Share Button

ريم شطيح
(بتصرف وتلخيص)
منقول عن صفحة “هيبة الدولة من عزة شعبها”
ريم شطيح


لا يولد الانسان عنصرياً سواء لدين أو لعِرق أو لطائفة. التونسي إنسان غير متعصِّب ومُتقبِّل ومنفتِح على الآخَر، فهو ابن التعددية بالفطرة بالثقافة المجتمعية والواقع، ذاك لأنّ تونس كانت أرض الأعراق والاثنيات والديانات المتعددة، فالتعددية ليست بحالة طارئة على مجتمعنا.
ومَن ينَعت التونسي بالتعصب هو مَن يقف عائقاً في سبيل الدولة المدنية ، وخاصة التيارات الدينية بكافة افرعها لأنّ المدنية تنهي مرحلة تقديس الأشخاص وبالتالي انتهاء ثقافة تقديس الحاكم وهذا ما لا تريده الأحزاب الدينية .
الدين مسألة وراثية حسب البيئة الجغرافية أو البيت والأسرة التي ينشأ فيها الإنسان؛ بَيد أنّ “التعصب للدين” هو سلوك مُكتَسَب ويعود للتنشئة في تقديس الأفكار والموروث الديني ويتمّ إقحامه في عقل الشخص (المُنتَج المُتعصِّب) من خلال تبنّي عقيدة إيديولوجية كمبدأ يوازي قيمة حياة الفرد و”الجماعة”، لأنّ مردود التعصّب لا يعود فقط للفرد بقدر ما هو “للجماعة” وهو هدف الذين يُحرّضو على التعصب وخَلْق سلوك عنفي قائم كثقافة مُجتمعية.
ولا يختلف التعصب الديني في ماهيته عن التعصّب السياسي، وتزداد حالة التعصب كلما ازدادت الرقابة الفكرية ومُنِع النقد ومناقشة الأفكار لإعادة طرحها ، فيدور الشعب في دوامة ويبقى في سياق التقديس. ولهذا ترفض السلطة الدينية والسياسية النظام العلماني في الدول العربية فممثّلو السلطتين في الشرق الأوسط وجهان لعملة واحدة.
لا يتم حلّ هذه المعضلة إلاّ بقوانين مدنية ، واتخاذ إجراءات وقوانين لنبذ العنف ثقافةً وخطاباً من علاقاتنا الاجتماعية او السياسية. الخطاب العنفي القهري الذي تعاني منه منطقتنا حالَ دون تطور المجتمع والانسان، وبالتالي وضعَنا أمام عجز حقيقي للنهوض والحداثة والتطور المعرفي والعلمي.
الإنسان يولد حراً، التعصب والعنف من صنع الديكتاتوريات الدينية والسياسية، وما الشعوب إلاّ أضاحي الحروب والعنف والتطرف.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *