Share Button

كتبت/ أميرة علي ذوالفقار

إن بلدا بحجم مصر تملك جيشا وشعبا ضربا للعالم أجمع مثلًا يدرس في الوعي والتكاتف ضد قوى مخربة، كادت تعصف بأمن الوطن وتحوله إلى ساحة للحروب والفتن، ولكنهم عادوا إلى جحورهم مطأطئي رءوسهم. والرياضة في مصر نوع من أنواع القوى الناعمة التي تسري في دم كل فئات الشعب. وكرة القدم بخاصة لها ما لها من سحر وجاذبية لا فى مصر وحدها ولكن في العالم كله. فلم تعد كرة القدم مجرد مباريات بين الدول المختلفة ولكنها مجال واسع للتعرف علي ثقافات هذه البلاد المشاركة وحضاراتها وخصوصا بعد انتشار عالم الاحتراف، فمحمد صلاح خير مثال على ذلك، فقد جعل اسم مصر يرفرف عاليا، وأصبح قدوة ومثلا أعلى لأطفال كثر من مختلف أنحاء العالم، ونحن العرب نفتخر به لما يقدمه من صورة مشرقة عن المجتمع المصري وسلوكه الحضاري.
ولا أخفي عنك عزيزي القارئ، ولا ادعي الإلمام بقواعد هذه اللعبة الشائقة رغم جمالها، ولكن أجد متعة ورونقا خاصا في الجلوس مع أفراد الأسرة والأصدقاء لمشاهدة فريقي المفضل أو منتخبنا الوطني ومشاكسة بعضنا بعضا، فنحن لا نشجع فريقا واحدا، وهذا الاختلاف يزيد الحدث جمالا، وهنا نأتي إلى الوجه الآخر الحزين في هذا الأمر، وهو الذي دفعني لكتابة هذا المقال حيث يترقب عشاق الكرة المصرية مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك في استاد محمد بن زايد فى مدينة أبو ظبي الإمارتية، وبعدها بأيام قليلة يكون اللقاء بينهما في الدوري المصري هنا على أرض مصر. والسؤال هنا هو ما طرحته علي إحدى الصديقات الأجنبيات وهي تهتم كثيراً بمتابعة الكرة المصرية: لماذا يمنع الجمهور هنا من حضور المباريات، فتصبح بلا روح وفي نفس الوقت يسمح بالحضور خارج مصر؟، وهذا المظهر يصدر صورة خاطئة عن مصر ويوحي بأنها ليست آمنة وأننا لا نستطيع أن نؤمن حضور جماهيري، أوليس هذا الجمهور هو نفسه من يذهب لحضور حفلات الغناء ويذهب ويعود بلا مشاحنات؟؟
لم أجد إجابة شافية مقنعة بل بالعكس راودتني الأفكار والأسئلة حول هذه القضية. لا أعلم حقيقة الأسباب وحيثيات هذه القرارات التى من المؤكد أنها في محلها، لكني أريد أن تظل صورة مصر دائما لا يشوبها شائبة، وأن يعود الاستاد مليئا بالعائلات الآمنة، والشباب الواعي الذي ينبذ العصبية الجاهلية وتعود الفرحة والاحتفالات إلى منازلنا وشوارعنا. نرجو إيجاد حلول سريعة ووضع ضوابط وآليات لحضور المباريات وكذلك قوانين رادعة لكل من يخترق هذه القوانين لتثبت مصر للعالم كله أنها قادرة علي تنظيم وتأمين كل ما هو تحت سمائها وفوق أرضها.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏‏حشد‏، ‏إستاد‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *