Share Button

كتب : ماهر المنزلاوي

في معترك الحياة ، تجبرك الدنيا على أمور شتى ، قد تؤثر علي الإنسان في سلوكه ومسيرته ، ويفرض بعض الأشخاص على محبيهم أنماط وعادات وتصرفات ، لا يحبون التعامل بها ، إلا أنهم يقبلونها بدافع من حب ، ووازع من تضحية ، ويظل الشخص بين رحى التنازلات إلى مالا نهاية ، حتي يصل إلى مرحلة الاستجداء العاطفي ، وبمرور الزمن ، تصل به العلاقة إلى التذلل والانبطاح ، وتؤدي إلى نتائج مشوهة ، غير قادرة على مواجهة التحديات ، فمنهم من ينهار عند تعرضه للضغوط النفسية والمواقف الصعبة ، فيحتار في أمرها وينهزم أمامها ، ويعيش حياة بائسة مليئة بالخوف والقلق والتوتر وانعدام الثقة في النفس وفي الآخرين ، ويظل مأزوماً مهزوماً أمام نفسه وأمام الآخرين .

ويبقى الاستجداء العاطفي هو أهم وأوضح صور الحب في المجتمعات العربية والشرقية ، وفيها تتنازل المرأة عن كبريائها وثقافتها وعلمها للرجل ، بدافع منها نحو ارضائه ، وبتغليب منه لإرث عقيم للذكورة والتلسط وفرض الرأي وإعلاء الأنا ، ناهيك عن معتقدات إجتماعية بأنه الجنس الأقوى .

ولا يقف الاستجداء إلى علاقة الرجل بالمرأة فقط ، وإنما تتعداها إلى علاقة الرجل بالرجل ، وهي في أغلب الأحيان تكون بغرض المصلحة والاستغلال ، تتجافي عنها الندية ، وتتواري منها الجدية ، ويجد المحب نفسه متذلل دون رادع من عقل أو مانع من إباء نفس ، مدفوعاً نحو تعذيب ذاته وجلدها بسياط بلا رحمة ولا شفقة ، أمام المشاعر الجافة لمن يحب ، دون أن يرق له قلب ، أو تحن له جوارح .

وانطلاقاً من الاستجداء العاطفي تتحول العلاقة بالنسبة للطرف الثاني إلى استعداء عاطفي ، وهي محاولة السيطرة على الشريك سواء عقلياً أم عاطفياً ، مما يؤدي إلى تغيير حتمي في سلوكه ونمط حياته لإرضاء من يحب .

ومما لا شك فيه أن هذه العلاقات في حقيقة الأمر ما هي إلا سراب يحسبه الظمئان ماء ، قصيرة الأمد ، عقيمة الأثر ، فاشلة النهاية .

ولذلك لا تخضعن لأحد رغباً ولا رهباً فما المرجو والمخشي إلّا الله .

ولله در عنتره حين قال :-

لا تسقني ماء الحياة بـذلة ،،،،،،،

بل فإسقيني بالعزّ كـأس الحنظل .

كأس الحياة بذلة كجهنم ،،،،،،،،

وجهنم بالعز أطيبُ منزل .

إن قيمة الإنسان الحقيقة تكمن في إحترام الآخرين وتقديرهم له ، لأنه في اللحظة التي يشعرون فيها بعدم تقدير من يحب لك ، تأكد أنه حينئذ سوف تصبح بلا قيمة .

وأخيراً

ثق تماماً من أن العلاقات الناجحة والدائمة ، هي العلاقات القائمة على الإحترام المتبادل بين الناس ، لا العلاقات القائمة على الحب فقط .

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *