Share Button

بقلم / محمـــــــد الدكـــــــرورى 
أمرنا الله عز وجل بالتصدق والانفاق فى سبيل الله وإنّ ما نعيشه في أيامنا هذه من انتشارٍ للفقر، يجعل موضوع الصدقة من الموضوعات الهامة في حياتنا، فالصدقة تزكّي النفس والمال، وتحمي من الشحّ والبخل، وتزيد من الألفة والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد، ولقد أعطى الإسلام فرصة لصدقات يستمر أجرها بعد موت صاحبها.

والصدقة الجارية تعني الصدقة المستمرة والباقية، أي التي تبقى مدة طويلة ويستمر أجرها حتى بعد موت صاحبها، أمّا الصدقة التي لا تبقى فهي التصدّق بالمال أو بالطعام على الفقراء، فهذه الصدقة فيها من الأجر والثواب الجزيل ولكنها لا تبقى إذ إنّ أجرها يؤخذ مرّة واحدة عند إعطائها للفقير.

والصدقة الجارية للميت كما ذكر في الحديث النبوي فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” ..

وكما ورد عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو وورث مصحفاّ، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته”.

وهناك بعض أنواع الصدقات الجارية للميت مثل بناء مسجد أو تجديده حيث يعدّ بناء المساجد أو إعادة تجهيزها بالسجاد وغيره من أعظم الأعمال الجارية إذ إنّها تتعلّق ببيوت الله ..

وكذلك حفر بئر ماء حيث يعتبر ماء سبيل وهو من أفض الصدقات لكثرة المنتفعين، فكما روي عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: ” (( قلت يا رسول الله إنّ أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت فأيّ الصدقة أفضل: قال سقي الماء)) …

وتوزيع كتيّبات أو أجزاء من القرآن عن الميت أو وضع مصاحف قرآن في المسجد.
وولد صالح يُحسن تربيته: فالابن الصالح والمؤمن الذي يتّصف بالاستقامة والإتزان ويؤدّي الفرائض هو ولد صالح يصل ثواب عمله لأبويه، فهما من أنشآه هذه التنشئة الصالحة.

وكذلك دعاء واستغفار الأبناء وزراعة الأشجار: فالأشجار قد يستظل بها الناس، أو يأكلون من ثمرها، وحتّى الطير والدوّاب تستفيد منها ووضع برادات مياه في المساجد: وهذه تعتبر أيضاً من ماء السبيل وكفالة طلاب العلم وبناء المدارس والوقف سواء كأراض أو مشاريع بحيث يصرف ريعها على الفقراء أو الأيتام أو طلاب العلم والتبرّع بالأدوات الطبية للمستشفيات كالأسرّة و الأجهزة الطبية المختلفه.

والأمثلة السابقة تعتبر من أكثر أنواع الصدقة الجارية شيوعاً منذ القديم وحتّى الآن، ولكن حديثاً بدأت تظهر أنواع أخرى للصدقات الجارية، مثل التبرع بالأعضاء بعد الموت، حيث يعتبر التبرّع بالأعضاء من أحد أوجه الصدقة الجارية التي ظهرت حديثاً ..

وبالرغم من وجود بعض المعارضين لهذا النوع من التبرع، إلّا أنّ أغلب الفتوى والمشايخ يجيزون هذا النوع ويعتبرونه من أفضل أنواع الصدقة الجارية في العصر الحالي.

وبعد استعراضنا لأوجه الصدقات المختلفة، فلو أن كل مسلم ترك صدقة جارية بعد موته فكم من الفائدة والخير ستعم على المسلمين وكم من الأجر والثواب سيصل صاحب الصدقة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏مشروب‏ و‏طعام‏‏‏

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *