Share Button
روي أن نبي الله موسى عليه السلام قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل فدخلها وقتل بها الجبارين، وبقيت منهم بقية، وقد قاربت الشمس الغروب، فخشي أن يدركه الليل فيعجزوه، فدعا الله تعالى أن يحبس عليهم الشمس، ففعل وحبسها حتى استأصلهم، ودخلها موسى فأقام بها ما شاء الله أن يقيم، وقبضه الله إليه لا يعلم بقبره أحد من الخلق، وأما من زعم أن موسى كان قد توفي قبل ذلك فقال إن الله أمر يوشع بالمسير إلى مدينة الجبارين، فسار ببني إسرائيل، ففارقه رجل يقال له بلعم بن باعور، وكان يعرف الاسم الأعظم، فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه المساء ليلة السبت فدعا الله فرد الشمس عليه وزاد في النهار ساعة، فهزم الجبارين ودخل مدينتهم، وجمع غنائمهم ليأخذها القربان ، فلم تأت النار.
فقال يوشع فيكم غلول فبايعوني، فبايعوه، فلصقت يده في يد من غل، فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل بالياقوت فجعله في القربان وجعل الرجل معه، فجاءت النار فأكلتهما، وقيل بل حصرها ستة أشهر، فلما كان السابع تقدموا إلى المدينة وصاحوا صيحة واحدة فسقط السور، فدخلوها وهزموا الجبارين، وقتلوا فيهم فأكثروا ثم اجتمع جماعة من ملوك الشام، وقصدوا يوشع فقاتلهم، وهزمهم، وهرب الملوك إلى غار، فأمر بهم يوشع بن نون، فقتلوا، وصلبوا، ثم ملك الشام جميعه فصار لبني إسرائيل وفرق عماله فيه، ثم توفاه الله فاستخلف على بني إسرائيل كالب بن يوفنا، وكان عمر يوشع مائة وستا وعشرين سنة، وكان قيامه بالأمر بعد موسى سبعا وعشرين سنة، وأما من بقي من الجبارين.
فإن إفريقش بن قيس بن صيفي بن سبإ بن كعب بن زيد بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان مر بهم متوجها إلى إفريقية فاحتملهم من سواحل الشام فقدم بهم إفريقية فافتتحها، وقتل ملكه جرجير، وأسكنهم إياها، فهم البرابرة، وأقام من حمير في البربر صنهاجة وكتامة، فهم فيهم إلى اليوم، ويوشع بن نون قد قسم الارض التى ملكها بين بنى اسرائيل وأعطى جبل المقدس لكالب بن يوفنا فسكن مدينة أورشليم وأقام مع بنى يهودا ووضع القبة التى فيها تابوت العهد والمذبح والمائدة والمنارة على الصخرة التى في بيت المقدس، وأما بنو أفرايم فكانوا يأخذون الجزية من الكنعانيين ثم قبض يوشع وفي سفر الحكام انه قبض لثمان وعشرين سنة من ملكه وهو ابن مائة وعشرين سنة وقال الطبري ابن مائة وستة وعشرين سنة والاول أصح.
وقال وكان تدبير يوشع لبنى اسرائيل في زمن منوشهر عشرين سنة وفي زمن افراسياب سبع سنين وقال أيضا ان ملك اليمن شمر بن الاملوك من حمير كان لعهد موسى وبنى ظفار وأخرج منها العمالقة ويقال أيضا كان من عمال الفرس على اليمن، وزعم هشام بن محمد الكلبى ان الفل من الكنعانيين بعد يوشع احتملهم يقش بن قيس بن صيفي من سواحل الشأم في غزاته إلى المغرب التى قتل فيها جرجيس الملك وانه أنزلهم بافريقية فمنهم البربر، وترك معهم صنهاجة وكتامة من قبائل حمير.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *