Share Button

” الثقافة..سلاح الأمة”:

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله
الثقافة هي التراث الفكري التي تتميز به جميع الأمم عن بعضها وترتبط ارتباطا وثيقا بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، وتعبر عن مكانة الأمة وعن خصائصها الحضارية والفكرية..
ولكن هذا الوحش المتص ه ين الذي تهيأت له الظروف من أجل سرقة المنجزات الثقافية للسوريين والعرب عبر القرون الأخيرة وقتل مبدعيها وطمس أي ذكر لحضارتها ؛ هذه الثقافة البغيضة دأب الغرب على إنتاجها وترسيخها في عقول الناشئة من أبنائه جيلا بعد جيل وبذل كل الجهد من أجل تميزها على الساحة العربية من خلال العمل على مسارين:
الأول: تجلى في ضرب وإفشال أية حركة قومية سواء سورية او عربية لأن نجاح أي منها كان كفيلا بالقضاء على المشروع الصهيوني.
الثاني: إبراز الإسلام السلفي التكفيري التعصبي على الساحة وهو الإسلام الذي صنع في الغرب نفسه متعصبا معاديا للعلم ولكل مظاهر التقدم؛ وقد رعاه ودعمه وبواه ثم جعله الوجه الوحيد للإسلام ليكون جديرا فيما بعد وفي الوقت المناسب هدفا لكراهية الغرب وعداوته ثم شن الحروب عليه ..
لذلك يتوجب علينا أن نهتم بثقافتنا وإبداعاتنا الثقافية لأن الثقافة هي التراث الفكري التي تتميز به جميع الأمم عن بعضها وترتبط ارتباطا وثيقا بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري ، وتعبر عن مكانة الأمة وعن خصائصها الحضارية والفكرية ،ومن هنا نلاحظ أن جميع الثقافات تلتقي مع بعضها البعض في كثير من الوجوه وتتلاقى فيما بينها عن طريق الإمتزاج واللقاء بين الشعوب فتتفاعل مع بعضها ..إلا التي سيطرت عليها الصه يو نية وانفردت لخدمة المشروع الصه يو ني العالمي..
والثقافة هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع .. والثقافة : هي وعاء يحتوي في داخله كل ما يكتسبه الفرد البشري من تجارب وخبرات ويتعلمه من مهارات ويختبره ويبتكره ليحافظ من خلاله على حياته ووجوده او ليغيّر واقعه أو يحسن من وضعه الوجودي ويشتمل ذلك المركب التنوع في اللغات والمفاهيم والإشارات والرموز والعلوم والمعارف والتشريعات والنظم المؤسساتية والتجهيزات العلمية التي توصل إليها هذا الإنسان.
وهي بمثابة التربية والإدارة العملية التي تنمو فيها أساليب الفكر والعمل للفرد بما يلائم الزمان والمكان…وهذا ما نطلق عليه بالتحديد العام لفظ” الثقافة او المثقف ” .
ويمكن اعتبار الثقافة كمحصلة تاريخية للقلق المبدع والخلاق عند الإنسان لجهة التغلب على تحديثات وتعقيدات الوجود الراهن الذي لا بد له أن يصادفها في حياته وخلق اشكال جديدة لحياة الفرد و الجماعة تجمع بين ماهو ثابت وما هو متغير..
والثقافة: سلاح الأمة في جميع نواحيها ضد الأعداء؛ ضد الجهل والذل والظلام والرفعة والإعتزاز..ويمكن تلخيص معنى الثقافة على أنها إحدى أركان الحضارة وتشكل الركن المعنوي فيها وتشمل كافة الجوانب غير المادية والمتمثلة بالعقيدة والقيم والأفكار والعادات والتقاليد والأعراف والأمزجة والأذواق واللغة والمشاعر التي تختص بها أمة معينة…
إن الثقافة حقل معقد تتمثل وحداته بما يطلق عليها الصفات أو السمات الثقافية..
ويجب أن نفهم رائعة جبران خليل جبران ” الدهر والأمة ” إذ قال الدهر مخاطبا سورية: ما أخذت منك ياسورية إلا بعض عطاياي؛ وما كنت ناهبا قط ؛ بل مستعيرا أرد ووفيا أرجع؛ واعلمي أن لاخواتك الأمم نصيبا باستخدام مجد كان عبدك وحقا بلبس رداء كان لك ..إن ما تدعينه انحطاطا ياسورية أدعوه نوما واجبا يعقبه النشاط والعمل..
فالزهرة لا تعود إلى الحياة إلا بالموت ؛ والمحبة لا تصير عظيمة إلا بعد الفراق..إلى اللقاء ياسورية إلى اللقاء ..فتساءلت سورية؟ هل من لقاء” مع المجد” ياترى هل من لقاء؟؟

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *