتلال العسكري فحسب، بل كل خطر من جهة الخارج واقع أو وشيك الوقوع، فهو العين الحارسة للأمن البلاد، ويحافظ علي السيادة بضمان مناخ سياسي أمن، وبيئة صحية لممارسة الديمقراطية، فيقبل نتائج التنافس السياسي دونما تدخل في اللعبة السياسية، فهو كمراقب الشط يحافظ علي السباح دون سباحة؛ ليحقق بذلك كلة سيادة الشعب للشعب بكونه جزء من الشعب، وليس سيد للشعب. خلاصة القول أن هناك تلازم وجود وليس تضاد بين الأمن السياسي والأمن العسكري، فالأول يحكم الثاني، والثاني ضمان للأول.
بقلم
المستشار الدكتور
جاب الله أبوعامود
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *