Share Button

بقلم /نسرين يسري 

الخيانة الإلكترونية هي علاقة ما منسوجة عبر الإنترنت، سواءً كان هذا عبر وسائل التواصل الإجتماعي أو البريد الإلكتروني، أو غيرها من وسائل التواصل الحديثة سواء كانت هذه العلاقة مترجمة على أرض الواقع، أو كونها تقتصر فقط على نطاق الإنترنت.
الخيانة الإلكترونية هي احد أشكال الخيانة الزوجية و من الظواهر الإجتماعية التي عرفها المجتمع البشري في عصر الإنترنت، والتقدم التكنولوچي، وإن إختلف مفهوم الخيانة إختلافآ طفيفآ بين ثقافة وأخرى، وبين زمن وأخر، إلا أن جوهر القضية يبقى هو ذاته، شريك يخل بإلتزام الوفاء ، والإخلاص الذي يربطه بالشريك الأخر.
لا توجد خيانة مقنعة، ولا يوجد خائن بريء، ولكن سلوك النفس البشرية هو من يهيئ للبعض تصرفاتهم الخاطئة، وفي زمننا الحاضر ظهر ذلك النوع الذي أُطلق عليه الخيانة الإلكترونية.
فبعض الأزواج اليوم، وبداعي الملل أو الفتور في علاقاتهم الزوجية، يلجئون إلى التحدث مع آخرين عبر برامج المحادثات، ومواقع التواصل الإجتماعي؛ من أجل مشاركة مشاكلهم.
ولكن البعض قد يظن أنه ليس هناك ضرر من إقامة صداقة مع الجنس الأخر عبر تلك المواقع، خاصة إذا كان المتحدث يبدي اهتماماً قد افتقده الطرف الأخر ، ولكنها تظل خيانة، وإن لم تكتمل أركانها جميعاً.
أسباب عديده تقف وراء هذه الخيانات الإلكترونية، كما أن هناك دلائل كثيرة على وجودها، على رأسها الفراغ العاطفي الذي يعيشه شريك ما من دون تواجد حقيقي وفعلي للشريك الآخر.
يقول دكتور” مدحت عبد الهادي” استشاري العلاقات الزوجية
«أياً كان نوع الخيانة، فلها دوماً طرفان ودوافعها الأساسية ،تكمن في فقدان ركائز العلاقة الأساسية، كالحب والإحترام ،والشعور بالذات،
يبحث الرجل عن امرأة تشغل وقت فراغه، وتمنحه ما يفتقده من مشاعر، فالمرأة المصابة بالغيرة المرضية أو المتسلطة، يبحث زوجها عن مساحة من الحرية .
فبقدر مراقبتها الشديدة له يبحث بدوره عن مساحة للإنطلاق ،وتكون الدردشة الإلكترونية هي الحل.
كذلك تدفع كثرة الضغوط المرأة للبحث عن وسائل مساعدة للتنفيس، وتعويض لما تفتقده ، ويكون للتواصل الإلكتروني بشخص اخر ؛بمثابة تعويضآ لها عن ذلك ،والتغيير لواقع تتوق إليه ولا تجده، و إشباع مشاعر تفتقدها».
وعلي نحو اخر نشرت المعلومات الخاصة بمستخدمي موقع ”Ashley Madison “ضجة كبيرة، حيث إستطاع قراصنة الكترونيين إقتحام خصوصية الموقع، والكشف عن خصائص مستخدميه، والذي وجد من ضمنهم عناوين بريدية إلكترونية لرجال مهمين في دول مختلفة.

هذا الموقع الإلكتروني الذي يحمل شعار “الحياة قصيرة، قم بعلاقة عابرة Life is” Short. Have an Affair” يشجع ذلك الموقع العلاقات خارج إطار الزوجية لكلا الشريكين، ويشدد القائمون على هذا الموقع من خلال الأحكام والشروط الخاصة به، بان العلاقات العابرة لا تتم في الموقع نفسه، بل هي شبكة تواصل بسيطة توفر التفاعل ما بين الاشخاص.
اتاحت مواقع التواصل الإجتماعي عالمآ واسعآ للأشخاص ، والتواصل معهم بحرية تامة ،وخصوصية مزيفة.
وفي رصد لبعض حالات الخيانة الإلكترونية، جاء على لسان احد الأزواج قائلآ: فى دعوى الزنا التي أقامها، وحملت رقم 897 لسنة 2015 ، «بعد زواج دام سنة و7 شهور اكتشفت أن زوجتي خائنه ، من خلال فيديوهات إباحية لها علي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن استغلت زوجتي حبى لها واحترامي ،وعدم التضييق عليها ، وذهبت لتمتع نفسها ولم تكتف بالحلال، واختارت الحرام» فيما طعنت الزوجة بتزوير الفيديوهات الخاصة بها لتنفي عن نفسها تهمة ممارستها أعمالا منافية للأداب.
اما عن جريمة أبو كبير بالشرقية
فيقول: “محمد. هـ” البالغ من العمر 32 عامًا، عامل، انه دخل إلى بيته ليستمع إلى حديث جنسي بين زوجته ورجل آخر، كلمات اخترقت أذنه قرر بعدها أن ينتقم لشرفه، وقتل زوجته “دعاء. ش” البالغة من العمر 30 عامًا.
الفاظ جنسية بين الثنائي جعلت الزوج يجذب سكينآ حادآ من المطبخ، ويذهب مباشرة لزوجته، وذهب بمنطقة الساحة في أبو كبير بالشرقية، ويطعنها 8 طعنات في مناطق متفرقة من جسدها فارقت بعدها الحياة.
إن وسائل التواصل الإجتماعي جعلت من حدوث الخيانة الزوجية امر أسهل كثيرآ مما سبق ،وذلك لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:-
ليس هناك خوف ان يراهما احدا، فعلاقتهم تكمن على الانترنت
٢-تحد من الأمراض المنقولة جنسيا.
٣-ليس هناك قلقآ من إيجاد الوقت والمكان المناسب للخيانة.
٤-بالإمكان إخفاء الهواتف الذكية التي تساعد على الخيانة او وضع كلمة سر عليها.
لا تكون هذه الخيانات الإلكترونية في بدايتها بالأمر الكبير، الا انها مع مرور الوقت، تصبح مثلها مثل الخيانة الطبيعية تمام، فقد تتكون مشاعر حب ما بين الطرفين؛ مما يتسبب في هجر الشريك عاطفيآ وإحداث فجوة عميقة فيما بينهما.
ويشير بعض علماء النفس ان الخيانة الإلكترونية من شأنها ان تكون، الخطوة الأولى في طريق الخيانة المتعارف عليها؛ مسببة بذلك الأذى النفسي للشريك ،ووقوع الطلاق في العديد من الأحيان.
قالت دكتوره/ “إيمان الريس “خبيرة العلاقات الأسرية ،إن الخيانة موجودة في المجتمع ،ويتبعه الكثير من المشاعر السلبية، والمشاكل التي قد تؤدي إلى انتهاء الحياة الزوجية.
وأضافت “إيمان” أن أسباب الخيانة هي قلة التقدير ،و عدم الإهتمام والأحتواء والملل و فتور العلاقة الحميمية وهي الأساس .
وأشارت إلى أن علامات الخيانة الزوجية، تتمثل في التواجد الدائم خارج المنزل، وعدم الإهتمام بالأولاد، فضلا عن الإهتمام المبالغ فيه من قبل أي طرف، وعدم تقبل أي فعل من الطرف الآخر، والغضب الشديد أو البعد عن أهل الزوج أو الزوجة ورفض التعامل معهم.
بالإضافة الي السرحان والعزوف عن العلاقة الحميمية، والإنشغال الدائم بالموبايل، والنقد الدائم، والسخرية، والعصبية على أبسط الأشياء، لافتة إلى أن الخيانة تأتي من الثقة الزائدة أو بمعاونة الأصدقاء.
ان إعادة الثقة ما بين الزوجين تتطلب الوقت والجهد، والعمل من قبل الشريكين لإنجاح العلاقة الزوجية ،ولتخطي مشكلة الخيانة فيتوجب عليهم
– التحدث عن مشاعر الحزن والغضب مع الشريك بكل شفافية.
– زياده الوازع الديني لدي الزوجين
– مناقشة مسالة الخيانة والاجابة عن جميع الاسئلة التي تدور في ذهن الشريك.
– قد يساعد إستشارة اخصائي الزواج في الأمر،بهدف ترميم العلاقة الزوجية.
وعندما تفشل جميع الطرق في تخطي الخيانة، يكون الانفصال هو الإختيار الأصعب و الأخير.
وختامآ إنني أؤمن عن يقین أن سعادتنا تبدأ داخلنا، وأن السعادة الحقيقية في العطاء ، وأن الإخلاص اعظم بكثير من جرح الخیانة.


 

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *