Share Button
الإنسان عدو ما يجهل:
أضداد لا تجتمع .. النور والظلمة، الخير والشر، العلم والجهل .. الخ لكل من هذه المنطلقات الإيجابية والسلبية مقومات معرفية واخرى تطبيقية، ومن يجهل أمرا يتهيبه وقد يخاف منه.
والعلم قوامه المعرفة والمعرفة تحتاج إلى بحث عن المجهول في عالم عقل الباحث لتكون علما، والغاية مرتبطة بأهداف العلم ، والعلم ضد الجهل ، وبحلوله في النفس او العقل أو الوجدان تنتفي مقومات الجهل وتزول الضدية لزوال أسبابها، والخير متقوم على الشر الخير يزيح الشر عن عرشه والنور يبدد الظلمة كذلك العلم بالشيء ينفي الجهالة فيه..{ قال امير المؤمنين عليه السلام: الإنسان عدو ما يجهل}.
أخطر انواع الجهالة تلك التي تورثك عداوة مع الآخر بمعلومة مستقاة من راوٍ نقلها عن راو آخر بلا تمحيص او تدقيق لغاية او بلا غاية، ولكن تحت تأثير موروث أثقل كاهل العامة، ففرق بين الأخ واخيه ، والأبن وابيه، ولكي نزيح ستار الجهل وعتمة الظلمة من القلب تجاه الآخر وجب علينا أن نتعرف عليه ، ونسعى إليه باطلاعنا على حاله واحواله وخصائصه من أقواله وأفعاله فتزول العداوة لحصول التعارف.
أخطر انواع الثقافات ثقافة أحادية الجانب، تلك المبنية على ر واية واحدة ورأي واحد وقول مكرر منذ قرون ، رغم تبدل الحالة الإجتماعية وفتح الآفاق المعرفية لطالب العلم ، فيتشكل عند صاحبها عداء غير مبرر بل مبني على الجهالة بالآخر.
وجاء النداء في القرآن الكريم سورة الحجرات ١٣:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عند الله أتقاكم..إن الله عليم خبير.
هذه الآية هدمت كل موروث ديني وخاصة من اصحاب الكتب السماوية يفرق بين الناس، بين الشعوب قاطبة مهما تعددت ألوانها ولغاتها .
وتعارفنا بيان لحقيقة ما ندين به غير خاضع لتأويل الموروث.
في خطبة الوداع قال النبي الكريم ص: ” أيها الناس إن ربكم واحد، وإن اباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي فضل على أعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بالتقوى..”
التقوى مسار الإنسان السوي من عرف دينه واتبع رسوله ليحقق الهدف الكبير التي تسعى إليه الإنسانية ، وتسير نحوه الرسل بشرائعها الإلهية ، وهو كرامة الإنسان والإخاء في شموليته، فالإنسان أكبر قيمة على وجه كوكبنا هذا.
والهدف الكبير التي تسعى إليه الإنسانية ، وتحض عليه الأديان جميعها هو الحفاظ على كرامة الإنسان، ولا يكون ذلك إلا بالمحبة والإخاء بين الشعوب، فلنتعرف على الآخر بعلم وعقلانية .
نداءنا إلى كل البشر اقرأوا الكتب السماوية ، فليقرأ اصحاب الإنجيل القرآن وأصحاب القرآن الإنجيل وكذلك اهل التوراة ، وأصحاب الحكمة المتعالية من الفلاسفة الإلهيين ، فأن فعلوا زالت الغشاوة عن عين القلب ، واضمحلت العداوة ذات المنشأ الديني او الطائفي. وتوسعت دائرة المعرفة ، والنظر بعين البصيرة عن نقاط التلاقي بين ما يدين به الآخر ، ولتجلس اصحاب العقول من كل الطوائف والملل ويعقدون مؤتمرات توافق الأصول ، وأن يأخذوا من العقل دليلا ، والبحث والمقارنة والإسقاط السليم طريقا لهم فيجدوا بعد ذلك قواعد البحث فيما يختلفون ، تحت عنوان أن لا يجعلوا من الإختلاف خلافا والإقرار بحكمة الاختلاف في التطبيق وكذلك في المناسك .. يقول الدكتور سميث:
كل دين يتألف من مباديء عالمية وسنن محلية، عندما نوضح المباديء العالمية نجد أنها تخاطب الإنسان كإنسان بغض النظر عن زمانه ومكانه .
إن المسلمون بكل فرقهم متفقون على اوقات الصلاة الخمس ، وعلى القبلة والكتاب وغيرها من اعمدة الدين
مع ذلك نشاهد حروبا طاحنة عمياء بين اصحاب المذاهب في الطائفة الواحدة أشد ضرواة من الحروب على اساس اختلاف الدين والمذهب.
لذلك يجب أن لا تترك الاختلافات ترخى بظلها ليستمر القتال والتطاحن والعودة للتمسك بالاصول وعلى ما يتفق عليه الجميع مما جاءنا به واجتمع عليه كل الرسل والأنبياء والحكماء والدعاة إلى الله..
ولا نبقى جهلاء واعداء بما لم نكن نعرفه.
الأديب الباحث غسان صالح عبدالله
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص مفاده '‏غسان صالح عبدلله‏'‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *