الدكتور سعيد أبو الفتح يكتب .. فتات العاملين بالجمعيات الأهلية لا تكفي !

مع أن الكتابة عن منظومة الأجور هم على القلب أجدنى هذا الأسبوع أعرج عليها خاصة بعد أن طلب منى عدد غير قليل من العاملين بالجمعيات الأهلية أن أرفع رجاؤهم إلى كل ذى قرار من أجل تعديل مرتباتهم المتدنية وبدورى أقدر هذه الثقة واعتز بها .
وقد قفز إلى رأسى ما حدث أخيرا بشأن زيادات المرتبات للعاملين بالجهاز الإداري للدولة وكذلك أصحاب المعاشات خطوة محمودة تستحق الثناء لمجابهة الغلاء الكبير إحساسا بظروف المواطنين خاصة في ظل الأحوال المعيشية الصعبة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية والتي يعاني من تداعياتها معظم دول العالم خاصة الفقيرة والنامية.
وهذه الخطوات الإيجابية أتمنى أن تتبعها خطوات أخرى وأن يلتفت إلى تحسين أجور العاملين بالجمعيات الأهلية الذين يعانون شظف العيش نظرا لأجورهم المتدنية جدا حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الضرورية من السلع الغذائية وليست الترفيهية .
أثق كثيرا في عدالة القيادة السياسية أن تنتبه لهذه الفئة التى تعانى قسوة الحياة وصعوباتها ويقينى أن الدكتورة نيفين القباح وزيرة التضامن الاجتماعى ستصغى لمطالبهم لأن مرتبهم الذى لا يتخطى 550 جنيها شهريا لا يكفى لزيارة الطبيب وشراء الدواء بل أن هذا الفتات لم يعد كافيا لبضعة أيام في ظل قسوة الحياة والظروف المعيشية الصعبة والضغوط التى تجاسرت عليهم حيث يعتبر البعض أن هذا النوع من الرواتب الضعيفة هو نوعا من التسكين الاجتماعى وليس مقابل جهد وكمنحة اجتماعية وعلاوة غلاء.
كما ننتظر من سعادة الوزيرة أن تأخذ ذلك فى الحسبان قريبا جدا من خلال جدول زمنى لرفع مخصصات مرتبات هؤلاء المغبونين وتعديل وضعهم المادى لسد احتياجات الحياة لأن تدنى مستوى دخلهم ينعكس سلبا على حياتهم الاجتماعية وارتباط علاقتهم بالمجتمع ويشعرون أنهم غير قادرين على الاندماج فى المجتمع بتوفير الكثير من الاحتياجات التى تساعد على التعايش والاندماج .
فهؤلاء لديهم أبناء لا يزالون يتلقون التعليم بالمدارس والجامعات ويحتاجون مصاريف عالية وهذا الراتب الشهرى لا يغطى إطلاقا احتياجات الفرد الواحد لنحو أسبوع فقط فكيف بعائلة كاملة وكلنا أمل أن يعاد النظر فى مرتباتهم أسوة بشرائح أخرى لها كل التقدير والاحترام لأننا في نهاية الأمر كلنا مواطنون مصريون لنا حقوق وعلينا واجبات .

ويبقى الأمل مطلوبا وضاغطا بأن يتم إعادة النظر فى ذوى الرواتب المتدنية من موظفى الجمعيات الأهلية رحمة ورأفة بأحوالهم ولدى قناعة كاملة لا أعلم مصدرها حتى الآن أن سعادة الوزيرة ستجد تخريجات مادية ملائمة بما يضمن العيش الكريم لهم ولمن يعولون .