بقلم ،دكتورة عبير المعداوى
انشق رأس القلم نصفين
أحد الشقين تخيل نفسه رجلا و نظر للشق الاخر على أنه الأنثى .
امتطى جواده و راح يهرول خلف الحروف الساكنات
لفت نظرهن
غمز بعينه لإحداهن أضاف نقطة على حرفها فبعد أن كانت حاء صارت خاء ، ابتسم من تاثير الحركة العفوية على الحاء ، تركها في حيرتها بغد ان حملت حرفا شقيقا ، لفت نظره حرف النون، مستنير انيق له بهاء … هرع اليه بأنانيه فلمس خده و أضاف برعونته نقطه أخرى فصارت تاء منبطحة!
امتعض منها بعد التغيير
و ذهب لحرف آخر و وضع علي رأسها قبله و دون ان يشعر تغير حالها فبعد ان كانت فاء أصبحت قاف
صدم من مظهرها
هرع مرة ثانية للأمام و اشتكى لحرف الباء فضحك الألف عليه فاهتز القلم الفخور بنفسه و وضع نقطة تحت الباء فصارت ياء
هجم الحزن عليه و قال
انا القلم السيء الحظ لماذا كُتب علي الفشل في كل نقطة أضعها كي تغير الحروف و تحرف المعنى
نهض الشق المكسور من القلم و تثائب و قال لانك رجل مغرور
ظننتني إمرأة و انت رجل و لم تدرك اننا قلم واحد
أسقطك غرورك حتى صرت لا تعرف متى و أين تضع النقاط ! النقاط يا سيدي هي التي تصنع احلاما و تغير أقداراً و تبني جسورا و تحطم آمالٍ .