قد يكون العذاب منه سبحانه ، وقد يكون بأيدي العباد .
فإذا ترك الناسُ الجهادَ في سبيلِ الله، فقد يبتليهم بأن يوقعَ بينهم العداوةَ حتى تقعَ بينهم الفتنةُ .
فإن الناسَ إذا اشتغلوا بالجهادِ في سبيلِ الله جمًع الله قلوبَهم وألَّف بينهم ، وجعل بأسَهم على عدوٍّ الله وعدوِّهم، وإذا لم ينفِروا في سبيل الله عذّبَهم الله بأن يَلبِسَهم شِيَعاً، ويذيقَ بعضَهم بأسَ بعض”.
مجموع الفتاوى ج ١٥ ص ٤٤ .
وقال رحمه الله :
الجهادُ أعلى ما يحبُّه الله ورسولُه ، واللائمون عليه كثير؛ إذ كثيرٌ من الناس الذين فيهم إيمان يكرهونه .
وهم إِما مخَذِّلون مفتِّرون للهمة والإرادةِ فيه، وإما مُرجِفون مُضْعِفون للقوة والقدرةِ عليه، وإن كان ذلك من النفاق .
فالآيةُ ميزت بين المنافقين وبين الذين في قلوبهم مرض مِن غيرهم ، وهم مَن فيه إيمان، لكنهم لمرضِ قلوبِهم بالمَيلِ إلى المنافقين نقَص إيمانُهم وضعُف عن منعٍهم من مشاركتِهم لهم في أعمالهم وأخلاقهم..”
اللهم انصر عبادَك الذين يجاهدون في سبيلك في كل مكان ، وقوِّ عزائمَهم، وثبِّت اقدامَهم، وسدِّد رميَهم، واهزم عدوَّهم ودمِّرهم تدميرا.